صنعاء / سبأ :أكد وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري أن القوات المسلحة والأمن هي رأس الحربة في حماية الثوابت الوطنية جنباً إلى جنب مع المؤسسات الوطنية والشرفاء من أبناء الوطن.وقال في افتتاح الندوة التي نظمها مركز البحوث والدراسات الأمنية بأكاديمية الشرطة بعنوان “دور الشرطة في حماية الثوابت الوطنية” إن حماية الثوابت الوطنية هي مسئولية جماعية ينبغي على الجميع المشاركة في تحقيقها بمسئولية وطنية عالية.. وأشار إلى التحديات التي واجهتها المؤسسة الأمنية منذ بدء الأزمة التي يشهدها الوطن اليمني، مؤكداً أن 260 شهيداً وأكثر من 3 آلاف جريح من منتسبي وزارة الداخلية ذهبوا ضحية لتلك الأحداث التي واجهها رجال الأمن من الأعمال الإرهابية والعدوانية التي كانت تستهدف بعض المشاركين في المسيرات ورجال الأمن بصدور عارية بعكس ما ينادي به المتظاهرون والتي قد تكون نتيجة لأعمال بعض المندسين ممن يريدون الإخلال بالأمن والاستقرار.وأكد وزير الداخلية أهمية الندوة التي يشارك فيها أكاديميون واختصاصيون من مختلف الاهتمامات السياسية والاجتماعية والأمنية وذلك في إطار تعزيز دور الشرطة في خدمة المجتمع.. متمنياً أن تتضمن الأطروحات والنقاشات التي تشهدها الندوة الأعمال والمهام التي تعزز من دور الشرطة في حماية الثوابت الوطنية مع إيضاح السلبيات التي كان يقع فيها بعض رجال الشرطة لتلافيها مستقبلاً.بدوره أشار مدير مركز الدراسات الأمنية بأكاديمية الشرطة الدكتور عبدالرحمن بدرالدين أهمية انعقاد الندوة في هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه الوطن اليوم والدور المنوط برجال الفكر والثقافة والأكاديميين في تعزيز دور الشرطة في خدمة المجتمع وحماية الثوابت الوطنية.
واستعرض في الندوة التي حضرها عدد من القيادات الأمنية والأكاديميين ورجال الفكر والثقافة الفعاليات التي نفذها مركز الدراسات والبحوث الأمنية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والحكومية بهدف التعريف بدور الشرطة في خدمة المجتمع، وتقديم المشورات التي من شأنها تعزيز العمل الأمني في خدمة المجتمع وحماية الثوابت الوطنية.. مشيراً إلى أن المركز عمد إلى استضافة الأكاديميين والصحفيين والكتاب في هذه الندوة بهدف إثرائها بالمواضيع التي تسهم في التعريف بالدور الكبير الذي يقع على عاتق رجال الشرطة في خدمة المجتمع .بعد ذلك عقدت الجلسة الأولى من الندوة برئاسة العقيد الدكتور عبدالله القيسي القائم بأعمال رئيس أكاديمية الشرطة مدير كلية الدراسات العليا والتي احتوت على ثلاث أوراق عمل الورقة الأولى قدمها الدكتور عبد الخالق الصلوي تحت عنوان (الثوابت الوطنية مفهومها وإطارها التشريعي وتحدياتها) فيما كانت الورقة الثانية التي قدمها الدكتور يحيى الصرابي تحت عنوان (القيم الإنسانية السلوكية للشرطة ودورها في تعزيز الثوابت الوطنية) أما الورقة الثالثة التي قدمها الدكتور عادل الشجاع فكانت تحت عنوان (منظمات المجتمع المدني ودورها في إرساء السلام الاجتماعي).
وفي الجلسة الثانية من الندوة التي عقدت برئاسة اللواء عبدالرحمن البروي وكيل وزارة الداخلية لقطاع خدمات الشرطة تم استعراض ومناقشة أربع أوراق عمل الأولى كانت ورقة عمل مقدمة من الأستاذة نبيهة الحيدري تحت عنوان ( الإعلام الأمني ودوره في تعزيز الثوابت الوطنية) فيما كانت ورقة الدكتور فتحي السقاف تحت عنوان (رؤى منظمات المجتمع المدني للأزمة اليمنية وآثارها على الأمن القومي) أما الورقة الثالثة فقد كان للباحث الدكتور قائد بن قائد بعنوان ( الممارسة الديمقراطية في ظل التشريع) وكانت الورقة الرابعة والأخيرة للدكتور أمين الحذيفي تحت عنوان (دور منظمات المجتمع المدني في حماية الثوابت الوطنية).وأثريت هذه الأوراق بالنقاش المستفيض والمشاركة الواسعة فيه من المشاركين في الندوة.وخلص المشاركون في الندوة إلى مجموعة من التوصيات أكدت أهمية تفعيل ووضع نصوص قانونية تجرم الدعوة إلى المساس بالثوابت الوطنية مع تحديد العقوبات التي توقع على من يخالفها، والعمل على تبصير الرأي العام بالحدود المسموح بها في التعبير عن الرأي وممارسة الحقوق بما يتفق مع الأنظمة والقوانين، وضرورة قيام المؤسسات الدينية بدورها في توعية أبناء المجتمع بالثوابت الوطنية وأهمية الحفاظ عليها والتحذير من خطورة الخروج عنها.وأشارت التوصيات إلى ضرورة عقد مؤتمر وطني تحضره مختلف الفعاليات الوطنية من باحثين ومختصين وأكاديميين من مختلف الجهات الحكومية للخروج بتوصيات وآليات تنفيذية من شأنها تعزيز الثوابت الوطنية وتفعيل دور مؤسسات المجتمع كالمدارس والمراكز الشبابية والمنتديات العلمية والثقافية للقيام بدورها المهم في نشر الوعي لدى الشباب بأهمية الثوابت الوطنية والحفاظ عليها.ودعت التوصيات إلى تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في توعية المواطنين وتعريفهم بالثوابت الوطنية وأهميتها في الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع ، وتضمين الثوابت الوطنية في المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية وتعزيز مفهوم الولاء الوطني لدى النشء واحترام تلك الثوابت وتطبيقها في حياتهم ، و العمل على رفع المستوى المهني والمعيشي والصحي للعاملين في جهاز الشرطة لما لذلك من رفع للروح المعنوية وتعزيز الشعور بالرضا الوظيفي لدى رجل الشرطة الأمر الذي يدفعه لتقديم خدمات أمنية متميزة تساعد على حماية الأمن والاستقرار في المجتمع وتصون الثوابت الوطنية.وشددت توصيات الندوة على ضرورة بناء قدرات منتسبي الشرطة بما يتوافق مع التحديات الأمنية على الصعيدين الوطني والدولي وتعزيز الحماية القانونية لهم، والحرص على توعية وتثقيف منتسبي الأجهزة الأمنية بالنصوص القانونية وآلياتها التنفيذية فيما يتعلق بالثوابت الوطنية والوسائل المثلى للحفاظ عليها حتى يكونوا أكثر التزاما بها، وتفعيل دور الإعلام الأمني مع الحرص على تأهيل وتطوير الكوادر الإعلامية بما يتناسب مع المتغيرات المحلية والدولية.كما دعت إلى التنسيق بين الإعلام الأمني ممثلاً بالعلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية وكذا الإعلام العسكري ممثلاً بالتوجيه المعنوي للقوات المسلحة وبين الإعلام التربوي بغية تعزيز الولاء الوطني.