دهاليز
نيويورك/ متابعات:اهتمت الأوساط الثقافية الأمريكية، بظهور الترجمة الإنجليزية لرواية (الملاك الجائع) لصاحبة نوبل هيرتا موللر التي كانت قد صدرت أصلا بالألمانية قبل نحو عامين.وصدرت هذه الترجمة لرواية الأديبة الرومانية المنحدرة من أصل ألماني عن دار نشر (ميتروبوليتان) الأمريكية، فيما لاحظ نقاد، أن رواية (الملاك الجائع) تختلف إلى حد ما عن السياقات المعتادة لهيرتا موللر في رواياتها السابقة.وتتناول الرواية الأخيرة لهيرتا موللر التي جاءت أشبه بملحمة معاناة جيل الآباء في ظل النظام الشيوعي برومانيا، وترحيل آلاف العمال الرومانيين المنحدرين من أصل ألماني لمعسكرات العمل في الاتحاد السوفييتي السابق بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.وكانت والدة هيرتا موللر قد قضت بدورها خمس سنوات في ظروف لا إنسانية بمعسكر عمل سوفييتي، واختارت اسم إحدى رفيقاتها التي قضت في هذا المعسكر لابنتها، التي باتت واحدة من أعظم الروائيات في القرن العشرين.وتماماً مثل والدتها، فإن الشاب الصغير (ليو اوبرج) بطل روايتها (الملاك الجائع) كان يعيش في الريف الروماني حتى اعتقل من هناك ليشحن إلى معسكر عمل إجباري، ويسعى جاهدا للحفاظ على روحه.ونقلت الصحف الأمريكية عن هيرتا موللر قولها: (لم أكن أريد أن أكون كاتبة أبداً)، فيما أقرت بأنها شبت عن الطوق في بيت لم يكن يحوي أي كتاب، مشيرة إلى أن روايتها الجديدة تتناول أيضا عذاب الأمهات في ظل النظام الديكتاتوري، وتتطرق لشعر أمها الذي حلقوه في معسكر العمل الإجباري. ونوهت هيرتا موللر الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب عام 2009 بتعقيد بيئتها العائلية، حيث كان والدها يخدم في الجيش الألماني النازي، أثناء الحرب العالمية الثانية لتدفع العائلة ثمن هذا التجنيد، بعد انتهاء الحرب وهزيمة النازية الهتلرية.وكانت هيرتا موللر التي ولدت عام 1953 بإقليم تراسيلفانيا في رومانيا، قد شاركت في مهرجان (القلم للأصوات العالمية) بنيويورك، وانتهزت هذه الفرصة للترويج لروايتها (الملاك الجائع) التي اعتبر نقاد، أنها تجسد الطريقة السيمفونية لهذه الكاتبة الكبيرة، (فما أن تنتهي حركة حتى تبدأ حركة جديدة في الرواية).ورغم أن كتابتها توصف بأنها (متجهمة)، فإن مفردات هيرتا موللر المبتكرة دوما تنبض بالحياة مع منحى روائي يرصد أدق التفاصيل وبتفاعلات أقرب للتفاعلات الكيميائية التي تولد مركبات جديدة عبر طاقة تحويلية إبداعية.وتبدي هيرتا موللر اهتماماً خاصاً في أعمالها بمسألة سقوط المثقفين، أو فقد إنسانيتهم في ظل الأنظمة الاستبدادية ومعسكرات الاعتقال والعمل الجماعي، على غرار ما يعرف بـ(الكولاج) في الاتحاد السوفييتي السابق.