قصة قصيرة
هشام برجاوي عندما بدأت خطواته تتسارع... طفق يوزع نظراته المترنحة على جوانب العالم المتقلص من حوله…اقترب من الجسر الشاهق، حملق بهدوء في مراكب الصيد الراسية عند حافة الشاطئ كانت كل ملامح وجهه المكفهرة.. توحي إلى المسافر عبرها بحقيقة وحيدة، إنه يودع هذا العالم.ألقى بشارة الانتماء لسلك الشرطة إلى البحر، استخرج المسدس بهدوء، وأفرغ الرصاصة الأخيرة داخل رأسه..تمايل جسده قليلاً قبل أن يهوي إلى البحر الذي ابتلع الإنسان و التاريخ...بعيدا عن صخب الوجود.لدى انتشال جثته عثروا على ابتسامة باهتة رسمها بعناد على شفتيه، كما كانت يده اليمنى قد عصرت صورة سيدة ..لقد أراد و هو في غمرة السقوط الحر..أن لا يتعرف إليها أحد..