لم يكن مخطئاً الفريق عبدربه منصور هادي نائب الجمهورية حينما كان يتحدث بأن الاقدار هي التي جاءت به لتحمل المسؤولية في أصعب مرحلة تعيشها اليمن .. ولم تبتعد إحدى الصحف المحلية عن الحقيقة عندما قالت عن هادي انه من رجل الواجهة إلى رجل المرحلة. ولتوضيح المزيد للقارئ فإن عبدربه منصور كان بالأمس قد وضع في منصب نائب الرئيس خلفاً للمناضل علي سالم البيض نائب الرئيس السابق الذي غادر البلاد بعد حرب صيف 94م اللعينة .. جاء عبدربه كواجهة للجنوبيين فيما صار اليوم وبعد توقيع الرئيس على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة على أثر ثورة التغيير التي فجرها الشباب في الساحات وبعد نقل الصلاحيات إليه صار رئيساً للجمهورية بالإنابة حتى الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في الـ 21 من فبراير القادم، ويعتبر هادي المرشح الوحيد لكرسي رئاسة البلاد من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه وأحزاب تكتل تحالف المشترك المعارضة إذا لم تحدث مفاجآت لا سمح الله.المتابعون للمشهد الوطني المتسارع وتراجيديا الازمة الطاحنة التي عصفت بالبلاد والعباد وادخلتها في النفق المظلم طوال الأشهر العشرة الماضية سيدركون الدور الكبير الذي لعبه نائب الرئيس الذي ساعدته خبرته وتجربته الطويلة في المراحل التي مرت بها اليمن اكان في دولة الجنوب أو دولة الوحدة ومن خلال مؤهلاته العلمية العالية والمواقع القيادية التي تدرج فيها وكذا رصيده النضالي المشرف وتعامله ومرونته وتحليه بالصبر والعقلانية كل هذه العوامل المهمة التي يتكئ عليها الرجل جعلته محط التوازن لكل الأطراف في الازمة لاحتفاظه بعلاقاته وعدم قطعه شعرة معاوية حتى مع خصومه ومخالفيه في الرأي واعتقد ان الله كان مع اليمنيين بوجود هذا الرجل الذي أجمع عليه فرقاء العملية السياسية وجنب اليمن حرباً أهلية مدمرة بالتأكيد كانت ستحرق الأخضر واليابس. اللافت أنه بعد الجهد الذي قدمه نائب الرئيس وبتعاون الاشقاء والأصدقاء ودعمهم ومساندتهم للمضي في تنفيذ المبادرة الخليجية وبعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة وقبلها اللجنة العسكرية التي يرأسها هادي وقطعت شوطاً مهماً في التهدئة ورفع الوحدات العسكرية والمسلحين وإزالة المتاريس والمؤشرات الايجابية في الأفق لانفراج الأزمة.. بعد كل هذه النجاحات يخشى كثير من المراقبين الحصيفين للوضع الرأهن أن تحدث انتكاسة أو تعود الامور إلى المربع الأول لاسيما وان نائب الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي حذر في كلمته خلال اجتماعه بحكومة الوفاق من المخاطر الجديدة التي تخرج عن المبادرة وطالب مختلف الأطراف بالحفاظ على ما انجزوا والعمل بروح الفريق الواحد وإخلاص النوايا والتخلي عن التعصب الحزبي والمناكفات وتصفية الحسابات حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وتتفجر كارثة لم تكن في الحسبان.بقي القول إن السواد الأعظم من اليمنيين وفي مقدمتهم العقلاء والنخب السياسية والفكرية يضعون آمالاً كبيرة على عقلانية وصبر وحكمة واتزان المناضل عبدربه منصور هادي ومعه كل المخلصين في إخراج البلد من المأزق الذي وصلت إليه وتجاوز ما خلفته الأزمة من دمار وجروح غائرة وآثار مأساوية في النفوس .. ويعول على هادي (شوكة الميزان) تجاوز التحديات والمخاطر والانتصار لهذا الوطن الجريح.
|
تقارير
عبدربه منصور .. شوكة ميزان
أخبار متعلقة