يوم 27 أبريل الأسود.. يوم انقضاض الهجمية الشمالية بمكوناتها السلطوية والعسكرية والقبلية والدينية على سماحة الجنوب وطيبته. لن يستطيع أبناء الجنوب أن ينسوا هذا اليوم الدامي، لن يستطيعوا أن يحضروا اسفنجة كبيرة ليمحوا ما لحقهم من دمار وذل وإهانة. كان رئيس السبعين “علي عبدالله صالح” يدغدغ المشاعر الرعوية والدينية لدى جحافل القبائل، كان حينها سيداً على الأرض كلها، لذا حين أطلق صافرة الحرب هرولت قبائل الفيد الجائعة وحصدت كل شيء. كان يوماً دامياً.. أذكره بأسف حينما كنا أيضاً نسمع رعدة الصواريخ التي تنهب السماء ولا نعرف أين تسقط.. كان كثير من أبناء الشمال حزانى.. لاحول لهم ولا قوة.. عاجزين في خوفهم من الانتصار لنصف القلب الجنوبي الذي كان ينزف.في هذا اليوم الأسود بامتياز.. العدواني بامتياز.. تم أيضا ملاحقة كل الحزبيين والقوميين الذين رفضوا الحرب، ونهبت أملاكهم وسجنوا، ولكن بالتأكيد لم يكن شيئا قياساً لجراح وأوجاع الجنوب. لكن يجب أن يفهم أبناء الجنوب أن كثيراً من المثقفين والسياسين الشماليين أصابتهم الحرب بمقتل، والبعض مازال حتى اللحظة لم يستوعب ما حدث، كثير منهم هجر السياسة وأصيب بحالة دمار نفسية لم يشف منها.. أعرف كثير منهم ظل حبيس جدران بيته.. وترك العالم بأسره خلفه.في ذكرى هذا اليوم المشئوم أتمنى من أبناء الجنوب أن يرمموا ذاكرتهم ويفكروا بجمع شتاتهم ويقرروا مصيرهم الذي يريدونه وأنه ليس لدينا- نحن الشماليين- سوى أن نظل نعتذر عن هذا اليوم إلى يوم الدينونة. من المؤسف أن يظل الجنوب مسرحاً للدماء من حرب صيف 94م إلى معارك الشريعة والقاعدة وبقايا النظام العسكري والديني والقبلي. لكن حتماً سينهض الجنوب.. وسيلوح فجر جديد.. فجر مشرق نتمناه لكم ولأبنائكم ولاجدادكم وأمهاتكم واخواتكم وبناتكم وأرضكم الطيبة.نحن الذين لم يكن لنا حول ولا قوة في هذه الحرب، نحن الذين كنا عاجزين حتى ان نبكي حتى لا يسمعنا العسعس والمخبرون والمفتشون في النوايا..نحن الذين أدرنا ظهرنا ولم نستفق إلا في دورة تاريخية كاملة في الـ 11 من فبراير2011م.تضامني الكامل مع جراحنا وجراحكم.
|
آراء
27 أبريل الأسود
أخبار متعلقة