في صبيحة يوم من أيام شهر مايو عام 1990 غيمت شمس ذلك النهار كان الناس في هذه البقعة الجغرافية من جزيرة العرب المسماة باليمن يشاهدون عبر شاشات التلفزيون .. علماً ينزل من على سارية دار الرئاسة بمدينة التواهي بالعاصمة عدن.كان ذلك هو علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. ليقام مكانه وعلى تلك السارية علم الجمهورية اليمنية.علم ينشر ليرفرف في الفضاء وعلم ينزل ويطوى كطي السنين حينها كان السؤال في تلك اللحظة (ترى لماذا يفعل هكذا بعلم الجنوب .. ولا يفعل بعلم (الشمال).وظل السؤال حائراًً بلا جواب.حتى أجابت عليها الأعوام والأيام بفم المدافع لا بتحريك الشفاه السابع من شهر يوليو من عام 1994م يوم انفجرت وشنت تلك الحرب القاسية والظالمة على الجنوب حينها عرفنا المعنى.وكان ذلك هو المشهد الأول لتلكم المسرحية لينفرج الستار على المشهد الثاني حين تجمع وتخلق حول سارية العلم بدار الرئاسة العديد من الموجودين في تلك اللحظة.عندما فاضت العيون بالبكاء والدموعقلنا حينها تلك دموع وبكاء الفرح في تلك اللحظة من الزمن..أولئك جميع كنا نعرفهم حق المعرفة وكان العجيب الغريب أن تدمع وتبكي حتى عيون الشياطين من أولئك القوم ما المسألة ؟! كيف؟ لماذا حتى الشياطين؟قلنا حينها ربما هذه اللحظة هزت حتى قلوب الشياطين “ سبحان الله”ولكن .. متى كانت للشياطين قلوب رقيقة ؟!اليوم وقد احترقنا بنارهم عرفنا لماذا بكت الشياطين!!وعرفنا أن دموعهم وبكاءهم في تلك اللحظة هي حقاً دموع وبكاء فرح وانشراح واستبشار وكانوا حقاً صادقينوتجلى ذلك في تملكهم الأرض وما عليها وما في باطنها والبحار بما فوقها وفي أعماقها تملكوا الجبال .. والسهول والوديان أما أولئك من بقية القوم في تلك اللحظة عرفنا اليوم أن عيونهم فاضت بالبكاء والدموع في نشوة السكارى وما هم بسكارىولا لوم عليهم فهم الوحدويون الحقيقيون والرومانسيون حتى النخاع..ويعز علينا أن نقول لهم ( البقية في حياتكم.. ولا بكاء ينفع .. ولا شكوى تفيد)فيا ايها الأعزاء الطيبون “ما فات .. فات.. وما هو آت .. آت .. ولكم الزمن الذي أنتم فيه”وهذا الزمن الذي أنتم فيه اليوم .. هو زمن الجيل الجديد من أبنائكم .. ومن شعبكم هذا الجيل له الكلمة العليا.. وهو يملك القرار.. يملؤون الساحات والميادين والشوارع وجميع محافظات الجنوب فهم أسود من تلك الأسود .. عرفوا طريق النضال السلمي بصدور عارية .خرجوا من كل المساكن والديار وفي قلوبهم القهر والضيم على مالاقاه الآباء “ خليك في البيت” من العذابات والمعاناة والفاقة.. والتهميش شاهدوا وهم صغار دموع الآباء المقهورين والمطرودين من أعمالهم وحقهم في الحياة الحرة الكريمة ومن حقهم اليوم أن يقولوا “نحن هنا” ومن حقهم أن يقولوا للشياطين :” يكفيكم نهباً وسلباً .. دعوا لنا البقية الباقية من ثرواتنا هذا إذا هناك بقية” يكفينا أن نتنفس هواء نقياً .. لا سموم فيه يكفينا أ ن نمشي على أرض بحرية وسلام دعونا أيتها الشياطين نبكي ونسكب من عيوننا دموع الفرح بعودة الحق إلى أهله. وماذا في المشهد القادم؟المشهد القادم هو الوعد الحق!فمن حق هذا الجيل أن يتسلم الراية من الرواد الأوائل وأن يصنع المستقبل كما يشاء وكما يريد فله الخيار وله القرار بعد أن يتسلم زمام الأمور .. وبعد أن يبسط يده على كل أرضه ذلك هو الوعد الحق عد إليهم عود..عد لتلك الروابيواللقاء موعود..أنت ما زلت واعيذاكر اللي كان.. حب في القلب راسخ..للجبال الشوامخلي تربيت فيهاوانقضى لك بها شانحين يدعيك ضبضب أو جبل شمساناستجب لي الآنسيبك النسيان .
|
آراء
عندما بكت الشياطين
أخبار متعلقة