رغم كثرة المسلسلات الدرامية التي تعرض خلال شهر رمضان الكريم فإن عددا قليلا منها هو الذي استطاع أن يحفر نجومه أسماءهم بحروف من ذهب في ذاكرة مشاهدي تلك المسلسلات وفى ذاكرة التاريخ الذي سيشهد لصناع تلك الأعمال بالكفاءة أمام الأجيال القادمة، ومنها مسلسلات مثل الخواجة عبدالقادر ونابليون والمحروسة وعمر فقد جاءت تلك المسلسلات بطعم مختلف بعيداً عن الأشكال الدرامية المعتادة التي تتعلق بقضايا الزواج والطلاق والغيرة وغيرها من القضايا المتهالكة التي قدمت على مدى سنوات، وهو ما أكده عدد من النقاد.ماجدة خير الله، أوضحت أن مسلسل (عمر) كسر أهم حاجز كان يقف أمام صناع الدراما العربية، وهو تجسيد الشخصيات المقدسة، مشيرة إلى أنه من الأساس لا يوجد ما يمنع تجسيد تلك الشخصيات سواء في القرآن أو السنة النبوية، موضحة أن مخرج العمل لم يكسر ذلك الحاجز بإساءة، وإنما بكل تقدير واحترام، وهو ما أثر في الجمهور وجعله يبكي ويتفاعل مع أحداث العمل، خاصة في الأحداث التي جسدت معارك مثل غزوات بدر وأحد والخندق، وجعلت من تلك المشاهد وثيقة للتاريخ. وأضافت خير الله أن مسلسل (عمر) أعاد للمسلسل الديني رونقه واحترامه ووضعه في مكانة كبيرة تمنع أي منتج أن يقدم عملا دينيا بقيمة أقل من تلك القيمة التي قدمت داخل العمل.أما عن مسلسل (نابليون والمحروسة) فأوضحت خير الله أن قصة المسلسل كانت بعيده تماما عن فكر وذهن أي مؤلف، وهو سر تميزه من ناحية القصة، لأنها حقبة تاريخية شديدة التميز، مضيفة أن المسلسل ضم عناصر ناجحة كثيرة سواء من ناحية الموسيقى والتترات التي قدمها رعد خلف أو العناصر الإخراجية التي أبدع فيها المخرج شوقي الماجري، حيث قدم صورة مبهرة تأخذنا بألوانها إلى الأجواء التي كانت تعيش فيها مصر في تلك الفترة، مشيرة إلى أن ليلى علوي لعبت دورها بإبداع شديد هي والفنانة سوسن بدر، إلى جانب فرح يوسف التي وصفتها خير الله بمفاجأة المسلسل مع الفنان شريف سلامة. مسلسل الخواجة عبدالقادر للنجم يحيى الفخراني أيضا كان متميزاً، وتقول عنه الناقدة ماجدة خير الله إنه المسلسل الاجتماعي الأول منذ 10 سنوات مؤكدة أن دور الفنان يحيى الفخراني بالمسلسل أقوى وأهم من مسلسل (ليالي الحلمية) لأنه يقدم شخصية غنية بالتفاصيل شخصية ملحد وجودي يسلم على يد أحد شيوخ السودان، ثم يتحول إلى شخص يفهم الإسلام وسماحته أكثر من أغلب المسلمين، ويقدم قيما سامية تظهر حقيقة الإسلام وسماحته، والمسلسل يحمل كما كبيرا من الجرأة في تناول قضية هدم الأضرحة على يد من يدعون أنهم غيورون على الإسلام وتعاليمه، وقد حطم المخرج الشاب شادي الفخراني كل التوقعات التي نالت منه بمجرد الإعلان عن قيامه بإخراج المسلسل لوالده الفخراني.الناقد رفيق الصبان هو الآخر يرى أن مسلسل (عمر) يعد اختراقا لكل الخطوط الحمراء ولكل المحظورات التي كانت تحيط بشخصيات الصحابة الأجلاء وتمنع تجسيدهم في أعمال درامية، مضيفا أن مسلسل (الخواجة عبدالقادر) أعاد اكتشاف النجم (يحيى الفخرانى) وقدمه بشكل مختلف عما سبق أن قدمه من أنماط وشخصيات لها بعد نفساني وروحاني، مشيدا بأداء شادي الفخرانى كمخرج قدم صورة متكاملة ومبهرة واستطاع اختيار كل عناصر المسلسل بدقة شديدة وبحرفية.كما يشيد الصبان بمسلسل نابليون والمحروسة من حيث الموسيقى والإخراج والأداء التمثيلي الراقي لكل الممثلين المشاركين بالعمل.الناقد عصام زكريا يرى أن مسلسل (نابليون والمحروسة) مسلسل نادر في الدراما التليفزيونية ولم يقدم أي عمل عن تلك الفترة التي تدور فيها أحداث المسلسل إلا المخرج يوسف شاهين من خلال فيلم (وداعا بونابرت) فقط ولم يتجرأ أحد من صناع الدراما على عمل مسلسل عن تلك الفترة، تاركين أنفسهم ليغرقوا في الدراما الكوميدية والاجتماعية.أما الخواجة عبدالقادر، فوصفه زكريا بالعمل (الذكي) الذي يكسر الأفكار المتصلبة حول الشرق والغرب والفن والدين والصوفية والسلفيين والصراع الدائر في المجتمع حول نظرة المتطرفين للدين وبين الروح التي يعرفها المصريون عن الدين.
|
فنون
مسلسلا (عمر) و(الخواجة عبد القادر).. يعيدان الأمل في الدراما
أخبار متعلقة