إن المتأمل لثورة الربيع العربي اليمنية منذ بدايتها حتى نهايتها يجد أنها ليست ثورة مثل باقي الثورات العربية ويمكن أن نسميها ثورة الجنابي على اعتبار انها بدئت من خلال مظاهرات في شوارع صنعاء وتعز كان يشتبك أعضاء تلك المظاهرات مع متظاهرين آخرين موالين للرئيس صالح وكانت معظم تلك المظاهرات تستخدم فيها الجنابي بشكل لافت للنظر .ومع مرور المظاهرات اليومية والاسبوعية في العديد من المحافظات اليمنية تواصلت الاشتباكات بين معارضين ومؤيدين وكانت الجنابي هي العلامة البارزة في كل الاشتباكات ولعل مواجهات متظاهري حزب الاصلاح في ساحة البنوك بكريتر عدن وكذلك في المعلا مع انصار الحراك ورغم ان انصار الاصلاح استخدموا أسلحة في تلك المواجهات إلا أن الجنابي كان لها دور وتواجد كبير ما ادى إلى اصابة الكثير من جماهير الحراك المرابطين في ساحة المعلا على ايدي متظاهري الاصلاح الذين تم جلبهم من محافظات تعز وإب والحديدة .الاحتجاجات الجنوبية تختلف اختلافاً كلياً عن احتجاجات الشمال حيث تجد التنظيم في فعالياتها وكذلك تجد سلميتها ولا تجد أي سلاح او اي جنبية او حتى سكين لدى أي من شباب الحراك ، أما هناك في ثورتهم فلا يمكن ان تجد متظاهراً لا يحمل جنبية بل وقد تجده يحمل سلاحاً وجنبية في وقت واحد وهو يدعو سلمية سلمية ، وكانت المفاجأة الكبرى هي تلك المواجهة المشهورة بين عناصر حزب الاصلاح والحراك الجنوبي في المكلا بحضرموت حيث تفاجأت يومها جماهير الحراك المعتصمة في ساحتها بفرق مدججة بالاسلحة واخرى تحمل الجنابي في صورة لم يشهد الجنوب مثيلاً لها خلال تاريخه الطويل منذ ما قبل الاستعمار البريطاني .يوم الثلاثاء الماضي 20 مارس 2012 م اختتم حزب الاصلاح مظاهراته أمام بوابة جامعة صنعاء بمواجهات كبيرة بالجنابي مع من يعارضونهم من المتظاهرين المستقلين والحوثيين الذين يعترضون على إقامة السجون داخل ساحة الجامعة التي يسمونها ساحة التغيير وقد شهدت تلك الليلة اشرس مواجهات بالجنابي سقط فيها ما لايقل عن 40 جريحاً كلهم تعرضوا لطعنات متفاوتة في انحاء متفرقة من اجسامهم البعض منهم مازال الى اليوم في العناية المركزة بمستشفى العلوم والتكنولوجيا .لذلك انا ارى انه يجب ان يتغير اسم ثورة الربيع العربي اليمنية من ثورة التغيير الى ثورة الجنابي لانها بدئت بالجنابي واختتمت بمواجهات الجنابي وهذه هي الماركة المختلفة عن كل ثورات الربيع العربي .
ثورة الجنابي
أخبار متعلقة