في خطبتي جمعة (الاصطفاف الوطني) .. الشيخ رزق شايع :
صنعاء / سبأ:أدى ملايين اليمنيين أمس صلاة “ جمعة الاصطفاف الوطني لحماية الشرعية الدستورية “ في أمانة العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية. وفي خطبتي صلاة الجمعة بجامع الصالح بالعاصمة صنعاء حث الخطيب فضيلة الشيخ رزق شايع كافة أبناء اليمن على التقوى والاعتصام بحبل الله ونبذ الكراهية عملا بقوله تعالى “ [c1]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم ْبِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّار ِفَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”، وقال تعالى “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”. [/c]
وقال خطيب الجمعة “اعلموا أن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وان من أعظم النعم واجلها أن هدى الله هذه الأمة المرحومة الميمونة لمثل هذه الخواتم المباركة والأيام والليالي الفاضلة التي فيها ترفع الدرجات وتزاد الحسنات وتقل العثرات “. وتابع “ إن في هذه الأيام والليالي الفاضلة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف مبشرا لأصحابه وأحبابه ويقول لهم «أتاكم شهر رمضان فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين» وقال «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
وقال «إن في هذا الشهر المبارك ليلة من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ومن أدرك خيرها فقد أدرك الخير كله» فتعرفوا عباد الله لنفحات المولى جل في علاه ورحماته وفضله وامتنانه”. ومضى الخطيب شايع قائلا” أن نعم الله لا عد لها ولا حصر ولكن الله جل وعلا في هذه الأيام المباركة أتم لنا الفرحة وزاد لنا من فضله وإحسانه فبشرنا وأقر أعيننا برؤية ولي أمرنا ومن معه من أركان الدولة بسلامة وعافية وهذا من فضل الله علينا وإحسانه”. وأضاف” أتى شهر رمضان المبارك ليعلم الأمة آداباً وأحكاماً ويجمع شملها ويوحد صفها وكلمتها، أتى هذا الضيف المبارك ليقول للأمة بأسرها أن رحمة الله قريب من المحسنين وأتى ليذكر الأمة بأعظم نعمة تعيشها وباعظم نعمة امتن الله عليها بها على خير خلقه واشرف الخلق إليه قال تعالى “واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا” أتى هذا الشهر الكريم ليذكرنا بهذه النعمة العظيمة التي ننعم في ظلها وينغص عيشها أناس لا خلاق لهم يريدون أن يسلبوا الأمة هذه النعمة ويبدلوها فرقة وشتاتا وخوفا ورعبا”. وقال خطيب جمعة الاصطفاف الوطني” إن هذا الضيف المبارك يذكر الأمة بهذه النعمة ليذكرها بنعمة التحاكم إلى شرعه جل في علاه ،عباد الله ألا نرى الصائم والقائم خاشعا وخاضعا لله فيمتنع عن الطعام والشراب استجابة لأمر الله ثم بعد ذلك يقبل على الطعام والشراب استجابة لأمر الله وفي ذلك أعظم دلالة على أن الأمة في قليلها وكثيرها في ذليلها وحقيرها لا تتحرك ولا تسكن ولا تأكل ولا تشرب إلا بتوجيه من الله وأمر منه وفي ذلك عباد الله أعظم الدلالة على وجوب التحاكم إلى شرع الله في صغير الأمور وكبيرها”. وتساءل الخطيب شايع قائلا “إذا كان وجوبا على الصائمين القائمين الراكعين ان يتحاكموا إلى الله والى شرعه في طعامهم وشرابهم فكيف بمصير أمتهم ووحدتهم وأمنهم وإيمانهم؟ روى الإمام مسلم في صحيحة أن نبينا صلوات ربي وسلامة عليه يقول “إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فان سابه احد أو شاتمه فيلقل إني صائم “ما أعظمها من أخلاق وما اجلها من تعاليم يعلمنا ربنا جل في علاه أن نضبط الأقوال والأفعال والحركات والسكنات ، نتأمل في هذه الكلمات المقدسة من كلام من لاينطق عن الهوى ،فلا يسخط أي لا يرفع صوته في هذا الشهر الكريم وإذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام قد حذر وانذر أن يرفع الصائم المسلم صوته فكيف تتعالى أصوات بإباحة الدماء ،أي جرم أعظم من أصوات تنعق وتدعو إلى الفرقة والشتات وتخريب البلاد وتعطيلها واستباحة الدماء المحرمة وقطع الكهرباء الذي تسبب في موت الأبرياء فكم من أطفال ماتوا في الحضانات وكم من أناس ماتوا في المستشفيات وكم من مصالح للمسلمين توقفت ودمرت بسبب تلك الأصوات التي تعالت ولم تتحاكم إلى شرع الله ولم تستجب لأمر الله و رسوله”. كما تساءل “ أي الأصوات أعظم جرماً صوت يدعو إلى رفع الأسعار وتعطيل المشتقات النفطية ومنعها من الناس أي الأصوات أعظم حرمة؟ صوت يدعو إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء في هذا الشهر المعصوم الذي أتى يعلم الأمة الرحمة والتسامح والإخاء”. وقال “عباد الله ما مات نبيكم عليه الصلاة والسلام إلا وقد علم الأمة آداباً وأحكاماً وحذر من أناس يدعون إلى الفرقة والشتات فلا تعجب عبد الله ممن تعالت أصواتهم للتخريب والتدمير وسفك الدماء وتعطيل البلاد فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا وأموراً تنكرونها قالوا وما ذاك يا رسول الله قال دعاة على أبواب جهنم دعاة إلى تخريب البلاد وتعطيلها دعاة إلى تضييع وحدة المسلمين وأمنهم وإيمانهم دعاة إلى قطع الكهرباء إلى قطع معاش الناس ومأكلهم ومشاربهم، فقال عليه الصلاة والسلام “دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها “. وأضاف خطيب الجمعة “نحتاج عباد الله ونحن نستمع إلى هذا الحديث قلوباً واعية وقلوباً خاشعة مخبتة منيبة يقول صلى الله عليه وسلم “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” فهل تأملتم بقلوب حية في هذا الحديث العظيم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ». واستطرد” يا من تدعون إلى تخريب البلاد وتعطيلها ليس لله حاجة في أن تدعوا الطعام والشراب يا من تقطعون الكهرباء وتتسببون في موت الأبرياء ليس لله حاجة في أن تدعوا الطعام والشراب يا من رفضتم تحكيم القرآن والسنة والعودة إلى وحدة الأمة ليس لله حاجة في أن تدعوا الطعام والشراب يا أصحاب المجلس الانتحاري والمجلس الانتقامي ليس لله حاجة في أن تدعوا الطعام والشراب ،نسمع أصواتاً ترتفع تريد الانتقام يا ترى من ماذا والى ماذا تريد الانتقال ،من وحدة المسلمين إلى فرقتها وشتاتها، تريد الانتقال من الأمن والإيمان إلى الكفر والنفاق تريد الانتقال بالدماء المعصومة إلى سفكها واستباحتها تريد الانتقال من الأمن في الأوطان وبساطة العيش الذي يعيشه الناس وهم في امن واستقرار إلى خوف ورعب إلى خوف وهلع هذا الانتقال الذي يبشر الناس به انتقال من الألفة والمحبة إلى البغضاء والعداء انتقال من الوحدة والوئام إلى القتل والقتال يريدون أن ينتقموا من يمن الإيمان”. وقال” إن هذه دعوة إلى الانتقام ممن قال فيهم عليه الصلاة والسلام “أني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن أتاكم أهل اليمن هم ارق أفئدة وألين قلوباً” يا الله فمن أين جاءت هذه القلوب المتحجرة من أين استوردت هذه القلوب البائسة؟ قلوب لا تعرف الرحمة قلوب ملؤها الحقد والكراهية ، قال عليه الصلاة والسلام “يخرج فئات من الناس في آخر الزمان ألسنتهم أحلى من العسل ،قلوب الشياطين في جثمان الإنس”. وأكد خطيب جمعة الاصطفاف الوطني أن الدعوة إلى التخريب والتعطيل دعوة لا أصل لها في ديننا وهي من أصل دعوة اليهود والنصارى وقال “ ان امتنا امة مرحومة ميمونة خصها الله برقة قلبها ولين أفئدتها فالحفاظ الحفاظ على ذلك الوسام وعلى ذلك الشرف الذي ألبسنا اياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ووضع على رؤوسنا تاجاً لا يخلع إلى يوم القيامة فالحفاظ الحفاظ على هذه الذروة وعلى هذا الشرف والمكانة “. وقال “ بعدا وسحقا لمن لم يعده هذا الشهر إلى رشده ولم يعد له إيمانه الذي سلب منه بعدا وسحقا لمن لم يكن هذا الشهر الكريم نبراسا يغير فيه أقواله يراجع فيه أفعاله يحاسب فيه نفسه ليس عيبا العودة والرجوع، فندعو كل من أغواه الشيطان إلى أن يعود إلى رشده في شهر الرحمة وفي شهر التوبة وفي شهر الصفح والعفو والمغفرة الذي أتى يحمل معه العتق من النيران ،فليس عيباً وليس عاراً أن تستحي فئات من الناس أن يعودوا إلى رشدهم”. وأضاف “ إن دعاة الفرقة والشتات ودعاة القتل والقتال يعلمون يقينا في صدورهم أنهم على انحراف وأنهم على ظلال وليس عيباً ولا عاراً أن يعودوا إلى رشدهم وان يتوبوا إلى ربهم فندعو المسلمين عامة حكاماً ومحكومين رجالاً ونساء إلى أن يعودوا إلى ربهم وان يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا على قلب رجل واحد فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا فيجب أن نكون جسدا واحداً على قلب رجل واحد وان نحذر جميعا ممن دعا عليهم جبريل عليه الصلاة والسلام وامن نبينا صلوات ربي والسلام عليه عندما قال “فسحقا ثم سحقا فبعدا ثم بعدا لمن يغير ويبدل ولمن لم يغير رمضان في سلوكه وأخلاقه فيجب أن يكون هذا الشهر الكريم نقطة محاسبة نراجع فيها أقوالنا وأفعالنا وأخلاقنا ومعاملاتنا”. ودعا الله العلي القدير أن يقر أعين اليمنيين بعودة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قائلا” نتوجه إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح شاننا وان يعيد لنا ولي أمرنا صحيحا معافى مظفرا منصورا ،كما نرسل برقية شكر وعرفان إلى صاحب السمو الملكي خادم الحرمين الشريفين لما قدموه ويقدمونه تجاه قيادة وشعب اليمن”. ووجه رسالة إلى أحزاب (اللقاء المشترك) قائلا” إننا نرفع إليكم أيادي الإخوة والصفاء والمحبة والنقاء ونقول لكم عودوا إلى رشدكم توبوا إلى ربكم واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ،نقول لهؤلاء جميعا اتقوا دعوة المظلومين اتقوا دعوة الأرامل واليتامى اتقوا دعوة الفقراء والمساكين لأن الظلم يرجع عقباه إلى الندم ،نقول لهؤلاء جميعا اتقوا دعوة الصائمين القائمين الراكعين الساجدين فللصائم دعوة لا ترد اتقوا دعوة الصائمين القائمين الراكعين الساجدين نمد إليكم أيادي الشفقة والرحمة عودوا إلى وحدتكم عودوا إلى صفكم ورشدكم عودوا إلى تحكيم كتاب ربكم وسنة نبيكم عودوا إلى تحكيم القرآن والسنة الذي طالما ترنمتم به وطالما سالت دموعكم في المحاريب طالما ارتفعت أياديكم في المنابر والمساجد تدعون الله فما بال تلك الدعوات تغيرت وما بال تلك الدموع توقفت ما بال ذلك الحنين والبكاء انقطع واستبدلتم بالقرآن السباب واللعان واستبدلتم بالعكوف في المساجد الجلوس في الشوارع والطرقات فعليكم العودة إلى رشدكم لأننا سنقف جميعا بين يدي الله حفاة عراة ولن ينفع حزب ولا جاه ولا شيخ ولا منصب ولا مال لن ينفع ذلك كله وستعضون على أناملكم من الندم”.