الطب وفلسفة الصوم
تستقبل المعدة كل ما هو آت اليها من الخارج وترسله الى الكبد حيث تقوم جمارك الكبد بفحص الضار وتخزين المفيد، ويقوم الكبد كحاجز بين العالم الخارجي ودم الانسان وحيويته وبعد ان يستفيد الجسم من هذا كله يرسله الى حاجز آخر يقوم مرة اخرى بين الانسان وبين العالم الخارج، هذا الحاجز هو حاجز الاخراج اما عن طريق البول او عن طريق البراز وكأنها جمارك اخرى عند الخروج.فالمعدة ليست معزولة عن حواجز الدخول الاولى ولا عن حواجز الخروج الاخرى، ولا عن الدم. وتتأثر هي بالهرمونات وتؤثر فيها وتتأثر بالحالة النفسية وتؤثر فيها وتتأثر بالحب والكره والغضب والخوف وتؤثر فيها.ولعل انجع اسلحة العلاج وفي الوقت نفسه ابسطها هي الراحة التامة للجسم او للعضو المصاب والحمية عن الطعام وهما امران اساسيان في علاج كل فرض حقيقي، بل هما أهم عناصر العلاج ويحتقنان حتى بدون أدوية معظم مرحلة الشفاء.ومن هذا المنطلق.. منطلق الحمية حاول ويحاول علماء معاصرون علاج امراض قد لا تخطر على البال بالحمية، ويصل الامر الى فرض نظام الحمية هذا لا الى تحديد الطعام فقط، ولا الى منعه فقط، ولكن احيانا بغرض كنس وازالة المخزون ثم شحن غذاء جديد ويستعمل في عملية الكنس هرمون التيرون وفي عملية البناء سكر الجلوكوز ووجد انه بهذا الاسلوب البسيط امكن الحصول على نتائج في سرطان البروستاتا مثلا يمكن مقارنتها باحسن النتائج.وعن طريق النتائج التي توصل اليها الاطباء ان الصوم يقلل عدد الخلايا المجنة التي تموت يوميا، فمن المعروف انك يوميا تموت في مخك حوالي عشرة آلاف خلية مجنة حتى اذا ادركت سنا معينة توقفت ذاكرتك عن القدرة على الحفظ ثم بعد كذا سنة توقفت قدرة الشخص عن الطموح والأمل الواسع ثم بعد كذا سنة يصاب الانسان بفقد الذاكرة تماما او بخرف الشيخوخة.. فيبدو اذن ان الصوم المتقطع يحافظ بقدر كبير على عدد خلايا المخ وعلى الذاكرة وعلى الطموح وعلى شباب المخ.وقد وجد العالم الايطالي سليا في تجاربه التي انتهت بنظريته عن تأثير الكارثة والتأقلم مع الكارثة ان حيوانات التجارب التي عرضها هو لكارثة الضوء الشديد او الصوت المزعج او غيرها من المقلقات تؤدي الى قرحة المعدة والى ضمور غدة فوق الكلية الكظرية والى تآكل غضاريف المفاصل والى عقد التهابية في الامعاء بينما ان مجموعة اخرى من الحيوانات هذه لو عرضت على نفس هذا القدر من الكوارث والقلق مع تدريبها بالصوم المتقطع تقل الآثار المدمرة على المعدة والامعاء والمفاصل وغدة الكظر، ولعلك تعلم ان غدة الكظر هذه فيها منطقة ملح ومنطقة سكر ومنطقة هرمون الجنس، فاما منطقة الملح تفرز ملحا يؤدي الى رفع ضغط الدم وتورم الجسم، واما منطقة السكر فتؤدي الى السمنة ومضاعفاتها العقلية والجنسية، واما منطقة الجنس فتؤدي الى العنة والى الشيخوخة قبل الأوان.وفي بعض التجارب الاولية على حيوانات المعمل قورنت مجموعتان من حيوانات المعمل ترك لواحدة منها حرية الطعام باستمرار وعرضت الثانية الى الصوم المتقطع فكانت الثانية اطول عمرا من الاولى بشكل واضح، بل واسعد حالا.