رمضان هو شهر التدريب الروحي وموسم التنمية الروحية ليكون قدوة للإنسانية التي تترنح على هاوية الدمار ولذلك يجدر بنا أن نتامل إثر أداء هذه الطريقة على جهودنا في بناء المجتمع اليمني الجديد.في مثل هذا الشهر يتم تطبيق مبدأ المساواة في الحقوق والفرائض فلاميزة لغني على فقير فيما يلتزمان به من فرائض نحو المجتمع وفيما يتمتعان به من حقوق قبل المجتمع .. والصوم تطبيق عملي لهذا المبدأ. فلا الغني يعصمه غناه من اداء هذه الفريضة ولا الفقير يعفيه فقره من عبئها.. كلاهما على مرتبة سواء في هذه الفريضة .. ولا الفقير يعفيه فقرة من عبئها.. كلاهما على مرتبة سواء في الاختيار الالهي وكلاهما على مرتبة سوا في الاذعان لامر الله إذعانا منبثقاً من تقوى القلوب لا من سلطات الدولة كلاهما يتحمل الم الحرمان من الطعام والشراب وملذات الحياة من مطلع الفجر الى مغرب الشمس في امتثال امين لامر من خلقنا جميعاً من نفس واحدة ليذوق الموسر لذعة الجوع الذي وقاه منه غناه ويرى المحروم ان الغني قد شاركه في الم الحرمان الذي الفه وطال صبر على اذاه.فينشأ بين الفريقين سبب خفي من الود وحبل من التراحم وينعقد بين الاثنين رباط متين من الايمان بالمساواة يمتد اثره الى سائر العلاقات الاجتماعية.هذا الشهر يدعو الى التكافل بين الطبقات والدولة بصفتها راعية ومسؤولة عن رعيتها مفروض عليها ان تعمل على تحقيق هذا التكافل لكون الصوم يسر مهمة الدولة في اضطلاعها بهذا الواجب بما يحققه من تدريب عملي على تنفيذ ما يفرضه التكافل بين طبقات المجتمع.فالصوم قد اذاق الطبقة الناعمة مالم تكن تعرفه من الم والحرمان من ضروريات الحياة فتتحفز لنجدة كل محروم واسعاف كل منكوب ومتى استمر هذا التعاون شهراً باكمله كان فيه التدريب الكافي لحمل الغني على معاونة الفقير وحمل الفقير على معاونة من هو افقر منه حتى يصبح المجتمع بسائر طبقاته كتلة متماسكة متساندة متحابة كما كان الحال في صدر الامة العربية والاسلامية التي سعدت بمجتمع العدالة يوحي ايمانه واملاء ضميره في سرائه وضرائه.. مساواة بين الموسر والمقل، كل مالك لصنف من صنوف المال يخرج عن حاجته الى المجتمع.. ليسد ثغراته ويرأب صدوعه وليغدقه على فقير ذي مسغبة او مسكين ذي متربة وكان اهل كل حي يؤرقهم وخز الضمير والشعور بالألم اذا شبعت بطونهم وبات جيران لهم بطونهم خاوية.وهكذا عكس ما نشهد الان في المجتمعات المعاصرة من انانية بشعة ادت الى كراهية مستمرة بين الطبقات واحتدام البغضاء بينهم حتى تعثر التوفيق بين مصالحها المتعارضة .. واقرب مثال على ذلك ان الرأسمالية البشعة التي فشلت في كثير من اقطار الارض.. واذاقت شعوبها وشعوباً اخرى الوان اليأس والجوع والخوف ولم تجد في وجدانها التحجر يقمع غرائزها الاستغلالية ونزعاتها العدوانية. ولو ان الذين يدينون بهذه الرأسمالية اخذوا انفسهم باداء فريضة الصوم شهراً باكمله لتغير وجه التاريخ.مايبطل الصوم وما لا يبطلهيفيد الفقيه المجتهد الكبير الدكتور محمد سعد جلال انه اذا اكل الصائم او شرب او جامع عامداً فعليه القضاء والكفارة.اما القضاء فلأنه اتلف حقاً لله فعليه ضمانة وبما اتت المتلف من المثلبات فيتضمن تمثله وهو صوم يوم مكانه.واما الكفارة فلانه خرق حرمه شهر عظمه الله بإنزال القرآن فيه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ملزمة الخروج من قبح المعصية بفعل امر فيه مشقة العقوبة وطاعة الاعتذار وقد اختلف الحنفية والشافعية في هذه المواضيع فقال الحنفية الكفارة ثابتة بالاكل والشرب والجماع عمداً في نهار رمضان.
|
رمضانيات
رمضان موسم للتنمية الروحية
أخبار متعلقة