في هذه الأيام المباركة من عيد المسلمين التي نعيش فيها نحن اليمنيين تحديداً عيد الأضحى المبارك وسط مخاوف حقيقية من استفحال الأزمة الطاحنة وتفاقم الأوضاع ونزيف الدم اليمني الذي يسكب في أكثر من مكان.. ومع هذا المشهد التراجيدي المتسارع من الأحداث والمفاجآت إلا أن السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب الصبور المكافح قضى أيام العيد بين أطفاله وأسرته بمن فيهم النازحون من محافظة أبين المنكوبة والمغدور بها يعيدون في أماكن الشتات بمدارس عدن ولحج وغيرها رغم الظروف الإنسانية والمنغصات الشديدة التي حطمت حياتهم وغيرت مزاج العيد الفرائحي الذي تعودوا عليه طوال حياتهم.. لكنه في هذه المناسبة السامية كان لا بد لنا أن نتذكر أولئك الأبطال الأشاوس من أبناء القوات المسلحة والأمن عامة وعلى رأسهم مغاوير اللواء (25) ميكا في محافظة أبين الذين يقضون اسعد لحظات العيد وهم في خنادق العز والشرف والرجولة بالمتارس لمواجهة أعداء الوطن وأمنه واستقراره من الجماعات الإرهابية المسلحة والبلاطجة المأجورين الخارجين عن القانون والدين والأخلاق والأعراف. الثابت أنني عندما أخص هنا منتسبي اللواء (25) ميكا بقيادة المناضل البطل العميد ركن محمد عبدالله الصوملي قائد اللواء أن لذلك معاني ودلالات واضحة العيان ولا تحتاج إلى ذكر التفاصيل للقارئ الذكي فهذا اللواء المغوار والقائد الجسور العميد الصوملي وحده من استبسل وقاتل بشجاعة نادرة - ذلك الجيش الجرار من الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها ( أنصار الشريعة ) التي حشدت له من كل محافظاتها ومن جنسيات عربية وأجنبية مختلفة وتمتلك الأسلحة القاتلة والعقيدة والإرادة والكفاءة القتالية العالية كونها مدربة ومؤهلة في تنفيذ العمليات الهجومية والانتحارية معاً.. حاصرت اللواء (25) ميكا بعد اجتياحها لمعقل السلطة الرئيسي السياسي والإداري زنجبار عاصمة أبين في الـ 27 من مايو أيار الماضي وخاضت مع مقاتليه أشرس واعنف المواجهات ورغم هروب الأجهزة الأمنية ونزوح المواطنين بالكامل من المدينة وخلو الجو للمسلحين بقي اللواء (25) ميكا صامداً مستبسلاً بالمرصاد للحصار والهجوم الغاشم من المسلحين .. زهاء (100) يوم حتى فتح الحصار عنه في (10) سبتمبر وكان أفراد وضباط وقائد اللواء (25) ميكا يقاتلون بإيمان راسخ بعد أن أخذوا على أنفسهم العهد واليمين بعدم الاستسلام حتى آخر جندي.اليوم وبعد زهاء نصف عام وفي هذا العيد مازال اللواء (25) يخوض المعارك الضارية ويحقق الانتصارات على الأرض ضد المسلحين الذين يتكبدون يوماً بعد يوم خسائر فادحة في العتاد والأرواح ومع أن هناك بعض الوحدات العسكرية التي جاءت من الألوية لمساندته إلا أنها مازالت في مواقعها ولم تحقق التقدم الذي يحفزها لدخول زنجبار حتى الآن.. وحده اللواء (25) ميكا بقيادة البطل الصوملي يقف قلب المعركة يخوض الحرب وفق تكتيك مدروس استطاع أن يجبر الجماعات المسلحة وقياداتها على الشهادة له بأنه مستحيل السقوط والاستسلام بعد أن عرفوا بقدرات القائد الصوملي ومقاتليه الصناديد المحصنين من الخوف من الموت.. يتميز العميد محمد الصوملي بملكة قيادية كبيرة ويقف على الدوام في أوساط مقاتليه برمال الصحراء متحملاً قساوة الطبيعة ويتلذذ بالمعاناة وهو الحافز المعنوي لأولئك الرجال.. قدم اللواء (25) ميكا حسب الإحصائية الأخيرة (97) شهيداً وأكثر من (450) جريحاً من الضباط والأفراد .. في عيد الفطر كانوا بالمتارس صامدين وفي عيد الأضحى بالمتارس أيضاً.. هناك من القيادات المتخمة من تعيد في منازلها بينما اللواء (25) ميكا وقائده الصوملي يتقاسمون المعاناة والفرحة فوق الواجب الوطني المقدس.
|
تقارير
أشاوس يعيدون بالمتارس
أخبار متعلقة