اكتب سطور هذه التفاؤلات الصحفية وأنا عائد للتو من لودر مديرية الصمود والتحدي في محافظة أبين الحزينة بعد حضوري اجتماعاً للمكتب التنفيذي يعد الأول برئاسة المحافظ الجديد الأخ د.جمال العاقل وهو الأول يعقد في جزء من أرض أبين منذ زهاء عام كامل على نكبة المحافظة وعاصمتها المدمرة زنجبار بعد اجتياحها من الجماعات المسلحة في 27 مايو العام الماضي 2011م على الأرجح أن ذلك الاجتماع في ظرف عصيب وغاية في الخطورة للمكان والزمان وفي منطقة ملتهبة وعلى أصوات مدافع الهاون وكان فيه المحافظ ذكياً بحيث لم يدم أكثر من ( 10) دقائق فقط أراد منه الرجل توجيه رسالة قوية أن أبين ستعود إلى سلطة الدولة وأن العناصر المسلحة التي عاشت بمحافظة مشهود لها في التاريخ وتمثل خاصرة الجنوب ودمرت مقدراتها وشردت سكان عاصمتها بالكامل اقتربت ساعة الزمن من نهايتها وفي لودر صمدت لجانها الشعبية ومواطنوها الشرفاء ومعهم أشاوس اللواء ( 111) مشاة بقيادة العميد الركن فرج حسين غالب العولقي الذي كان حاضراً معهم وداعماً من اللحظة الأولى من لودر لمؤشرات مفتاح النصر وتنفس أبين الصعداء.. في لحظات تجولنا في أرجاء لودر الأبية كانت حينها أصوات المدافع والرصاص من مختلف الأسلحة يسمع ذويها من محيط المدينة وكنا على مسافة أقل من ربع كيلو متر نجد مسلحي اللجان الشعبية وأبناء القبائل ومعهم أفراد من اللواء والأمن المركزي يستقبلوننا وهم على أهبة الاستعداد واليقظة وأرفع درجات الحماس المعنوية للقتال دفاعاً عن مدينتهم التي صارت عنوان الصمود والاستبسال الذي أبداه أبناؤها في مقاومة عناصر القاعدة وإفشال مخطط سيطرتهم على المدينة وتكبيدهم أكبر الخسائر. ومن لودر انكسرت عزائم المسلحين وأدركوا حقيقة الهزيمة بعد فقدان أبرز عناصرهم الذين قتلوا في المواجهات وصاروا يتخبطون ويخوضون حرباً هستيرية متفرقة وعلامات الانهيار والضعف تبدو واضحة لا سيما مع سقوط أهم مواقع تحصيناتهم في زنجبار بتقدم الوحدات العسكرية وسيطرتها على الجزء الأكبر من المدينة. وبالعودة إلى أهمية اجتماع تنفيذي أبين الذي كان قرار المحافظ العاقل صائباً بإصرار الانعقاد في لودر تكريماً لبطولات أبنائها ولمعان أخرى فقد كنت وأنا في طريقي من عدن العزيزة إلى لودر وبصحبة زملائي الأعزاء الإخوة محمد الحاج سالم مدير إعلام المحافظة وفضل الشبيبي مدير وكالة (سبأ) بأبين والصحفي عبدالله بن كده والمصور التلفزيوني بشير الزيدي ونحن بمركز لحج وردفان ويافع والعر والزاهر والبيضاء أتوقع عدم حضور بعض المدراء الاجتماع ذاته نظراً للوضع الأمني المعروف الذي تعيشه لودر رغم أن ذلك موقف محسوب ..لكن اللافت حضور أغلب المدراء من أعضاء المكتب التنفيذي.
لودر .. رمز الكبرياء
أخبار متعلقة