ما كان يتوقع كل من تابع التحضيرات المكثفة التي أعد لها قيادات ونشطاء مكونات الحراك الجنوبي للاحتفاء بيوم 13 يناير وهو يوم مشؤوم في تاريخ الجنوب وتحول من يوم أسود حزين إلى يوم للتصالح والتسامح للفرقاء السياسيين الجنوبيين ومعهم السواد الأعظم من شعب الجنوب .. ان تتحول الذكرى السادسة لإعلان التصالح والتسامح من جمعية ردفان وتلك الفعالية التي قرر اقامتها في ساحة العروض بخورمكسر بمحافظة عدن إلى مشهد دام مؤسف ازهقت فيه الأرواح وسفكت الدماء في لحظة مأساوية مؤلمة لم تكن في حسبان أحد لا من جماهير الحراك ولا جنود الأمن والجيش أو المحايدين الصامتين حتى.كتبت هذه السطور مساء الجمعة يوم احتفاء الجنوبيين بالذكرى السنوية لإعلان التصالح والتسامح ومازالت أصوات الرصاص تطلق من أكثر من جهة في ساحة العروض بخورمكسر والأحياء السكنية المحيطة بها والأنباء المتواترة تؤكد سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جماهير الحراك من جهة وجنود الأمن والجيش ونظراً لسكني المجاور لمسرح الأحداث فقد عاش السكان بمدينة ومحافظة عدن عامة يوماً مرعباً ودامياً قتل فيه وجرح عدد من الأبرياء ولم تكن هناك معلومات كافية ومؤكدة عن الجهة التي تتحمل المسؤولية في تفجير الأحداث واندلاع المواجهات المسلحة التي ما كان لها ان تحصل لو احتكم الجميع إلى العقل والجنوح إلى السلم.شخصياً كنت أرى في مهرجان التصالح والتسامح الجنوبي هذه المرة الأفضل والأهم ليوجه إلى المجتمع الدولي والعالم أجمع أقوى الرسائل المؤثرة عن قضية شعب الجنوب وتحريك هذا الملف الأكثر حساسية وأهمية إلى الواجهة لاسيما في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه البلاد جراء الأزمة الطاحنة التي عصفت بها والمتغيرات الكبيرة التي احدثتها المبادرة الخليجية ومع تواجد المبعوث الأممي د. جمال بن عمر في اليمن حالياً .. لكن للأسف أن هناك أطرافاً لاتريد أن يعاد الاعتبار للجنوب أرضاً وإنساناً وحسم قضيتهم العادلة من خلال اجهاض مثل هذه الفعاليات السلمية وادخالها في مربع العنف والتخريب والعدوان المسلح مع ان الخلافات الحاصلة بين القوى الجنوبية في الداخل والخارج قد أدت إلى تشظي الصف وأثرت سلباً على الحلول وتحريك الملف الجنوبي الذي صار يتاجر به بعض المرتزقة وضعفاء النفوس.وبالعودة إلى الأحداث الدامية التي كادت أن تعصف بالفعالية وتعيد إلى أذهان الجنوبيين كارثة 13 يناير المأساوية في العام 86م، فانني أجد في عقلاء الحراك الجنوبي التفاؤل وان ينتبهوا لمن يحاول أن يندس في صفوفهم لتشويه القيم السلمية النبيلة لثورتهم السلمية التي ستنتصر كون قضيتهم حقيقية لايستطيع أي كان المزايدة عليها لمجرد السعي لتهميشها.وقبل الختام أدعو القيادي الأبرز في الحراك المناضل ناصر النوبة الذي قاد أول حركة احتجاجية للمتقاعدين العسكريين التي كسرت حواجز الخوف امام انتفاضة الشعب إلى الانضمام إلى رفاقه وتوحيد الصفوف وان لايعطوا فرصة للطابور الخامس لشق وحدتهم التي هي قوتهم للوصول إلى الأهداف السامية التي يناضل ويكافح من اجلها الشرفاء والمخلصون من شعبنا بحقه في تقرير مصيره.
عدن.. والمشهد الدامي في التصالح والتسامح
أخبار متعلقة