الافتتاحية
يعرف التغيير على أنه “انتقال المجتمع بإرادته من حالة اجتماعية محددة إلى حالة أخرى أكثر تطورا ويقصد بالمجتمع المؤسسات أو الحركات أو الأحزاب من حال إلى حال، من الحاضر إلى المستقبل لتصبح طرفاً فاعلاً في الأحداث، وتحقق التنمية والنهضة المستهدفة، وتمارس دورها في اعمار البلد . لم تعد هناك كلمة يجري تداولها ليل نهار على ألسنة الناس وعبر الصحف وشاشات الفضائيات سوى كلمة التغيير نحو الأفضل التي أصبحت في نظر الجميع بمثابة روشتة الدواء الناجع والفوري لكل أمراض المجتمع .وطالما أن الأمر يعكس تيارا جارفا في الشارع اليمني جنوبا وشمالا فإن من الضروري احترام هذه الرغبة والتجاوب معها في إطار مشروعية الحلم والتمني مع تجنب المغامرة والقفز نحو المجهول تحت وطأة التهاب مشاعر الغضب من جمود طال زمنه أكثر مما ينبغي أو تحت ضغط الرغبة في التغيير لمجرد التغيير! . الحقيقة أن تعاظم الأزمات والمشاكل واقصد بها مشاكل البنى التحتية كهرباء ومياه التي أمسكت بخناق الناس وجعلتهم يشعرون بالعجز واليأس هي التي تدفع بهم لإطلاق الصيحات التي قد يبدو بعضها صيحات هستيرية ولكنها في جوهرها نداءات للبحث عن أمل كآخر طوق للنجاة من طوفان الصراع الانجلو سياسي والاقتصادي الذي عم اليمن منذو اكثر من عام ونصف العام . وحتى يكون هناك تغيير في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية على الدولة ان تركز وتصب جميع اهتماماتها على الشباب وليس على غيرهم فبناء الشاب سياسيا يعد بداية حقيقية لبناء مجتمع ديمقراطي يقبل كل الأطياف لكن عندما تدخل الى هرم السلطة رجل في السبعين من عمره ويحمل الخنجر أسفل بطنه ويطالب بدولة مدنية حديثة فهذا والله عبط وأي عبط .إن مشاركة الشباب في العملية السياسية لهو دليل أعظم على أن التغيير حقق أهدافه وان من تسلطوا لفترة طويلة انتهوا واصبحوا من التاريخ ولكن أي نوع من المشاركات السياسية أو التأهيلية التي قد يعبأ من اجلها الشاب هل هي أيدلوجية أم وطنية ؟ .الواقع الحالي في الشارع الشبابي اليمني يتحدث عن أن التعصب واحتكار الراي والتخوين والتقزيم سمة منتشرة بين كثير من شبابنا مع الأسف ويظهر ذلك جليا على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك حيث لوحظ ان الفئات المتناحرة سياسيا اخرجت من عباءتها جيلا لايؤمن بالراي وتصحيح الخطأ بل العكس يسعى دائما إلى المهاترات والمزايدات كلا في حزبه فرح لاينتهي من نقاشه إلا والشتم كان خاتمته فمن أين تأتي الحكمة ورجاحة الرأي ؟ .