د. زينب حزامنقدم لقرائنا الأعزاء هذه الأغنية المشهورة للفنان القدير أبو بكر سالم بلفقيه التي وصلت إلى المستوى العربي .. أغنية ( تسلى يا قليبي) شعر ولحن أبو بكر سالم بلفقيه .تسلى يا قلبي شوف الدنيا مخلاه كم من مال يمسي لمولى غير مولاه تسلى يا قليبي وشيل الهم عنكتسلى يا قلبي وخلي الحب فنكبساعة بسط تسوى حياتك كلها آهوحب كل من يحبك وصن عهدك معاهموبادر بالرضا والوفاء تكسب رضاهمويا محلا الأحبة إذا ذاقوا المحبةبساعة بسط تسوى حياتك كلها آهيا ليلة النور هلي هلي علينا وطليويا قلبي تمتع وخذ وقتك واقنعبساعة بسط تسوى حياتك كلها آهاشتهر عمال البناء والفلاحون أثناء ضرب السيول وفي مواسم الحصاد، وكذلك العاملون في معامل إنتاج النورة وغيرهم في مواقع العمل المختلفة في حضرموت لإنشاد البيت الأول والثاني على لحن فلكوري، مما يزيد من حماسهم ونشاطهم ورفع معنوياتهم لأداء عملهم بهمة وإتقان، أما بقية هذه القصيدة فهي نظم الفنان أبوبكر سالم بلفقيه وألحانه.[c1]بين الماضي والحاضر[/c]نحن اليوم متخلفون في كل شيء، لأننا لم نبدأ اتصالنا بالحضارة الحديثة إلا منذ عهد قريب (منذ ستين سنة تقريباً) وهي فترة قصيرة جداً لم نستوعب فيها كنة الحضارة الحديثة استيعاباً كافياً.. وإذا أرادنا تحقيق مشروعنا الفني في عالم الموسيقى والغناء والفنون الجميلة من سينما ومسرح وفنون تشكيلية فإن مقياس هذا التطور يتطلب أن نسير في طريق الحضارة سيراً سريعاً، وقد كان سيرنا في الماضي يشبه الطفرة من بعض النواحي، وربما صح أن أقول إننا تقدمنا في خلال ستين سنة بمقدار ما تقدمته أوروبا خلال (100) سنة أو (200) سنة، وإذا ما قارنا وضعنا في الحاضر، بما كنا عليه في الماضي لوجدنا فرقاً هائلاً يصعب تصديقه على من لم يشهده.نحن اليوم نهتم بدراسة البحتري والمتنبي وامرئ القيس وأبي نواس، أكثر من اهتمامنا بدراسة الشعراء أبناء اليوم والمستقبل، لم نعط اهتمامنا الكافي للشاعر لطفي جعفر أمان الذي قدم العديد من القصائد الغنائية الوطنية والعاطفية والذي شكل ثنائياً غنائياً مع الموسيقار والفنان الكبير الراحل أحمد قاسم. لم نقدم الاهتمام الكافي لدراسة قصائد الشاعر الراحل محمد سعيد جرادة والشاعر الراحل إدريس حنبلة وغيرهم من الشعراء الذين قدموا أجمل القصائد الغنائية.[c1]يحيى عمر (أبو معجب). والغناء اليمني اليافعي[/c]سمي الغناء اليافعي بهذا الاسم نسبة إلى منطقة يافع إحدى مديريات محافظة لحج القريبة من محافظة عدن والمعروفة بحدة إيقاع أغانيها وخفتها، حيث إن معظم الألحان اليمنية اليافعية مبنية على إيقاع رقصة البرع المعروفة بخفة الحركة، وإذا عدنا إلى صانع تلك الألحان نجد أن مؤشرات التاريخ تتجه إلى الشاعر والملحن والمغني يحيى عمر اليافعي (أبو معجب) وينتسب إلى يافع بن رعيني الحميري ويعرف أيضاً بيحيى عمر بن مهدي الجمالي اليافعي، ونسبه إلى الجمالي جاء في قوله على لسان المطرب الراحل عوض عبدالله المسلمي:يا رب سالك بمن أركانه أربعقال الجمالي مفارق لي سنين أربعويقول الشاعر اليمني الكبير عبدالله الناخبي في قصيدته الغنائية “عظيم الشأن” من التراث اليمني القديم.عظيم الشأن يسر لي مرادي ولاطف سائلك ثم اعف عنهيأهل البيت سادات العباد وسيلة من دعاك بحسن ظنهيقول ابن الشريف ذي في فؤادي عجائب كل عاشق بجهلنهعرفت الناس خافيهم وبادي نظرت أفعالهم ما حذرت منهوجربت المحب مع المعادي وجدت على قلوبهم أكنهوإذا ضحكوا فداخلهم سواد لهم في العيب قلوباً مظملنهوخيرة ما عزمت على الفراد وعز لي عن جميع الناس جنةيسبوا الناس بألسنة حداد وعند لقاك مالك للأعنه[c1]الشباب والإبداع الموسيقي[/c]لقد أبدع الموسيقيون اليمنيون في مجال الأغنية بمختلف أنواعها، وهذا ما أعطى الموسيقيين الشباب فرصة لتطوير الموسيقى اليمنية الحديثة، وفي هذا المجال لا نستطيع أن ننكر الثقافات المتعددة التي يحتاجها الشباب من اجل تطوير الموسيقى اليمنية الحديثة، لأن الإبداع يحتاج إلى نموذج ثقافي أمثل ليس موجوداً.ويحاول الفرد أن يبحث عنه من خلال نماذج خارجية كثيرة، يحاول أن يصوغ منها موقفاً فكرياً جديداً، إلا أن هذا الموقف الفكري قد لا يكون منسجماً مع الموقف الفكري العام للأمة.والإبداع مطلب ملح وشرط ضروري للنهضة، لأنه أداة التطور والتجديد، ولا انتقال من مرحلة إلى مرحلة إلا عن طريق الإبداع، والإبداع هو الموقف أو التطور الذي يتجاوز الواقع وبلغته، هو ظاهرة محمودة ومفيدة، ويعبر عن قدرات عقلية متفوقة، إلا أن خطورة الإبداع قد تكون في بعض الأحيان ناتجة عن فوضى فكرية تسهم في إرباك النظام الاجتماعي الذي أسهمت البشرية في صياغة معالمه.والإبداع يحتاج إلى شباب يمتلك ثقافة راسخة عميقة منسجمة، لا يمكن أن تكون إلا إبداعاً حقيقياً ومفيداً، ومجتمعنا اليمني اليوم في أمس الحاجة إلى دماء جديدة في شتى المجالات الإبداعية العلمية والثقافية والفنية والسياسية.والإبداع الذي ينطلق من ثقافة راسخة عميقة منسجمة، لا يمكن إلا أن يكون إبداعاً حقيقياً ومفيداً، ونحن اليوم بحاجة إلى هذا النوع من الإبداع لكي نتمكن به من تجديد فكرها وذاتها، أما الإبداع الذي لا ينطلق من ثقافة منسجمة فمن الصعب الحكم عليه سريعاً، فقد يكون مفيداً، وغالباً يكون ناتجاً عن عدم قدرة على تحديد ملامح الاختيارات الفكرية.إن كلمة (الفن) بمعناها الشامل (موسيقى وغناء ورقص) هي في نظري كلمة قداسة فقدت معناها، وطغت عليها المادة.. بعد إن كان الإنسان يحول المادة إلى روح، أصبحت الأشياء الفنية الروحية في الأحوال المادية.. الفن اليوم فقد معناه كالكلمات الكبرى مثل الحرية والجمال والحق والخير، كل هذه الكلمات صارت مستعملة في كل مجالات الحياة التي لم يبق فيها سوى كلمتين: الجهل والكذب.