الافتتاحية
بالأمس كُنت طالباً بالجامعة ابحث عن علم أنتفع به، لكني اليوم حين رأيت أحد شباب حارتي ذاهباً إلى جامعته لأداء امتحانات نهاية العام الدراسي الجامعي 2011 ـ 2012م، عجبت واندهشت من الحالة التي كانت تعتريه فوجهه أحمر شاحب وعيناه حمراوان كالجمر وملابسه لا تسر عدواً أو حبيباً، فحين شاهدته ساورني الفضول لاستفسر عن حاله فعلمت من أول سؤال أن الكهرباء هي الداء.وعند تقصينا عن حالات الطلاب والطالبات الذين يؤدون الامتحانات لا تجد على ألسنتهم سوى (حسبي الله ونعم الوكيل) فهذه الكلمات الأربع أفجع وأوجع من أي عبارات أخرى فحين ينقطع الضوء عن الطالب فإنه يصاب بالعمى وعندما تجف منابع الماء فإنه يصاب بسوء الطالع، وكلا الأمرين تمر بهما عدن وضواحيها، لقد شاهدت شاباً يحتسي النوم وهو سائر في الطريق، كراريسه تتساقط من حين إلى حين فقلت في نفسي حيا الله ذاك الزمان وحيا الله أصله فقد ساقتني الذكريات إلى زمن جميل حين كانت الكهرباء تحيط بي من كل جانب حينها لم أكثرث أو أحمل في نفسي هماً متى ستطفئ أو ما شابه فيأتي الصباح فأذهب ومعي الأصدقاء إلى الثانوية فلا تجد العابس أو النعسان أو الأشعث الأغبر وإنما تجد نفوسنا مستعدة لأول سؤال داخل قاعة الامتحان.إن ما يكسو القلب حزناً هو وضع طلابنا في قاعة الامتحانات فحين توزع الأوراق لا تجد سوى أعين ناعسة وإرهاق في العقل والجسد وملابس تفتقر إلى أبسط أنواع النظافة، فيا من تبكون على المنابر وفي قاعات المؤتمرات أنظروا ما حل بأبنائنا وبناتنا فأنا أجزم أن هذه المرة عدن لن تنال المرتبات الأولى كما في كل عام وهذا ما يريده بعض ضعاف النفوس لهذه المدينة التي أنارت الجزيرة العربية ثقافة ونوراً أن تتحول إلى قرية لا يسكنها الطلاب وأنما يسكنها الصعاليك الذين لا يوجد في عقولهم علم أو عمل.