كتب /موسى الحمدلينا عبد الله الحمو-من مواليد 1984 - انطلاقة جديدة في الفن التشكيلي . ومن مؤسسي جمعية ماري للثقافة والفنون خريجة معهد إعداد المدرسين بالرقة قسم الرسم ولها نشاطات أخرى متنوعة .ربما تكون البداية للفنانة لينا ولكنها بداية موفقة ،تحاول من خلال تشكيلاتها أن تدخل العوالم الحسية والفكرية الخاصة بها فهي تعمل عبر فرشاتها المتأنية على تقسيم اللوحة لمساحات ومقطوعات متفاوتة ومتنوعة ضمن أجواء باردة وساخنة متوافقة ومنسجمة ومتكاملة ،حيث نتابع من خلال لمساتها الفنية التأني والاستغراق والتأمل في اللوحة .بعيداً عن الشطحات والارتجالات وتؤلف بألوانها وتستنتج خلاصتها فالمنمنمات والتنقيطات المزركشة والتفاصيل الدقيقة لاتستطيع التخلي عنها والجهد والتعب واضح يكللها النجاح .إن اللوحة لدى لينا هي حقيبة من الأسرار الداخلية المغفلة، تمتعك بالرغم من تكثيف مفرداتها وتفاصيلها وأجمل مالمست فيها ذلك الحس المرهف الشفاف ،فهي تستخدم ألوان الكواش بتقنية متميزة وهي مادة صعبة ويجب التعامل معها بحذر .لذلك دائماً نجدها تعمل على النفس الطويل والتروي .والرسم عند لينا عبد الله الحمو ليس مجرد رسم خطوط وأشكال وألوان وغيرها من ذلك بل تتفاعل معها بقلب مفعم بالحساسية.إنها النفس التواقة للجمال ومداركه، وصدقها من خلال اختلاجاتها الداخلية هو سر نجاحها .لقد جسدت مجموعة من الأعمال الفنية تعبر فيها عن الحالات الإنسانية بكل أشكالها وألوانها وأفكارها بأسلوب رائع وجميل لاستشفافاتها البيانية التي تتوج فيها عذوبة اللون وسحره، إنها تجرب وتحاول النهوض بفن راق يستحق التقدير. زرتها إلى منزلها حيث أحضرت لي مجموعة من الأعمال التي رسمتها بعد أن شاهدت مشاركة لها مع جمعية ماري للثقافة والفنون وكانت الفنانة الوحيدة المشاركة في هذا المعرض .فالفنانات في محافظة الرقة هن قلة لذلك كانت محط اهتمامي للكتابة عن تجربتها المتميزة .وإذا ماقدر لهذه الطاقة بالاستمرار والمتابعة والتواصل مع الفن فإننا سنجدها في يوم من الأيام فنانة في مقدمات الفنانات في سورية .ونأمل من جمعية ماري للثقافة والفنون احتضانها ومساعدتها لإقامة المعارض لها حسب الإمكانيات المتوفرة.وفي ختام حديثي لايسعني إلا أن أقدم تمنياتي للفنانة لينا عبد الله الحمو بالنجاحات القادمة والعطاءات المتواصلة والمستمرة التي ترفد الحركة التشكيلية بالرقة .
