نافذة
إسحاق قاسم غلامالنظافة سلوك يومي ينعكس على كل جانب من جوانب الحياة.. وهذه الصورة مأخوذة لحي من إحياء مدينة عدن كل إنسان فيه ذرة إحساس يتألم جدا لرؤيتها ويستحيل مجرد التفكير بان بشرا يعيشون بجانب أكوام من القمامة تقشعر لها الابدان .لكن عندما تنقلب المفاهيم ينقلب معها المجتمع رأسا على عقب وتصبح الفضيلة رذيلة والرذيلة فضيلة . والناس في مجتمعاتنا مقتنعون بان النظافة من الإيمان وهذا في غاية الروعة ولكنهم مقتنعون أيضا بان مسح الوجه والذراعين والقدمين هو قمة الطهارة يمسح الواحد منهم وجهه خمس مرات بقطرات من الماء لكنه لا يقوم بتنظيف المكان الذي يعيش فيه. هؤلاء الذين يعيشون بجانب تلك الأكوام من القمامة وهم من حارتنا وأحبابنا الذين يقيمون في المدن يتوضؤون كل يوم ويشعرون بان واجبهم تجاه نظافتهم قد تم على ما يرام ولكن لا ينظرون إلى الأكوام من القمامة المرمية في شوارعهم ولو قام هولاء البشر بتعديل أوقاتهم للحفاظ على وضوئهم وعلى نظافة شوارعهم وأحيائهم لاستطاعوا إن ينافسوا الغرب في نظافته . أعزائي القراء: من سيعيد المفاهيم لدى هولاء البشر إلى نصابها لماذا أصبح أصحاب الحي يفضلون حرق اكوام القمامات لتنبعث منها الغازات السامة بدلا من الروائح النتنة المنبعثة من أكوام القمامات نفسها.. إلا نتفاخر بأننا متقدمون على العالم في أساليب وفنون النظافة؟ كيف ننصر ديننا إذا لم نستطع إن ننصر نظافة شوارعنا ؟ ماذا يمكن لعمال النظافة إن يقدموا أكثر مما قدموه؟ .