لم يعد غريبا أن يتحدث مسئولو الرياضة وكرة القدم تحديدا عن الإعلام والإعلاميين الرياضيين بنبرة الوصاية وحتى التملك بعد أن أصبح الإعلام مجرد تابع والإعلاميون أو كثير منهم إذا ما أردنا تفادي التعميم «يسبحون بحمد» القيادات الرياضية لأسباب يعرفها الجميع ولا تحتاج إلى من يسميها، كما أن حديث من يدعون الفهم عن متاعب الإعلام وطرق حلها لم يعد مثيرا ولا لافتا بعد أن تحول الجميع إلى مصلحين واضحي الإعلامي هو الوحيد المتهم بإفساد ( بيته ) وتحويله إلى وكر للاسترزاق والابتزاز على حساب أصحاب ( الوجوه القزاحية ) من الشيوخ والأساتذة والدكاترة الذين لا هم لهم غير ( إصلاح ) الشأن الرياضي، وعدم ترك الإعلام لأهله الذين افسدوا فيه ولم يعد بمقدورهم سوى انتظار قدوم ( مفارع من الشارع ) كما يقول المثل العدني.من بين ( الحريصين ) على الإعلام والإعلاميين دكتور الكرة اليمنية المعروف بشطحاته الذي اطل علينا مؤخرا ليبدي استعداده لإحداث النقلة المنتظرة في الإعلام وإعادة تأهيل الإعلاميين وفق نهج احترافي يوازي الاحترافية القائمة في اتحاده التي لابد وان يتم مواكبتها بعمل إعلامي حديث لايعترف بالآليات العتيقة، ولايستوعب سوى الإعلاميين ( المودرن ) الذين يجيدون التعامل مع الكمبيوتر ويتحدثون الانجليزية ولابأس بعد ذلك إذا ما كتب أحدهم الخبر أو التغطية المكلف بها بحروف مهلهلة أو بالعربية المطورة ( من اليسار إلى اليمين )!.يقولون شر البلية مايضحك ومايضحك هنا أن المسئول الكروي الهمام اطل علينا بوجهين متناقضين ليعلن انه عاجز عن الوصول بالمسابقات المحلية إلى مرحلة الاحترافية، مؤكدا أن هذا الموضوع ليس بيده ومرتبط بحبال الحكومة، وحبال الحكومة طويلة كما يقول كثير من المواطنين البسطاء.. ومن ناحية أخرى ظهر ليعلن عن قدراته في تأهيل الإعلام وتحويله إلى محترف بين طرفة عين وانتباهها من دون الحاجة للخيارات ومساعدة الجمهور.لست هنا لانتقد الدكتور أو ( أعيره ) بفشله في الارتقاء بالمسابقات المحلية وإخفاقه في الوصول إلى الاحترافية الإدارية في الأمانة العامة التي هي عبارة عن شيباني وحقيبة ورزمة مراسلات متنقلة ، ناهيك عن الاتحاد المبعثرة أوراقه على طاولة الشيخ، أو ( وكسته ) مع المنتخبات الوطنية و ( فضائح) المطارات وضعف الترتيبات بشأن الوفود والبعثات، لن اعدد له محطات الخيبة والمواقف التي أحيطت بالشك والريبة وجعلت منا آخر الأمم الكروية دون منافس، لن افعل شيئاً مما ذكرت، وما عداه كثير إن أردتم ، ولكن فقط اسأل: أليس الأجدر به الانتهاء من تأهيل اتحاده وإيصاله إلى الاحترافية لينتقل بعد ذلك إلى إصلاح حال الإعلام والإعلاميين؟أما بخصوص مواصفاته المطبقة في تسفير الإعلاميين وحرصه على مؤهلاتهم فإني لن ألومه عن ترويجه لمواصفات وهمية لأنه لا يقرأ ما يكتب أولئك المبتعثون ولا يعلم أن كثيراً منهم علاقته باللغة العربية مقطوعة، ويحتاج إلى فريق من المعاونين لوضع مادته الإعلامية في مسارها الصحيح.حاشا لله أن أضع جميع من يسافرون في سلة البلادة فهناك من سافر ويسافر وهو جدير بالفرص التي يحصل عليها ،على الأقل من حيث قدراته المهنية وكفاءته في انجاز المهمة المكلف بها، لكن الكثير ـ نعم الكثيرـ ممن يبتعثون إنما يحصلون على الفرصة تلو الفرصة لـ (مؤهلات) أخرى ليس من بينها الكفاءة، والدكتور اعلم بمن يبتعثون وأسباب وطرق ابتعاثهم بعيدا عن الانجليزية والكمبيوتر.إن ما أقول ليس هجوما على أحد ولا دفاعا عن آخر ولكنها مجرد ( زفرة ) ساخنة أطلقتها بفعل نار الحنق التي اشتعلت وتشتعل في صدري بمجرد أن اسمع أحدهم يتحدث عن وصفات سحرية لإصلاح الإعلام من دون أن ينتبه أن ( بيته ) أولى بالإصلاح وانه لا يفلح مفسد في إصلاح غيره .ويبقى أن أقول: إن وضع الإعلام الرياضي ليس صحيا البتة، لكن الصحة لن تأتي من معتل، وهذا مايجب أن نفهمه كإعلاميين حتى لايتكرر بحثنا عن الشفاء لدى من أعيوا الدهر وعجز حيال أسقامهم العطارون.
|
رياضة
لا يفلح مفسد في إصلاح غيره!
أخبار متعلقة