كغيري من أبناء اليمن البسطاء فرحت كثيراً في زمن لم يعد للفرحة مكان في قلوبنا لحالة التخبط وعدم الاتزان التي نعيشها بأوضاع تكاد تكون بائسة كنتيجة طبيعية للأحداث التي شهدتها وتشهدها بلادنا حتى اللحظة من أجل مستقبل في علم الغيب بيد المولى تعالى ورعايته ولطفه بالشعب اليمني..كانت فرحتي لا توصف لحصول المواطنة اليمنية (توكل كرمان) على جائزة نوبل للسلام التي مثلت بذلك انتصاراً حقيقياً لليمن واليمنيين الذين سطروا ومازالوا بإبداعاتهم في عدة مجالات روائع جمة خاصة أولئك الذين لم تتح لهم فرص الإبداع في وطنهم لأسباب كثيرة نعرفها جميعاً أساسها تهميش الكفاءات فكانت ضالتهم العالم الخارجي الذي عرف قيمتهم وسمح لهم الانطلاق نحو فضاءات الإبداع دون توقف وبرزت كثير من الهامات اليمنية كان آخرها إن جاز التعبير الأخت (توكل كرمان) وسيكون بعدها بإذن الله أسماء يمنية كثيرة تصدح في عوالم الإبداع بمختلف مكوناته. كون اليمن ولادة بالمبدعين الذين سطروا أمجاده عبر عصور التاريخ اليمني ابتداءَ من السياسية مروراً بالفن بكل ألوانه وانتهاءً وليس بالنهاية بالعمارة الهندسية وغيرها من العلوم أثبت اليمنيون بها للعالم أنهم شعب عريق تأصلت جذوره منذ القدم.. لكن عندما يتحول المبدع إلى جلاد بسوط حاد على أبناء جلده من منظور التفرقة العنصرية ، من حقنا هنا أن نتساءل كيف وصل هذا التكوين الآدمي إلى المكون عالي المقام ( جائزة نوبل للسلام ).. اليمنية توكل كرمان نقول لها لا تجتمع صفات العنصرية مع مكونات الإبداع إلا إذا كانت هذه الدالة من مفردات العصر الحديث الذي عقد المفاهيم الإنسانية البسيطة في تمييز الخير من الشر والليل من النهار والحق من الباطل والمبدع من العنصري .. كون المبدع مبدعاً والعنصري عنصرياً وكلاهما لا يجتمعان إلا في أحلام المرضى.وعندما تتنكر الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام لتضحيات الآخرين من منطلق عنصري، وهذا ما أكدته على صفحتها في الفيس بوك مشيرة إلى أن الحراك الجنوبي لم يقدم أية تضحيات خلال الاحتجاجات التي شهدتها بلادنا اليمن مؤكدة أن الشهداء والجرحى الذين سقطوا يعودون إلى حزبها حزب التجمع اليمني للإصلاح دون غيره متناسية أم متجاهلة أم أن هناك توجهاً من حزبها للتعامل بهذه العنصرية بهدف طمس تضحيات الحراك الجنوبي والقوى السياسية الأخرى أو أن موقعها الإلكتروني يديره حزبها بواجهته السياسية وليس بشخص (توكل كرمان) الإنسانية الناشطة السياسية الحائزة على جائزة نوبل للسلام .. هنا نستوقفها لنذكرها أن شهداء وجرحى الحراك الجنوبي سقطوا قبل شهداء وجرحى الربيع العربي الذي بدأت انتفاضته في عدد من الدول العربية بداية عام 2010م بينما انطلقت انتفاضة الحراك الجنوبي عام 2007م وقدم الحراك أكثر من (2000 شهيد وجريح) منذ انطلاقتها بمن فيهم شهداء وجرحى سقطوا خلال أحداث ثورة الشباب عام 2011م.أنها حقائق يا ( بنت كرمان) يدونها التاريخ وليست مماحكات سياسية وحزبية عمن قدم قرابين أكثر للوطن لينال نصيباً من الكعكة.ولن أقول هنا إن انتفاضة الحراك الجنوبي كانت الملهم لربيع الشعوب العربية . ولكن( الشيء بالشيء يذكر) فبعض دول العالم العربي تتحدث عن أن هناك حراكاً في بلدانها منذ عام 2011م حتى الوقت الحاضر مازالوا يتحدثون عن هذا الحراك. بينما نحن اليمنيين يحدث لدينا وما زال منذ يوم الانتفاضة باسم الحراك عام 2007م .. أليس هذا فارقاًَ زمنياً يا أختنا العزيزة ( توكل كرمان) ؟ .. وهذا الفارق ألا ينمي الفكر بالحقوق والواجبات والمطالب المشروعة بالمواطنة المتساوية في التعصب الأعمى والمصالح الحزبية الضيقة والعنصرية المقيتة التي تتعاملون بها من منطلق إقصاء الآخر ونكران أدوارهم في معترك الحياة السياسية للنضال باتجاه مستقبل أفضل. إنها حقائق لا يمحوها الزمن.أتمنى عليك ( يا توكل) أن تعودي إلى قراءة التاريخ والاعتراف بما قدمه الآخرون فقد وصلتم إلى ما أنتم فيه الآن من مكانة بفضل تلك التضحيات التي قدمها اليمنيون من كافة مشاربهم وانتماءاتهم السياسية كون العملية تسلسلية من تضحيات الماضي إلى مكاسب الحاضر وصولاً إلى الغد المنشود إن شاء الله وبالتالي لا يمكن لأحد أن يلغي تضحيات وحقوق الآخرين فيما قدموه من مواقف مستمرة حتى تحقيق العدالة الاجتماعية .. وأؤكد لك أننا مازلنا نفتخر بك أنك يمنية حاصلة على جائزة نوبل للسلام .. ولن نطلب منك الاعتذار للحراك الجنوبي على هذه الإساءة . فالحراك الجنوبي السلمي ليس بحاجة إلى اعتراف أحد بتضحياته.[c1] Nabeel [email protected][/c]
شهداء الحراك قبل الربيع العربي يا توكل
أخبار متعلقة