أعتقد أنه بدأت تتجلى خيوط اللعبة القذرة لوسائل إعلام (...)، ومجموعة “زنادقة” مراسلي بعض القنوات والوسائل الإعلامية يواكبها خطاب رسمي مكثف يتبناه بدرجة أساسية حزب الإصلاح المتطرف يهدف بكل الوسائل “غير الأخلاقية” لإلصاق مصطلح “الحراك المسلح” بالحراك السلمي الجنوبي ، كما حاولت قناة الجزيرة القطرية جاهدة - بكل أسف - تصوير ذلك المشهد المسلح أثناء الانتخابات الفائتة من خلال مسرحية الاشتباكات التي قالت إنها جرت في خورمكسر ، بين مسلحي الحراك ووحدات الجيش ، ولم تسأل نفسها : كيف يمكن لمسلحين أن يتقطعوا لطاقمها وعشرات الجند من حولهم مدججون بمختلف أنواع السلاح ؟. لم يكن من قبيل الصدفة أن تأخذ الأمور منحى تصاعديا يصور الحراك السلمي الجنوبي على أنه قد خرج عن نطاق السلمية التي لا يزال يؤكد عليها ويلتزم بها حتى هذه اللحظة ، في حين يصر بائعو الضمائر والمهنة الإعلامية على قلب الحقائق وتسويقها وفقا لأجندة حزب الإصلاح المتطرف ومخططات (...) تدعمها قوى إقليمية ودولية لتشويه صورة الحراك السلمي الجنوبي ، كل ذلك ليس بهدف التشويه فحسب، ولكن بهدف تبرير بدء شن حملة حرب منظمة ، تتمثل في اعتقالات واختطاف واغتيالات ومواجهات عسكرية مباشرة واقتحام ساحات الحراك الثورية في الجنوب. وعلى اعتبار أن الثورة في الشمال قد انتهت ، بعد أن شارك ثوارها في إعادة إنتاج المنظومة الحاكمة من جديد بحلة “ثورية” وإن كان بدون أن يكون علي صالح “رئيسا” .. يظل الوضع الثوري المتصاعد في الجنوب يمثل قلقا حقيقيا لقوى النظام وأطراف التآمر العربي والدولي التي تتقاطع لديها مصالح معينة بعد تدخلها السافر في إدارة أمور اليمن ، في ظل إصرار الشعب في الجنوب وغالبية قواه السياسية والشعبية على التمسك باهداف ثورة الجنوب التحررية، وعدم استطاعة كل هذه القوى مجتمعة تجيير إرادة شعب الجنوب أو حرف مسار الثورة الجنوبية التحررية عن أهدافها ، رغم ما تمتلكه مجتمعة من إمكانات ووسائل. الاعتداء الإجرامي الآثم على ساحة شباب ثورة السادس عشر من فبراير بمدينة المنصورة ، تزامن مع الهجوم “الإرهابي” على القصر الرئاسي في مدينة المكلا ، الذي أخذ بعدا إعلاميا واسعا كان من أهدافه الرئيسية التضليل على الهجوم على ساحة الشهداء بالمنصورة الذي خلف جرحى من الشباب والنساء . لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل ذهبت وسائل الإعلام الرخيص ومراسلوها إلى تصوير ما جرى على أنه هجوم من قبل ما يزعمون انه “الحراك المسلح” على قوات الأمن التي حاولت كما يدعون “كذبا” فتح طريق عام بمدينة المنصورة أغلقه “الانفصاليون” منذ عام. مع العلم أن الطريق العام الذي تحدث عنه “بائعو شرف المهنة” مفتوح ولم يغلق ، ولكن جاء ما ادعوه بهدف التبرير الإعلامي الرخيص للهجوم على ساحة الشهداء ، والذي عكس روحا انتقامية حاقدة تسعى بكل خبث وصلافة إلى وأد الحرك السلمي وكبح هيجان ساحات ثورته التحررية المستمر في الجنوب منذ 2007 ، بعد أن لقنهم أبناء الجنوب درسا جيدا في الأيام الماضية. ويجمع هذين الحادثين الإرهابيين هدفٌ واحد يسعى لتحويل ساحات عدن والمكلا بدرجة أساسية إلى ساحات صراع لتصفية الحراك السلمي الجنوبي تحت مبرر “القاعدة ، والحراك المسلح”. تكشف كل هذه المعطيات حقيقة النوايا الإجرامية التي تضمرها بعض القوى والأحزاب المتطرفة وإعلامها “الشاذ” وتوجهها توجها حقيقيا للحوار مع الجنوبيين ولكن بلغة السلاح والعنف والإرهاب ، حتى تتمكن من القضاء على “الحراك السلمي الجنوبي” ، على أن تحاور من تبقى بعد ذلك. الأسوأ من ذلك أن كل هذا يدور وفق منطلقات وسياسات دولية تجمعها مصالح استراتيجية ترعاها قوى إقليمية ودولية، وجدت لها في الوضع الجديد في اليمن ساحة خصبة للعبث بأمن واستقرار المنطقة ، تحت مبررات حماية أمن واستقرار المنطقة. قلنا لأزلام (...) مرارا أن الجنوب شعب حر وذو إرادة غير قابلة للكسر والإذلال والتركيع ، وأن المناورة على ذلك هي ضرب من عبث سيكلفهم الكثير ، وسيكشف كل لحظة لتلك العقليات “الدموية” أن سياسة التضليل والخداع وخلط الأوراق وقلب الحقائق لن تضع أبدا غربالا على عين الشمس ، فحرارة ما في قلوب الجنوبيين من حميم قادرة على أن تحرق ألف غربال وغربال ولو كانت من نار. اليوم “حراك مسلح “ ، وامس متشيعون ، وقبلها قاعديون، وقلتم إرهابيين ، وفي الماضي شيوعيون .. فكم مصطلح سيشبع رغبات الدم ونزوة التسلط “البغيضة” في قلوبكم ، حتى تدركوا أننا شعب أبي سيدفع حياته رخيصة ثمنا لحريته وكرامته وأرضه .؟؟ فاتّقوا شرَّ الحليم إذا غَضب !!
مصطلح «الحراك المسلح» ونوايا الحرب الشيطانية !
أخبار متعلقة