هناء زايد هل قلت إنني أهوى كتابة القصص؟؟ ذلك قول يحتاج إلى مراجعة !! أتذكر قصة تلك العناكب الصغيرة التي كتبتها وأنا طفلة، مازلت أتذكر أحداثها الهزلية المضحكة وكأني مهرج يود إضحاك الجمهور معلمة صفنا الأستاذة (سعيدة ) ذات النظارات السوداء الكبيرة والشعر الأجعد طلبت منا في تطور غير معهود أن نكتب قصة !!ويوم أبهرتها أحرف قصتي الصغيرة قالت لي بنظرات غاضبة:- من أين سرقت هذه القصة يا ماكرة؟!! أقسمت لها بأغلظ الأيمان بأني أنا من كتبت القصة، لم أفهم في وقتها كيف يمكنني أن أسرق قصة ؟؟ وهل القصص شيء يسرق يا أستاذتي الدفتر دفتري والقصة قصتي ولم أسرقها من إحدى الطالبات، حدقت بي بنظرات فاحصة وكان أن منحتني درجة أقل من صديقتي ( رانية ) رغم قبح قصتها لأنها تظنني سارقة !! كنت أبكي وأتساءل في صمت رباه كيف تسرق القصص !!.كرهت كتابة القصص بعد الأستاذة سعيدة خوفاً من الاتهام بالسرقة. ويوم أصبحت صبية يافعة كتبت قصة جديدة لكن والدي ظن قصتي حقيقة وطوقني بحبال رقابة شديدة وأخذ يسألني كل ليلة عن ولد الجيران الذي تحدثت عنه ،وعندما أقسمت له بأغلظ الأيمان بأني لا أعرفه ولم أشاهده يوماً لم يصدقني...وقال لي كيف تريدينني أن أصدقك وملامح ابن الجيران تتطابق مع أوصاف بطل قصتك..!!.مزقت قصتي ليرتاح والدي ولم أعد لارتكاب هذا الإثم من جديد !!.راودتني شهوتي لكتابة قصة،. سخروا مني...ورموني بأبشع التهم قالوا بأني متحررة، وأحارب أحكام الله !! و أشجع على التمرد و والخروج على القانون !!كرهت أبطال قصتي التي كتبتها وأحسست ببشاعتهم وقبح وجوههم وكأنهم مارقين يجب أن يزج بهم إلى غياهب السجون !!عندما عرفته قرأ قصة من قصصي وبدأت الظنون تلعب برأسه من هو ذاك البطل الذي في قصتك ؟؟ ومتى عرفته ؟؟وكيف اختطف قلبك ؟؟ أقسمت له بأغلظ الأيمان بأنها قصة وبأن البطل لا وجود له إلا في ثنايا قصتي لكنه أصر بأنه في ثنايا قلبي، طلب مني أن اختار بينه وبين كتابة تلك القصص لأن غبار قصصي سيلوث سمعته ولن ترحمه ألسنة الناس !! لا زلت أفكر في ارتكاب غواية كتابة قصة من جديد لكنني أخشى اتهامات الشرطي وأخاف أن يطير الحظ وأن يغضب مني لأجل قصة !!.
أخبار متعلقة