عندما أعلن الحوثيون تأييدهم والتحامهم بالثورة الشبابية في ساحات التغيير منذ بداية انطلاقتها، كنت ومعي السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب المقهور في أشد الإعجاب ومتعاطفين معهم على اعتبار أن هؤلاء هم جزء كبير من النسيج الاجتماعي اليمني بغض النظر عن مذاهبهم وتوجهاتهم وأنهم عادوا إلى جادة الصواب وإلى العقل والمنطق وأنهم ظلموا بعد أن خاضوا ست حروب مدمرة ودامية مع قوات الجيش واستطاعوا أن يفرضوا لأنفسهم وجوداً ونفوذاً لا سيما في محافظة صعدة وأجزاء من عمران وحجة والجوف .. كنت أظن وبعض الظن إثم أن الحوثيين قد انفتحوا على المجتمع وقدموا قضيتهم وشرعوا في إعداد مسودة لمشروعهم السياسي الوطني وتجاوزوا النطاق الضيق وشعار الموت لأمريكا وإسرائيل ... إلخ ونحن معهم في الشعار لكن لسنا معهم على حمل السلاح واستخدام أدوات القتل والعنف وسفك دماء إخوانهم المسلمين الأبرياء العزل والتوسع في السيطرة والتمدد على مناطق ومديريات وبسط النفوذ والتحكم بمصائر الناس. لقد أخطأ الحوثيون وفتحوا على أنفسهم نار جهنم بالعدوان المشين على دار دماج ومنطقة ذمار وسفكهم دماء الطلاب السنة وحصارهم المنطقة وتفجيرهم حروباً في كتاف مع القبائل وفي مديريات حجة والجوف وغيرها وهذا ما أعاد النظر إليهم إلى المربع الأول رغم خطابهم الإعلامي الذي يظهر أنهم غير عدوانيين ومدافعون عن النفس لكن الحقائق تقول غير ذلك وبهذا الإفراط في القوة والعودة إلى استخدام العنف وقوة السلاح فقدوا مصداقيتهم والتعاطف الذي تشكل معهم في بداية ربيع الثورة اليمنية.الخلاصة: هل يتوقف السيد عبدالملك الحوثي وأتباعه عن المكابرة ولغة القوة ونزيف الدم ويقدموا مشروعهم الوطني لما يخدم الأمن والسلم الاجتماعي والأهلي والتخلي عن حمل السلاح الذي لم يعد مجدياً في ظل المشهد الراهن للعمل السلمي الذي يوجه أقوى الرسائل للعالم والمجتمع الدولي وبالتالي ينتصر الحق ويزهق الباطل.رسائل عاجلةالحرب المجنونة التي تدور في عاصمة أبين زنجبار بين الجماعات المسلحة والجيش خلفت أكبر مأساة إنسانية، فمن يصدق أن عاصمة محافظة دمرت بالكامل وشرد سكانها جميعاً .. أبناء زنجبار وأبين النازحون ضاق بهم الحال ويعيشون أوضاعاً قاسية والحرب في شهرها الثامن ولكن الأمل لم يفقد في حسمها .. أوجه رسائل إلى الرئيس بالإنابة المناضل عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد والاثنان من أبناء المحافظة المنكوبة نفسها بأن يتفرعا لأيام لوضع حد لكارثة محافظتهم وأعادت الاعتبار لتاريخها النضالي وإنهاء معاناة مواطنيها النازحين.قدم اللواء (201) مشاة ميكا - الذي يقوده اللواء الركن محمود الصبيحي - كوكبة من مقاتليه الذين سقطوا في قتالهم مع الجماعات المسلحة بزنجبار بعد معارك عنيفة حيث سقط عدد من القادة والضباط والجنود في مواقع الشرف .. هذا اللواء المغوار وقائده الشجاع محمود الصبيحي تحسب له بطولاته وتضحياته إلى جانب مغاوير اللواء 25 ميكا بقيادة العميد البطل محمد الصوملي ومعهم بقية الوحدات العسكرية التي تقاتل جماعات القاعدة في عاصمة أبين زنجبار .. وأدعو وسائل الإعلام إلى رفع التعتيم الإعلامي على ما يجري في أبين وأخص هنا القنوات الفضائية التي صارت بعيدة عن أكبر كارثة تتعرض لها محافظة في هذا البلد.
التفكير الخاطئ للحوثيين
أخبار متعلقة