خاطرة
معافى الكلابيأيتها الأزهار الجميلة، أيتها الورود الباسقة ها قد أقبل فصل الربيع فازدادي جمالاً ونظارة وتفتحي وتألقي بأجمل الأشكال والألوان وارقصي مع هبوب النسيم وأهدي له من شذاك العطر.دعينا نستنشق من ذاك النسيم روائحك الزكية ونبهر عيوننا بسحر ألوانك الجذابة.دعينا نفرح بالربيع مع تغاريد تلك الطيور التي تصدح من كل مكان وقد ملأت المسامع بترانيمها وشدوها البهيج إنها تراقص أجنحتها في فضائها الرحب من أعشاشها المدلاة بأغصان الشجر ومن على فروع الشجر.أيها الجمال الآسر وأنت أيتها الورود الزاهية الباسقة أهدي لنا تلك الفرحة التي منحتها الطيور المتنوعة من بلابل وعصافير وقماري. نريد أن نبتهج مثلها ونفرح ونغني وننسى الأحقاد وننسى المآسي وننسى وهم المناصب وزيف الفوارق وحب الذات. نريد أن نكون مثل تلك الطيور التي تشدو وتحلق سعيدة، إنها متألقة رغم تعدد أجناسها.. لا تتقاتل ولا يحمل أحد منها شعاراً ليميز به نفسه عن آخر، لا يعترض أحد درب أحد يرفرفون ويحلقون في فضاء واحد وكأنهم أبناء وطن واحد حياتهم مليئة بالحب وبالانتظام، يبيت على الشجرة الواحدة العديد منهم لا يقصي أحدهم أحداً ولا ينفرون من بعضهم. كل له هديله وشدوه لا تعيب جماعة أخرى ولا تسخر جماعة من جماعة.من أين يستقون هذا الحب؟ وأي منهل يرشفون منه؟ من علمهم هذا النظام الذي يحسدون عليه؟ من أنتهج لهم هذا القانون الذي يلتزمون به؟ من هو قائد هذا الشعب من تلك الطيور بأجناسها وألوانها وأصواتها المختلفة (إنه لا شك مسير الكون، موجد الحياة، مبدع الجمال).أيتها الورود أهدي إلينا نسائمك العطرة واحملي لقلوبنا مع شذاها فيض الحب وفيض الأخوة.أيتها الطيور الجميلة الصداحة بألحانك المتناغمة مع الجمال ـ علمينا كيف نقدس الحياة ونحب الجمال علمينا نبع الأخوة والتآلف والتعايش علمينا النظام فإننا لم نعد نراه إلا في مجتمعاتك أيتها الطيور.. أيتها الطيور علمينا كيف نبعد من حياتنا (نرجسية الأنا.. وننتهج في حياتنا عقلانية النحن) وها قد حل فصل الربيع فهل ستنبت أزهاره ووروده في قلوبنا وهل ستغسل شلالات الربيع الفياضة الخبث من قلوبنا فتنجلي الأحقاد وتمتلئ بالسكينة وتطمئن القلوب.