في العيد الأول بعد المائة لــ (8) مارس
في اليوم العالمي للمرأة 8 مارس، ألف تحية وتقدير وتهنئة لأختي المرأة في كل مكان على كرتنا الأرضية.المرأة كلمة مكونة من ستة أحرف تحمل معاني كبيرة ومدلولات كثيرة، فهي الأم، الأخت، الزوجة، الرفيقة والصديقة، والوفية وكاتمة الأسرار والبحر العميق كلما غُصنا فيه لم نصل إلى عمقه وعمق تفكير المرأة.وهناك من ربما ينتقدني الآن، وبأن هناك نساء منهن الساذجة، الخائنة، المسرفة، المسترجلة و..و..و..، ولكن كل هذه الصفات نسبية، من يجد صفة معينة في امرأة، لن يجدها في أخرى، إلا أنها تظل حقيقة أن المرأة هي كل حياتنا نساءً ورجالاً، لا يمكن الاستغناء عنها كأم حنونة معطاء ومضحية و مهما قلنا وعدنا لن نفي المرأة المنتجة والقدوة والمثل الأعلى حقها. وفي يوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به في أكثر دول العالم، هناك من يلغي هذا الاحتفال ولا يعترف به متعصباً مع الأسف الكبير “بدعة”، على أنه تقليد أعمى للغرب، وأنها احتفالات لا تمت لواقعنا، على الرغم من إن الله سبحانه وتعالى كرم المرأة في القرآن الكريم، ولم تغفلها السنة المحمدية في ديننا الإسلامي بل كرمتها خير تكريم، ويظل 8 مارس يوماً مميزاً لمن يحتفل به في تلك الشعوب أو بعض شعوبنا العربية والإسلامية، وتزدان المحلات بالبطاقات والهدايا التي تقدم للمرأة وتقام الاحتفالات الرسمية و على مستوى مرافق العمل والتجمعات، وكذا الاحتفال على الصعيد الشخصي وسط الأسرة والأصدقاء. ومن تجربتنا الماضية لا يمكن أن ننسى الاحتفال بهذا اليوم في اليمن الديمقراطي حيث كانت النساء يلتقين التهاني والهدايا الرمزية المختلفة، منها قطع القماش أو أطباق الطعام والشراب والعطور، مع احتفال بسيط توزع فيه الشهادات وتكريم النساء عامة وخاصة المبرزات على صعيد مرافق العمل الإنتاجية والخدمية والمؤسسات الأمنية والعسكرية، وفي احتفال رسمي تنظم الندوات والبرامج الثقافية والمسابقات المختلفة، ومع كل أسف ألغي الاحتفال بتكريم المرأة على مستوى المرافق إلا ماندر منها ولمرافق الموازنة الخاصة، مع بقاء الاحتفال الرسمي في الدولة.إن الاحتفال والتكريم للمرأة في يومها هذا أنا لا أرى فيه أي انتقاص من كينونة المرأة أو الرجل، إنما يضفي نوعاً من التميز لهذا الكائن الإنساني الجميل و العظيم والشريك الأساسي في إعمار الأرض وديمومة الأمم.وفي هذا اليوم المميز تهنئة خاصة للمرأة العاملة المكافحة في كل مكان، والمربية للأجيال عماد الأوطان، وللزوجة الوفية ولأم الشهيد أو أرملته كل عام وهن وجميع نساء المعمورة بخير وسلام، وليظل الثامن من مارس حافزاً للعمل والعطاء والتميز، وأقول لمن يستكثر علينا هذا اليوم لا تبخلوا علينا أن يكون لنا يوم عالمي في السنة وللرجل باقي أيامها، مع تعظيم سلام لكل رجل مساند وداعم للمرأة، وللمطالب بحقوقها وتحررها، وتحرر المرأة هو تحرر للرجل في مجتمع متكافئ الفرص والحظوظ، و متى أنصفت المرأة أنصف الرجل، وهي “مقياس حرارة” تقدم الشعوب، والنصف المكمل للرجل لا يمكن الاستغناء عن بعضنا البعض في ديمومة الحياة وإعمار الأرض مادياً ومعنوياً.والمرأة كائن إجتماعي ودود متى أحسن التعامل معها، وهي داعم لأفراد أسرتها، ومن تتحمل العبء الأكبر في البيت فمنهن العاملة أو الموظفة وفي الوقت نفسه الأم والزوجة والمربية والمعلمة لأولادها، ومتى صلحت المرأة سيدة البيت صلحت الأسرة وصلح المجتمع، وعبارة رائعة نعرفها جميعاً “ وراء كل رجل عظيم امرأة “، هي مقولة صادقة، و لذلك أقول أيضا خلف كل إمرأة عظيمة يقف رجل عظيم،ولكن أيضا وراء تعاسة أي رجل مع الأسف تكون هناك امرأة.إن نجاحات المرأة لا يمكن إغفالها، وأن من يقف خلفها رجل يساندها، وهم كثر منهم الأب، الأخ، الزوج أو الزميل في العمل ومرات كثيرة يكون الابن داعماً قوياً لأمه، عندما يكون هناك مناخ أسري صحي وسليم، وأيضا أحياناً عندما تتعثر الحياة أمام المرأة المعوزة أو المظلومة يكون أبناؤها سندها وحافزاً لإنتشالها من براثن صعوبة الحياة، فنجدها تكدح وتشقى وتبذل كل طاقاتها لتوفير لقمة العيش النظيفة والهنيئة والشريفة، وتخلق بالتالي لدينا امرأة طموحة عاملة قوية أمام الشدائد، لأجل فلذات أكبادها وتعد قوة محركة لتخفيف معاناة الحياة، خلقت شيئاً نافعاً لها ولأسرتها وللمجتمع وتجارب الحياة كثيرة لنساء من رحم المعاناة ولدن ويشار إليهن بالبنان بكل احترام وبكل فخر، وأقول إن أمي “يرحمها الله” واحدة من النساء اللواتي وقفن أمام الشدائد ووصلن بأبنائهن إلى بر الأمان، وكل واحد والحمد لله يرفع الرأس، وأتمنى أن نشد من أزر بعضنا بعضاً نساءً ورجالاً للوصول إلى الهدف والغاية بحرية وكرامة، ونعيش في مجتمع يحترم الإنسان آدمية أخيه الإنسان.وفي الأخير هناك من سيوافقني ومع الأسف الشديد تقف المرأة غالباً عدوة لأختها المرأة، وتتصدى لتقدمها ونجاحاتها، وإن لم يكن بالأقوال والأفعال وإنما بالحركات أو الرمز بالعيون، وكما يقال “خبازة ما تحب خبازة”،وكم أتمنى أن تتلاشى هذه العداوة وتظل المرأة حافزاً لأختها، وفاتحة صدرها وقت الشدائد لها، لأن المرأة تظل رمز العطاء ومصدر الفرح والجمال والتضحية ومشجعة وملهمة للآخرين .كل عام والجميع بخير لأننا لا يمكن أن نستغني عن أخينا الرجل والعكس صحيح ولنحيا بسلام ووئام ويعم الخير الوطن كل والأوطان.