د. مهدي أحمد الحاج عميد كلية الصيدلة بعدن:
عدن/ 14 أكتوبر: مع بدء العام الدراسي الجامعي الجديد 2011 ـ 2012م كان طلاب مختلف كليات جامعة عدن يتسابقون في الوصول إلى مقاعد الدراسة والتحصيل العلمي.. وكانت امتحانات القبول للمستجدين تجري هنا وهناك بحثا عن مقعد جامعي جديد، في حين كان الكثير من أولئك الذين هجروا مقاعد الدراسة في العام الدراسي السابق بسبب الأوضاع السياسية المتأزمة في مختلف ربوع الوطن يتناوبون البحث عن إجابات حائرة على أسئلة قلقة بشأن وضعهم ومستقبلهم.لكن الإرادة المخلصة والعمل الجاد من أجل الصالح العام وفي سبيل ضمان مستقبل الجيل القادم كانت قد تكللت بإجراءات عملية وضعت إجابات شافية لتلك الأسئلة فانفرجت أسارير الطلاب.. بعض من تلك الإجابات بحثنا عنها في كلية الصيدلة بجامعة عدن وتحدثنا بشأنها مع الأستاذ مشارك الدكتور/مهدي احمد الحاج باعوضة عميد كلية الصيدلة، الذي رحب بالصحيفة مشيدا بدورها في خدمة المجتمع وقضاياه وهمومه المعاشة ومتابعتها لكل النجاحات الوطنية المحققة، وكانت هذه الخلاصة.ڑ د. مهدي كيف تبدو لكم الصورة التعليمية في كلية الصيدلة وأنتم تستقبلون العام الجامعي الجديد؟.ڑ ڑ الصورة اليوم تبدو أكثر نقاءً وتألقاً من الأمس.. فبعد أن عانى التعليم ما عاناه بالأمس -مع الأسف- وبعد أن تقطعت به السبل نتيجة الأوضاع السياسية المتأزمة التي يشهدها الوطن والتي كنا نتمنى أن لا تتعدى حدود النظام والقانون وان لا تصل إلى التعدي على المصالح العامة والخاصة.. وان لا تؤثر في سير العملية التعليمية باعتبارها حقا من حقوق الطلاب وحدهم، وهي أداة تحصين للوطن ومصالحه المتأتية عن طريق جيل وطني مسلح بالعلم والمعرفة.. لكن ذلك الاختراق تجاوز حدود الممكن والمسموح.. واثر سلبا على العملية التعليمية وشتت جهود الطلاب والهيئة التعليمية وحرم الكثيرين منهم حق التحصيل والمثابرة والتخرج وأضاع عاما دراسيا ما كان يجب أن يضيع خصوصا ان عددا كبيرا من أولياء الأمور يعانون الأمرين في سبيل تعليم أبنائهم وفي سبيل رؤيتهم وقد حصلوا على شهاداتهم العملية وأكملوا دراساتهم الجامعية ومن المجحف أن يتحملوا عناء سنة ضائعة.اليوم اختلفت الصورة بعد أن ترسخت كثير من المفاهيم الصحيحة وبعد أن أدرك الطلاب حقيقة الموقف وبعد أن فهم الكثيرون من الأساتذة في الهيئة التعليمية المساعدة أهمية الانحياز للصالح العام.. لصالح العلم والمعرفة.. ومن اجل المستقبل فعاد الطلاب إلى مقاعد الدراسة بكل جد واجتهاد وعاد أعضاء الهيئة التعليمية المتغيبون.. بل أن الإقبال فاق كل توقعاتنا وتضاعف أكثر مما كنا نتوقع حتى إننا أحرجنا أمام طلبات القبول المتزايدة ووقفنا عاجزين أمامها.ڑ كيف تعاملتم مع نتائج العام الدراسي السابق بما افرزه من نتائج في الجانب العلمي وما سببته حالة الإرباك والتغيب؟.ڑ ڑ كنا منذ البداية في الهيئة التعليمية والهيئة المساعدة حريصين جدا على مصالح الطلاب أولاً وأخيراً وعلى جودة ومكانة تحصيلهم العلمي.. وبدعم ورعاية وتوجيهات الأخ الدكتور/عبدالعزيز صالح أحمد بن حبتور رئيس جامعة عدن ومعالي الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي عملنا على تجاوز العديد من المعوقات والمشكلات التي برزت أمام عملنا وكان أن اتخذنا القرار الأكاديمي باعتماد هذا العام الدراسي بثلاثة فصول بدلا من فصلين وفي الفصل الإضافي سيعمل الأساتذة والأساتذة المساعدون على استيفاء المواد الدراسية والمقررات التي لم يتمكنوا من استيفائها في العام المنصرم حرصا من الجميع على حق الطالب في التعليم والمعرفة والتحصيل العلمي الكامل الذي يؤهله لنيل شهادته بكل جدارة واقتدار.. وهي فرصة أيضاً للطلاب وأولياء الأمور معا للاهتمام الأكبر بما هو قادم والعمل معا في سبيل تحقيق ما هو مأمول وتعويض ما فات بسبب الأوضاع الراهنة.علما بأننا نسعى من خلال ذلك الإجراء إلى تحقيق مصلحة هؤلاء الطلاب ومستقبلهم ومصلحة الوطن الذي يحتاج من الجميع هذا الجهد.. وليس بحثا عن مصالح خاصة.ڑ في إطار متابعتنا شاهدنا عن قرب ذلك الاندفاع الكبير من قبل الطلاب للتسجيل في كلية الصيدلة حتى إنكم اعتذرتم للكثيرين بعد أن تجاوز عدد المقبولين الضعف.. مع العلم أن المنشأة التعليمية في كلية الصيدلة وخصوصا قاعة التحصيل تعجز عن استيعاب هذا الكم من الطلاب.. فما هي المعالجات المطروحة؟.ڑ ڑ نحن في كلية الصيدلة نجد أنفسنا عاجزين أمام كل تلك الطلبات التي يحتاج أصحابها الالتحاق بهذه الكلية لما لها من سمعة طيبة ولما لشهادتها من مكانة علمية رفيعة على مستوى الداخل والخارج.. ومع ذلك نحن نعمل على تجاوز كثير من الصعوبات التي تواجهنا خصوصا في جانب القاعات والمختبرات العلمية في سبيل توفير المناخ المناسب للطلاب الملتحقين بهذه الكلية وعلى هذا الطريق جاءت توجيهات الأخ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن بالانتقال إلى المبنى الجديد للكلية الذي تتسع قاعته الكبرى لأكثر من خمسمائة طالب وطالبة بعد استكمال عملية الربط الكهربائي لهذا المبنى وهو ما سيتيح لنا التعاطي مع العام الدراسي الجديد بكل انسيابية ونظام واستقرار، الأمر الذي سيحقق للطلاب فرصة التحصيل العلمي بكل أريحية وهدوء وما نأمله أيضاً تجاوز بعض الصعاب الماثلة أمام عملنا بمزيد من دعم الأخ رئيس جامعة عدن ووزير التعليم العالي وكذا أولياء أمور الطلاب الذين ينبغي أن يكونوا سندا لأبنائهم في سبيل التعليم والتحصيل العلمي حتى تكون مخرجات هذه الكلية بمستوى الطموحات التي نحملها جميعا ونجتهد في أن تكون أعظم ما نقدمه لهذا الوطن العزيز والغالي على نفوسنا جميعا.