وجه كلمة مهمة إلى جماهير شعبنا اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان..رئيس الجمهورية :
صنعاء / سبأ:وجه الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية امس الاول كلمة مهمة إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج وأمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك فيما يلي نصها :بسم الله الرحمن الرحيم :الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه الكريم«شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» صدق الله العظيم والصلاة والسلام على الصادق الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين .الإخوة المواطنون :الأخوات المواطنات :يسعدني أن أزف إليكم وإلى كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية أصدق التهاني وأزكى التبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك المناسبة الدينية العظيمة والغالية على قلوب كل المؤمنين سائلا الله العلي القدير أن يجعل قدوم هذا الشهر خيرا وبركات على بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأن يكتب لنا فيه جزاء العمل الصالح والظفر بالأجر والثواب إنه سميع مجيب.الأخوة المؤمنون الأخوات المؤمنات في بلد الإيمان والحكمة داخل الوطن وخارجه:لقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا الصيام في هذا الشهر المبارك واختصه بهذه المناسبة المقدسة كونه الشهر الذي أنزل فيه القران هدى ورحمة للبشرية جمعاء بما جاء فيه من تعاليم إلهية حددت العلاقة بين العبد وخالقه كما أنها نظمت العلاقة بين الناس على أسس متينة من القيم والمثل والمبادئ الرائعة التي لو حرص البشر على تمثيلها وتطبيقها في سلوكهم وتعاملهم فيما بينهم لأنشؤوا مجتمعات عظيمة يسودها العدل والمحبة والمساواة بينهم ونالوا ثوابي الدنيا والآخرة، فأي بناء عادل وشامخ ومزدهر لا يقوم إلا على أساس متين من القيم والمبادئ الأخلاقية وهكذا هي سنة الله الكونية التي قضت بأن يكون العلم والأخلاق هما أساس أي مشروع نهضوي لأي أمة من الأمم.وهذا الشهر المبارك بما فيه من أجواء روحانية وإيمانية سامية هو فرصة ومحطة سنوية لتهذيب النفوس والرقي بها والسير على طريق الرشد والهدى ومحاولة الاقتراب من تلك المثل والقيم السامية لأنها القبس الرباني الذي ينير لنا طريق الخير والرشاد والفلاح في دنيانا وآخرتنا .لقد جاء في مقدمة التعاليم القرآنية الأمر الإلهي بالوحدة والاعتصام بحبل الله والنهي عن الفرقة والاختلاف والشقاق.. وقد قال سبحانه وتعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا «صدق الله العظيم.وإذا كان كل الشرفاء والعقلاء في العالم العربي والإسلامي يسعون إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة باعتبار ذلك أولى خطوات الإفلات من واقع الضعف والوهن الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية فإنه من باب أولى يتوجب على أبناء الشعب الواحد في بلادنا التمسك بوحدتهم الوطنية باعتبارها ليست فقط صمام امن واستقرار وإنما هي أهم خطوات التغيير إلى الأفضل في تاريخ اليمن المعاصر خصوصا أننا اليوم نمر بظروف دقيقة وحساسة من تاريخ شعبنا وفي المرحلة الانتقالية ترجمة للتسوية السياسية التاريخية في اليمن بمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والسير بخطىً حثيثة نحو إخراج اليمن إلى بر الأمان.ولعل الجميع يدرك أننا نلج المرحلة الثانية من بنود المبادرة الخليجية وقريبا سيلتئم المؤتمر الوطني الشامل الذي سيمثل محطة تاريخية مهمة حيث ستناقش فيه كافة القضايا المحورية من اجل الخروج بنتائج تخدم مستقبل اليمن الجديد من اجل بناء قواعد النظام والقانون على أسس من العدل والمساواة دون تمييز أو تفضيل لفئة أو جماعة بل بالحقوق المتساوية والعادلة للجميع.الإخوة المؤمنون :الأخوات المؤمنات:أن هذا الشهر المبارك هو فرصة لإحياء المعاني الإيمانية في النفوس كما أنها مناسبة دينية تعمل على خلق الأجواء الروحانية التي تدفع للعودة الحميدة للتمسك بالتعاليم الإلهية التي من شأنها إصلاح أوضاع المجتمع وقد قال رسولنا الكريم (ص ) «المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده» وإذا كان أذى اللسان من الأمور التي نهى عنها الله ورسوله فكيف بمن استحل دماء المسلمين وسعى في الأرض فسادا وقتلا للأبرياء ظلماً وعدواناً.ولقد زادت الأعمال الإرهابية من يقين شعبنا اليمني بعدالة الحرب على الإرهاب ولم تدع مجالا للتهاون في استئصال شأفة هذه الآفة التي أضرت بصورة المسلمين والدين الإسلامي الحنيف كما أنها ألحقت أضرار فادحة بأمن واستقرار الوطن وباقتصاده ومعيشة أبنائه وسيواصل أبطال قواتنا المسلحة والأمن وكل القوىالوطنية الشريفة معركة استئصال الإرهاب حتى يتم تطهير كل أراضي الوطن من تلك العناصر الظلامية الباغية .الإخوة المواطنون:الأخوات المواطنات:إن أهم مسؤوليات ومهام أرباب القلم والفكر هو المساهمة الفاعلة في التوعية والتنوير والنأي عن كل ما يشوه الرسالة السامية للصحافة والإعلام والاجتهاد في طرح كل ما يجمع ولا يفرق كل ما يبني ولا يهدم وكل ما يؤدي إلى تذويب التعصب المناطقي والطائفي والمذهبي المقيت بما يساهم في تعميق النهج الوفاقي الذي ارتضته جميع الأطراف بما يمهد الأجواء للاستحقاق الوطني المهام لحوار وطني شامل يرسم معالم المستقبل المشرق بإذن الله بحيث تنصب مخرجات الحوار الوطني القادم في خدمة المصالح الوطنية العليا والتغيير إلى الأفضل في اتجاه ترسيخ أسس الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة دولة العدالة والمواطنة المتساوية وعلى كل الأطراف أن تنأى بنفسها عن الرؤى الضيقة والمصالح الحزبية والشخصية التي تتعارض مع مصالح الشعب والوطن فالهدف من الحوار هو حل مشاكل الشعب بأكمله وإصلاح الاختلالات وإيجاد الآليات والرؤى الفاعلة للقضاء على الفساد وإصلاح الإدارة باعتبار أن هذين العاملين كانا وما يزالان أهم العوائق أمام جهود التنمية الاقتصادية إلى جانب إيجاد رؤية قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى لإصلاح الاقتصاد باعتباره الأساس الحقيقي الذي تفرعت منه اغلب المشاكل بحيث يغلب الجانب الاقتصادي على الجاني السياسي من حيث ترتيب الأولويات وتسخر السياسة لخدمة الاقتصاد وليس العكس لان اغلب مشاكلنا كانت بسبب تغليب الاعتبارات السياسية على الاعتبارات الاقتصادية.الإخوة المواطنون:الأخوات المواطنات:إننا بحاجة إلى استلهام نفحات هذا الشهر الكريم لإعلاء ثقافة الحوار والتسامح واعتماد العقلانية في إدارة أمورنا فما تشهده الساحة السياسية من خلافات وأزمات وانتهاج أساليب وممارسات خاطئة لا تخدم التغيير ولا مبادئ الوفاق والحرية والديمقراطية التي ارتضيناها جميعا.وعلى حكومة الوفاق تجسيد ذلك والنأي عن المكايدات السياسية والحزبية والتركيز على مهامها الحقيقية لإعادة التوازن السياسي والاقتصادي والأمني لحياة المواطن واستكمال تنفيذ ما تبقى من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والسعي لنجاح الحوار الوطني.وأنني أدعو بمناسبة هذا الشهر الفضيل التجار ورجال الأعمال والقادرين إلى تقديم العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء واليتامى صدقات من أموالهم فان الصدقات لا تنقص من المال لقول الرسول الكريم «ما نقص مالٌ من صدقة» كما ادعوا الجميع إلى التواصل والتراحم وصلة الرحم وتوخي صفات المسلم المؤمن الرحيم.ونحمد الله تعالى على تجنيب وطننا ويلات الانقسام والاحتراب ولعل الجميع يدرك أن شهر رمضان المبارك لهذا العام يأتي وسط ظروف أفضل من العام الماضيونتمنى من الله العلي القدير أن يأتي رمضان المقبل وقد خرج اليمن بصورة كاملة من محنته وأزمته وظروفه الصعبة إلى رحاب الأمن والاستقرار والوئام والسلام وتكون الأمة العربية والإسلامية في حال أفضل مما هي عليه اليوم انه سميع مجيب.أيها الإخوة والأخوات :إننا ونحن نخوض معركة التغيير والتحول من اجل رقي بلادنا وتقدمها لا يفوتنا أن نترحم ونتذكر أرواح الشهداء الأبرار الذين اغتالتهم أيادي الغدر والخيانة والإرهاب كما نتذكر أرواح الشهداء الذين جادوا بأنفسهم من اجل حرية هذا الوطن وأمنه واستقراره وسيادته فنسأل الله لهم الرحمة والرضوان والتحية لكل فرد من أفراد أبناء القوات المسلحة والأمن الحراس الأمناء للمكاسب والمنجزات المدافعين عن الوطن وأرضه.شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.