كتب/صقر المريسي :عبثا نحاول ونحن نبحث عن مفردات نستطيع من خلالها أن نفي ولو بالجزء اليسير في حق بيت الموسيقى اليمني ومدير هذا البيت ومؤسسه الفنان الأستاذ الرائع /فؤاد الشرجبي ليس لعجزنا عن البحث عن المفردات ولكن لعجز كل المفردات في أن تفي هذا البيت حقه لما يقوم به من جهد جبار في توثيق وجمع التراث الفني اليمني من أغان وأناشيد وأهازيج وصلت إلى عشرات الآلاف وهو ما عجز عنه الكثيرون سواء كأفراد أو كمؤسسات بل إن الجهات الرسمية تقف موقف العجز أمام جهد كالذي قدمه البيت اليمني للموسيقى وقائده المبدع والرائع الأستاذ/ فؤاد الشرجبي.ولعل أجمل ما قيل في هذا البيت ومديره والقائمين عليه هو قول أستاذنا الكبير أ . د. عبدالعزيز المقالح أطال الله في عمره حيث أثنى على البيت اليمني للموسيقى بالقول: ومضات:ساعة في بيت الموسيقى د.عبدالعزيز المقالح هو أول بيت لهذا الفن الجميل في هذه المدينة العريضة الطويلة التي أطلت الضواحي والحقول وبدت جافة غبراء إلا من طقسها البديع الذي لم تتمكن التطورات العشوائية من تغييره ومن معمارها التاريخي الذي يحتفظ في أجزاء منه بملامح من تاريخ الوطن وموسيقاه الهاجعة في النوافذ والشرفات، يقع البيت بالقرب من المنزل الذي أسكن فيه. وكلما مررت به اندهشت وقلت لنفسي هذه أولى خطوة فنية من نوعها في هذه المدينة. وما أحوجها وأحوج الوطن كله إلى الموسيقى التي من شأنها أن تهذب النفوس وتمررها من صرامة الواقع وصلافته. وكم تذكرت وأنا أمر به المدن الكبرى التي زرتها -أوروبية وعربية- وكيف تتناثر بيوت الموسيقى في أحيائها وشوارعها ولعل باريس (مدينة الفن والموسيقى) هي أكثر مدن العالم عناية بهذا الفن واحتفاء به. ومنذ أيام وجدتني في قلب بيت الموسيقى اليمني محاطاً بعدد من أساتذته ورواده وفي مقدمتهم مدير البيت ومؤسسه الفنان الأستاذ فؤاد الشرجبي الذي تمكن في وقت قصير من تحويل بيت صغير من دور واحد إلى متحف للموسيقى ومدرسة لتدريب الطلاب على إتقان هذا الفن وإجادة العزف على الآلات المختلفة.وأدركت ساعتئذ كم نحن قادرون على أن نبدع وأن نعيش العصر بأقل الإمكانات وبقدر كبير من المحبة والإخلاص لهذا الوطن والخروج به من مناخ الصراعات والمشاحنات إلى أجواء الإبداع وترقية المشاعر والبحث الدؤوب عن الحياة الجديدة في مضامين المستقبل الذي أصبح بالنسبة لنا في حكم النسيان. وتبقى في هذه الومضات إشارة قصيرة إلى الجهد الذي يبذله بيت الموسيقى في الحفاظ على الموروثات الفنية من أغان تراثية، وأناشيد وأهازيج شعبية بدأت تتعرض من القرى تحت هجمة الإذاعات والفضائيات العربية وما تحمله يوميا من دعوات مشبوهة تمكن للذوبان في الآخر والتخلي عن الأصالة الفنية والتمسك بكل ما من شأنه أن يخدم الشخصية العربية ويجنب الاتجاه نحو التجديد والابتكار والوقوع في براثن التقليد والمحاكاة. انتهى كلام الدكتور المقالح .ليس بعد ما يقوله أستاذ بحجم الدكتور /عبدالعزيز المقالح قول أجمل إلا أننا اجتهدنا باختصار شديد في إضافة بعض مما قام به البيت بعد صدور كلام الأستاذ الكبير المقالح وهو دعمه ومساندته بلا حدود لنجوم اليمن في مسابقات الخليج سواء في مجال الشعر أو في مجال الغناء وليس بخافي على احد دعم البيت اليمني للموسيقى ومساندة ومرافقة الفنان فؤاد الشرجبي والطاقم الذي رافقه وعمل معه في دعم النجوم ابتداء بالشاعر الساحر معاذ الجنيد ومرورا بنجم الخليج الرائع /فؤاد عبدالواحد وليس انتهاء بنجم الخليج /نجيب المقبلي بالإضافة إلى دعم ومساندة وإظهار العديد من المواهب الفنية منها من استطاع الدخول إلى الساحة الفنية ومنها من لا يزال يدندن بانتظار الفرصة .كم كنا نتمنى ان يستطيع كل متذوق للفن الحصول على القرص (سي دي) الذي يتحدث بالصوت والصورة عن تاريخ وأهداف البيت، وتأريخ وتطور الموسيقى وأهميتها الروحية كموسيقى عابرة الحدود والعصور وفواصل الثقافات والجغرافيا والهويات، التي تتسرب إلى أغوار النفس البشرية بلا ترجمان.وهو قرص (سي دي )CD مضغوط يشرح بالصورة والصوت نشأة وتطور البيت اليمني للموسيقى، وكذلك الموسيقى وعملية جمع وتوثيق بيت المسيقى للموروث اليمني.إن ما قاله عازف الدرام الأمريكي جون اليفن رئيس فرقة الجاز الأمريكية عند زيارته للبيت يعتبر شهادة مهمة حيث قال :لقد زرنا الكثير من الدول العربية ودول الشرق الأوسط إلاّ أننا شعرنا اليوم أن الموسيقى التي سمعناها في الشرق الأوسط والبلدان العربية تعود إلى اليمن، وهذه حقيقة نقولها، مؤكداً: لقد عشنا في جو لم نعشه من قبل ، ولم نتخيله من قبل ، وعشنا أحاسيس صادقة، ونغمات تحسسها وجداننا أكثر مما سمعتها آذاننا. وأشار إلى أن الموسيقى اليمنية غنية جدا، وبحاجة إلى بحث وسماع أكثر، فهي كنز مغمور يذكرنا بطفولتنا، وبألعابنا يوم كنا صغاراً، وبالإيقاعات الإفريقية وبأشياء كثيرة مرت بحياتنا.الكثير من الشهادات قيلت في هذا البيت وفي مديره إلا أن القول الفصل هو كيف نحافظ على هذا النجاح المبهر وكيف ننمي هذا الجهد العظيم لهذا البيت العظيم ومديره الرائع كل تلك الأسئلة إجابتها لدى وزير الثقافة ولدى كل الجهات المعنية ولدى كل القادرين على دعم هذا البيت بكل وسائل الدعم خاصة ان هناك تراثاً فنياً يمنياً ما يزال بحاجة إلى جهد وإمكانيات للوصول إليه سواء داخل اليمن بمدنها وريفها أو خارجها .مهما سردنا ومهما قلنا سنظل مقصرين أمام هذه العلامة الفارقة والشمعة المضيئة في تاريخ الفن اليمني ولن نتوقف عند هذا الحد ولكننا سنواصل الغوص في أعماق الزمان والمكان كي لا نشعر أننا أمعنا في التقصير حيال هرم فني كبيت الموسيقى وقامة سامقة كفؤاد الشرجبي وأقول لأخي وأستاذي كمال البعداني أتمنى أن أكون قد وفقت في الحلقة الأولى وبانتظار تعاونك أنت والأخ العزيز عبد الولي الطوقي في التواصل وتزويدنا بأي معلومات لديكم لنسطر معا حلقات قادمة حول بيت الموسيقى ومن حول بيت الموسيقى كما يجمع بيت الموسيقى تراثنا الفني فواجبنا نحن أن نجمع ما أمكن من تاريخ وتراث هذا البيت وسكانه وطلابه ومريديه الكرام والى الملتقى .
|
فنون
بيت الموسيقى اليمني علامة فارقة وشمعة مضيئة في دنيا الفن اليمني الأصيل
أخبار متعلقة