المبيدات أقرب طريق للموت!
عرض/ دنيا هاني: يطلق مصطلح (المبيدات ) على المادة الكيميائية التي تقتل وتحد من تكاثر وانتشار الكائنات الحية التي تنافس الإنسان في غذائه وممتلكاته وصحته.والمبيدات شأنها شأن المدخلات الزراعية الأخرى مثل التسميد والمكننة الزراعية وغيرها، تفيد في زيادة الإنتاج ومن المعروف أنه في السنوات الأخيرة صار حوالي 56 % من سكان العالم يعانون من نقص الغذاء وتزداد هذه النسبة إلى حوالي 79 % في دول العالم الثالث، ومع زيادة سكان العالم تطلب الأمر زيادة الإنتاج الزراعي، وتعتبر المبيدات الكيميائية إحدى الوسائل الحديثة التي تعمل على زيادة الإنتاج فبالإضافة إلى دورها الكبير في الحد أو القضاء على عدد كبير من الآفات الضارة بالنباتات، فهي أيضاً قادرة على القضاء على الحشرات الناقلة للأمراض.وعن هذا الموضوع نستعرض أهم ما جاء به الدكتور عبدالرحمن علي محمد ثابت أستاذ سمية المبيدات وتلوث البيئة بجامعة صنعاء عن مخاطر وأضرار المبيدات وكيفية تجنبها ليمن خال من السرطان.المبيدات من أهم مسببات السرطانالمبيدات أسرع طريق للموت فالسرطان يهدد كل من يقترب من المبيدات بالشم أو اللمس أو الأكل والشرب، وهناك حقيقة مؤكدة تقول إن مخاطر المبيدات الزراعية السامة تطال أي إنسان حتى ولو كان يعيش في بيته طالما أنها استخدمت في رش أشجار القات وغيرها من المحاصيل التي يمكن أن يتناولها المستهلك وهو لا يعرف أنها مسممة.حتى علف الحيوانات إذا تم رشه بالمبيدات وأكله الحيوان فإن اللبن والجبن واللحم سوف تحتوي على متبقيات من المبيدات وهنا يكمن الخطر.وهناك حقيقة أخرى لابد أن يعرفها الجميع وهي أنه من غير الصحيح أن أجسام المخزنين أصبحت ذات مناعة ولا تؤثر فيها السموم، فقد ثبت أن أجسادنا تتأثر بالمبيدات، وتكتوي أكبادنا بنار السرطان نتيجة تناول المبيدات بأي صورة أو أي شكل من الأشكال.القات والمبيدات من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه مجتمعنا.. ومن هذا المنطلق نخاطب الشباب.. نخاطب فيهم الروح والعقل والمنطق ونقول إذا كنت لا تأبه لأمر الاقتصاد وما يعانيه من أضرار بسبب آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقات، ولا تهتم لما تستهلكه هذه الأراضي المزروعة بالقات أو لما تستهلكه الأراضي من المياه الجوفية وإذا كنت لا تدرك أهمية الساعات الطوال التي تقتضيها في مضغ أوراق القات (حوالي 24 مليون ساعة يوميا)، فهل يهمك أمر صحتك وما يعانيه جسمك من جراء مضغ أوراق القات المشبعة بمتبقيات المبيدات الخطيرة.. وكذلك ما يعانيه أطفالنا إذا كنت امرأة؟ تابع معنا رحلة متبقيات المبيدات في عصارة القات في جسمك وعلاقتها بالسرطان.أشارت الدراسات إلى أن عدد مخزني (القات) يوميا حوالي 4 ملايين في حين ارتفعت نسبة تعاطيه وسط الذكور خلال السنوات القليلة الماضية بصورة كبيرة لتتراوح في الوقت الراهن بين (80-85 %) فيما تصل النسبة بين النساء إلى (35 %) ويتراوح متوسط الإنفاق اليومي على الغذاء والسكن.المبيدات المستخدمة على أشجار القات تتجاوز (80 %) من المبيدات المستوردة (2.000.000) لتر أو كيلو في العام معظمها مبيدات تذوب في عصارة القات داخل أنسجة أوراق القات ويصعب التخلص منها بالغسيل. إذا تتبعنا رحلة متبقيات المبيدات في أوراق القات التي تقطف بعد يومين أو ثلاثة أيام بعد رشها بالمبيد وقبل مرور فترة الأمان التي يجب أن تكون في المتوسط (١٥) يوماً مما يجعل تراكيز تلك المبيدات في عصارة القات كبيرة ومخاطره مؤكدة على المعدة والكبد والكلى وحتى الجهاز العصبي والدوري وغيرها.سمية المبيدات والقات يشكلان ثنائياً يحمل المخزن إلى عالم المجهول من المعاناة المرضية التي لا تنتهي بخير.هل هناك بديل؟يتساءل (المخزنون) قائلين تريدوننا أن نتخلى عن القات.. هل عندكم بديل؟نعم البديل موجود وهو: - العمل أو الرياضة أو القراءة.- البعد عن قرحة المعدة والنجاة من السرطان والفوز بالصحة والعافية.- صيانة الصدر من الدخان وصيانة الجيب من الإفلاس وصيانة الوظيفة من الإهمال وصيانة الأطفال من الضياع.- الحفاظ على المياه الجوفية لصالح القمح والفواكه الضرورية للإنسان.- الحفاظ على سمعة اليمن ورفع معنويات المغتربين ليفاخروا بوطنهم الذي وضع اللبنة الأولى في أصرح الحضارة الإنسانية.- توفير ملايين الساعات والريالات وإنفاقها في الاستثمارات الصغيرة من أجل القضاء على البطالة.- تخفيف الفقر والاستفادة من الوقت والقضاء على الأمية والجهل..تلك هي البدائل عن القات لمن يريد البديل.وعلى النخب المثقفة أن تسعى لفصل القات عن نسيجنا الاجتماعي وعلى جهات الاختصاص أن تدعم هذا الاقتراح من أجل يمن خال من السرطان.