أضــــواء
أكثر من عمل درامي في رمضان وفي غير رمضان يعرض العنف المنزلي الذي تتعرض له المرأة في المجتمع الخليجي ، ولقد سألني أحد الشباب الصغار عن حقيقة وأبعاد هذا العنف وفيما إذا كان ما تعرضه المسلسلات حقيقة أم مبالغات لأغراض فنية أو لأغراض أخرى ؟ كما تعرض بعض المسلسلات صورaة متناقضة وغير منصفة للمرأة الإماراتية التي يفضل الرجل الزواج عليها بامرأة عربية أو أجنبية.حيث يتم تقديم المرأة الأخرى على أنها على جانب كبير من الذوق واللباقة والأناقة والاهتمام بالرياضة والجمال في موازاة المرأة الإماراتية التي تقدم بشكل سيئ : فهي سليطة اللسان وبدينة ولا تهتم بمظهرها، ولا علاقة لها بالحياة الحديثة ، وهذه نظرة قديمة جداً بل ومتخلفة ، والأكثر أنها نظرة سلبية وفي غير صالح المرأة، وكان بإمكاننا قبولها قبل 20 سنة، أما اليوم فنساء الإمارات يعلمن نساء العالم الأناقة والذوق الرفيع والاهتمام بالمظهر وإدمان الرياضة والاهتمام بالزوج والأبناء و...إلخ .للأسف فإن بعض كتاب الدراما التلفزيونية لايزالون أسرى النظرة البالية القديمة أو أنهم بعيدون عن تحولات الواقع الحالي للمرأة الإماراتية ، هذه المرأة التي ليس شرطاً أن تعرض جمالها وأناقتها وما تمتلكه من مميزات وثقافة على الناس في الشارع أو في أماكن ومكاتب العمل ، وإذا كان كتاب الدراما ينقلون تجارب من بيئات معينة أو من تجارب خاصة فليس من حقهم تعميم ذلك على المرأة الإماراتية ووضعها في مقارنة ظالمة دائماً مع نساء من جنسيات عربية مختلفة لإعطاء بعض الرجال الغطاء الشرعي للخيانة أحياناً وللزواج مراراً وتكراراً أحياناً أخرى بحجة أن زوجته الإماراتية لا تجيد فنون التعامل اللبق معه أو لا تعرف كيف تدلعه أو تطهو له أو تلبس أو تعتني بجمالها وأناقتها أو ....كل هذه الخزعبلات بحاجة إلى مراجعة حقيقية ليس من منطلق التحيز للمرأة أو التعصب الجنسي لها ، ولكن لأن للقضية أبعادا خطيرة ، فأولا هذه الأعمال تروج لثقافة سلبية وقاهرة ضد المرأة، وثانياً تعمل هذه الثقافة على إباحة وتبرير الكثير من السلوكيات الخاطئة لدى بعض الرجال ، وثالثاً تمنح التفوق للأخريات على ابنة الإمارات في أمور أخرى غير الزواج كالتجارة والوظيفة و... ورابعاً أن هذه الصورة النمطية تسلب الأم والزوجة والأخت الإماراتية حقها وتميزها وفضلها على الرجل ابناً وزوجاً وأخاً وهذا له دور في تقليل الهيبة والمكانة.المسألة ليست مباراة في إثبات من هي الأفضل الأجنبية والعربية أم الإماراتية ، فلكل نساء الدنيا مميزاتهن وجمالهن الخاص، لكننا هنا بصدد التساؤل المشروع عن الهدف وراء تشويه صورة الإماراتية تحديداً في أعمال تجد لها شعبية بين أفراد المجتمع ، هذه الشعبية قد تشكل مدخلا لقبول كل الأفكار الجيدة والسيئة وبالتالي تتحول هذه الأفكار الى ثقافة سائدة يقتنع بها الأفراد ويعتمدونها سواء هنا في الداخل أو في الخارج ، ولو أن هذه الثقافة صحيحة لما تحدثنا لكننا نعلم أن هناك قدراً من التعاطي المبسط أو الساذج لدى بعض كتاب الدراما للأسف بهدف تقديم أعمال ضاحكة وخفيفة على حساب قيم وثقافة ورموز مهمة للأسف .[c1] صحيفة ( الاتحاد ) الإماراتية