ملف أعده/ عادل خدشي ووائل القباطي تصوير/ عبدالقادر بن عبدالقادريواصل الجيش ومختلف الوحدات الأمنية في أبين مهمة تثبيت الأمن في المحافظة، بعد الانتصار الكبير الذي حققه في معركته مع عناصر تنظيم القاعدة التي توجت بتطهير المحافظة من الإرهابيين، وبالإضافة إلى تثبيت الأمن يقوم الجيش بمهمة أخرى أكثر إنسانية تتمثل في مكافحة الألغام التي زرعها عناصر تنظيم القاعدة حول مدينتي زنجبار وجعار وفي معظم مناطق المحافظة، وأودت بحياة شخصين في منطقة الكود الأسبوع الماضي.خلال زيارة فريق ( 14 أكتوبر) إلى مدينتي زنجبار وجعار لاحظ حضوراً كبيراً لأعضاء اللجان الشعبية، الذين يعملون تحت إشراف الجيش لتثبيت الأمن في المحافظة وتسهيل عودة النازحين الى منازلهم، والتقت الصحيفة عددا من العسكريين الذين ما زالوا يمارسون مهام وواجباتهم الوطنية بدعم من اللجان الشعبية في تثبيت الأمن وإزالة الألغام التي زرعها عناصر تنظيم القاعدة والإشراف المباشر على اللجان الشعبية وكذا توزيع المياه للمواطنين لتخفيف معاناتهم. [c1]الصوملي: الكابوس زال[/c]
بدأنا لقاءاتنا في أبين مع العميد/ محمد الصوملي الذي قال: نعتبر في هذه اللحظات وفي هذه الأيام أن الكابوس زال بإذن الله وإلى الأبد، كابوس القاعدة المريع الذي خيم بظلاله على عدد من مديريات محافظة أبين، خلال العام الماضي، اعتباراً من مايو 2011 حتى انتهاء هذا الكابوس في أوائل شهر يونيو 2012م الجاري، بتوفيق الله، وجهود الرجال المخلصين والأوفياء من أبناء القوات المسلحة وإلى جانبهم اللجان الشعبية.وبحسب الصوملي فقد خسر اللواء (25) ميكا في فترة الحصار والحرب من شهر مايو 2011م حتى العاشر من سبتمبر 2011م نحو 84 شهيدا و600 جريح، بعدها استمرت المواجهات والاشتباكات من شهر سبتمبر من العام الماضي حتى يومنا هذا وسقط أكثر من (32) شهيدا وقرابة (170) جريحـا، ونؤكد لكم أن جميع الوحدات قدمت تضحيات كبيرة وشهداء، سواء في محاولة كسر الحصار على اللواء الذي كان مفروضـا العام الماضي أو في تصفية وتطهير هذه المحافظة ومديرياتها، لكن كل تلك التضحيات التي قدمناها هي في سبيل الله سبحانه وتعالى وتهون من أجل الوطن، وطن الثاني والعشرين من مايو والحفاظ على الأمن والاستقرار وعودة النازحين الذين عانوا معاناة كبيرة إلى ديارهم وهذا ما يتم في هذه الأيام.[c1]لودر كسرت القاعدة[/c]
وأضاف الصوملي: بدأ زوال تنظيم القاعدة الإرهابي الذين يدعون بأنـهم أنصار الشريعة، وهم عن الشريعة بعيدون كل البعد، بل هم أنصار الشيطان وأنصار الشر، زال هذا الكابوس بداية في مديرية لودر، وذلك بجهود رجالها المخلصين الصادقين وإلى جانبهم أفراد القوات المسلحة البواسل من اللواء (111) مشاة، وكذلك اللواء (26) حرس جمهوري، واللواء الثاني مشاة جبلي، وكان الأخ وزير الدفاع على رأس هذه الحملة، وكذا محافظ محافظة أبين الأخ جمال العاقل، وإلى جانبهم أفراد من القوات الخاصة، وأفراد الأمن المركزي وكذا اللجان الشعبية قاموا بدور كبير ولله الحمد، تبعها تصفية مديريتي زنجبار وجعار من تلك العناصر الإرهابية في يوم الثاني عشر من شهرنا هذا يونيو 2012م.وأكد أن هذه الأيام سنبدأ فيها معركة جديدة وهي معركة البناء والتنمية التي تبذل السلطة المحلية فيها جهوداً كبيرة، و حسب ما سمعنا من الأخ محافظ المحافظة أن هناك إجراءات كبيرة اتخذتها الحكومة أثناء اجتماعها في محافظة عدن خلال اليومين الماضيين.[c1](القاعدة) لا يؤمن جانبها[/c]
باسم الصبيحي
وفي سؤال وجهته الصحيفة عن توقعاتهم بشأن تغيير إستراتيجية تنظيم القاعدة الى وسائل أخرى قال العميد الصوملي: مثل هذه العناصر لا يؤمن جانبها إطلاقـا، ولكن ستختلف أساليبهم، ولن يتمكنوا إطلاقـا من فرض السيطرة والوجود على الأرض في أي من المديريات أو المحافظات إطلاقـا، لأنهم رأوا أن هذا الأسلوب الذي يستخدمونه غير ناجح، وإنما حسب ما هو معروف عنهم وعن أساليب تنظيم القاعدة بالذات والعناصر المتفرعة منهم أن أساليبهم تتنوع، فقد يلجؤون إلى محاولات الاغتيالات كما شهدنا اغتيال المناضل الشهيد البطل القائد الجسور اللواء الركن سالم قطن الذي نعزي أنفسنا ونعزي شعبنا اليمني وقواته المسلحة بهذا المصاب الجلل الذي هز كيان كل فرد من أفراد القوات المسلحة وكذا أبناء شعبنا اليمني.واستطرد: نتوقع مثل هذه العمليات أن تتكرر في أكثر من مكان.. ونتوقع أيضـا استهداف بعض المنشآت والنقاط العسكرية في عدد من المحافظات وليس في محافظة أبين أو عدن فحسب بل كثير من المحافظات، فالمطلوب هو شحذ همم العسكريين بشكل عام، وكذا تفعيل الدور الكبير للأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات للقيام بواجباتها الوطنية في متابعتها لمثل هذه العناصر التخريبية.
التقينا الأخ فارس جبهان - جندي في مكتب المحافظة فحدثنا عن أخلاقيات الإرهابيين: نحن في مكتب محافظة أبين بزنجبار رأينا بأم اعيننا الأساليب القذرة للعناصر الإرهابية التي لاتمت إلى الرسلام بصلة، حيث قام الإرهابيون بذبح الأبرياء من دون مسوغ قانوني ومنهم من شنق ومنهم من سجن لاأكل ولاشرب ومنهم قضى نحبه ظلما بسبب هذه الأفعال الدنيئة الخارجة على الاسلام الحنيف، وإننا نتساءل بأي ذنب قتل الأبرياء من المدنيين والعسكريين الذين لا حول لهم ولاقوة ؟.وأضاف أن الإرهابيين انشؤوا سجنا في مكتب المحافظة ليتم فيه إعدام من ارادوا إعدامه، من دون محاكمة.. اننا نتساءل ايضا كيف سمحوا لأنفسهم القيام بهذه الأعمال الارهابية وهم يدعون الإسلام والاسلام براء منهم.
سعيد مشعل
كما التقينا الأخ باسم الصبيحي- مساعد أول في شرطة النجدة في مكتب محافظة أبين حيث قال: نتقدم بالشكر والتقدير للقيادة الحكيمة للواء (119) مشاة الذي أبلى بلاء حسنـا في جبهة الكود في محاربة عناصر التخريب والإرهاب الذين كان عددهم كبيراً، وكنا نتوقع عدم مجابهة هؤلاء الأشرار ولكن بفضل الله والألوية التي ساندت اللجان الشعبية في محاربة هذا الوكر البعيد عن الإسلام استطعنا تحقيق النصر.[c1]نزع ( 2000 ) لغم[/c]وبحسب العقيد/ سعيد مشعل قائد فان الفريق الهندسي الذي يقوم بمكافحة الألغام في محافظة أبين يتكون من 4 فرق عسكرية و6 فرق مسح فني، وأشار إلى ان الأحياء الأكثر خطورة في زنجبار هي باجدار وسواحل الكود وسواحل المراقد وحصن شداد .. لافتا ان إجمالي ما تم نزعه وتفجيره حتى الآن 2000 لغم و 119 قذيفة صاروخ وعبوة ناسفة متنوعة فيما لاتزال 312 قذيفة لم تفجر بعد، لكننا نعمل جاهدين على تخليص المحافظة منها.
فارس جبهان
وشدد اللقاء على أهمية التوعية بمخاطر الألغام ومساهمة كل مؤسسات الإعلام والمجتمع المدني في هذا الجانب لتجنيب الأبرياء الموت المحقق.. موضحا ان إجمالي عدد الوفيات من هذه الألغام 75 شهيدا منهم ثلاثة من العاملين في نزع الألغام.. مؤكدا تعدد مواقع الألغام والمتفجرات التي زرعت في المحافظة من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي والتي وضع بعضها في مجالس المقيل وثلاجات الماء لتحدث المزيد من الضحايا من المواطنين الأبرياء دون رحمة ولا إنسانية.