أطلقت مبادرة إلكترونية في مجال التغذية
عرض/ بشير الحزمي:في محاولة لتجنب وفاة ومعاناة الملايين من الناس كل عام من جراء سوء التغذية أطلقت منظمة الصحة العالمية قبل عدة أشهر مبادرة جديدة على الإنترنت توضح الإرشادات المتعلقة بالتدخلات الغذائية المنقذة للأرواح وتساعد الحكومات ومقدمي خدمات الرعاية الصحية على تحسين الأساليب المنتهجة في تعزيز الإجراءات الرامية إلى مكافحة جميع أشكال سوء التغذية.وذكرت المنظمة على موقعها الالكتروني بأن الغرض من مكتبة منظمة الصحة العالمية الإلكترونية للبينات الخاصة بالإجراءات في مجال التغذية (Elena)، هو مساعدة الحكومات على التغلّب على إحدى المشكلات الرئيسية المطروحة في مكافحة سوء التغذية ألا وهي المجموعة الكبيرة، والمتضاربة غالبا، من البينات والنصائح الموجودة بشأن التدخلات العلاجية والوقائية الفعالة في مجال التغذية. ويقوم مشروع المكتبة الإلكترونية (Elena) بذلك من خلال انتقاء وعرض أحدث النصائح الخاصة بالتصدي لأشكال سوء التغذية الرئيسية الثلاثة، وهي نقص التغذية، وعوز الفيتامينات والمعادن، وفرط الوزن والسمنة. وقال الدكتور علاء العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمسئول عن دائرة الأمراض غير السارية والصحة النفسية بالمنظمة “إن هناك عدة ملايين من الناس الذين يعانون من شكل واحد أو أكثر من أشكال سوء التغذية، ويجب أن تتاح للبلدان فرص الحصول على العلوم والإرشادات المسندة بالبينات من أجل الحد من الوفيات والمعاناة التي تحدث بدون داع نتيجة سوء التغذية. ويمكن أن تسهم المكتبة الإلكترونية ((Elena)، بقدر وافر، في تحسين كيفية تعامل البلدان مع الأخطار الصحية الفظيعة التي ينطوي عليها سوء التغذية.”وأوضحت المنظمة أن سوء التغذية يمكن أن يتخذ أشكالاً عدة منها نقص الوزن وهو عامل الخطر الرئيسي المرتبط بكثير من الأمراض في البلدان المنخفضة الدخل، وهو يمثل 6 % تقريباً من عبء المرض العالمي، كما يتسبب كل من نقص الوزن الذي يحدث في مرحلة الطفولة وحالات عوز المغذيات الزهيدة المقدار (الحديد والفيتامين A والزنك) ونقص الرضاعة الطبيعية، إجمالاً، في وقوع 7 % من الوفيات (أي ما يعادل 3.9 مليون حالة وفاة) وفي 10 % من عبء المرض العالمي. وتشمل حالات عوز المغذيات الزهيدة المقدار ما يلي:( عوز اليود، الذي يعد أكثر أشكال العوز انتشاراً في العالم، على الرغم من إمكانية توقيه بسهولة، يتسبب في إحداث ضرر في الدماغ؛ فقر الدم، الذي يصيب 1.6 مليار نسمة، نتيجة عوز الحديد في غالب الأحيان، ويزيد من مخاطر إنجاب أطفال ناقصي الوزن ، والإصابة بفقر الدم خلال فترة الحمل، يقف وراء حدوث 18 % من وفيات الأمومة؛ عوز الفيتامين A، الذي يعاني منه 190 مليوناً من الأطفال دون سن الدراسة؛عوز الزنك، الذي يمكن أن يؤثّر في الجهاز المناعي ويودي بحياة 430 ألف طفل كل عام).أما فرط الوزن والسمنة فيعاني منه نحو 1.5 مليار من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 20 عاما ، وتشير التقديرات العالمية إلى أنّ أكثر من 40 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون، فعلاً، من فرط الوزن أو السمنة. وتشرح المكتبة الإلكترونية(Elena) التدخلات الصحية الفعالة التي يجب اتخاذها لمواجهة سوء التغذية. ومن تلك التدخلات توفير العلاج المناسب للمصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم؛ وتعزيز الرضاعة الطبيعية؛ وإغناء الأغذية الأساسية بالفيتامينات والمعادن، مثل إضافة الحديد وحمض الفوليك إلى طحين القمح والذرة. وتوصي أيضاً باستخدام مساحيق متعددة من مساحيق المغذيات الزهيدة المقدار من أجل إغناء الأغذية التي تعطى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و23 شهراً. كما توصي بإعطاء الحوامل مكملات الحديد وحمض الفوليك يومياً لتوقي فقر الدم، وبإعطائها على نحو متقطع للحائضات والأطفال دون سن الدراسة وأطفال المدارس. وقال الدكتور فرانتشيسكو برانكا، مدير التغذية من أجل الصحة والتنمية بمنظمة الصحة العالمية، “لقد محصنا آلاف الصفحات من البينات والنصائح العلمية من أجل انتقاء وتبرير وتحسين عرض الإجراءات التي يجب اتخاذها في مجال التغذية من أجل الحيلولة دون وفاة الناس بسبب الأشكال العديدة لسوء التغذية.” وتمثل المكتبة الإلكترونية الجديدة Elena عنصراً مهماً من الجهد الذي تبذله منظمة الصحة العالمية على الصعيد العالمي لمساعدة البلدان على الوقاية من سوء التغذية ومكافحتها. والمنظمة من أهم الجهات التي تسهم في تفعيل حركة (تعزيز التغذية)، التي تشمل وكالات متعددة من وكالات الأمم المتحدة وسائر أصحاب المصلحة الرئيسيين المعنيين بمسألة التغذية. والهدف المنشود من هذه الحركة هو مساعدة البلدان على تحسين عملية التصدي لسوء التغذية وضمان شمول تلك العملية لقطاعات الزراعة والصحة والحماية الاجتماعية والأمن الغذائي. ويتولى دعم المكتبة الإلكترونية الجديدة (Elena )كل من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومبادرة المغذيات الزهيدة المقدار الكائنة في كندا، وحكومة لكسمبرغ.