بحثاً عن الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة والقيم الحضارية والإنسانية
شوقي عوضكتبت ذات يوم أقول :عندما تكتب رؤوفة حسن أحس بإيقاع الزمن اليماني يسافر بعيداً في عالم الإبداع ولأن المرأة رمز للعطاء والخصوبة والتدفق تبرز رؤوفة حسن لتزيد هذا الإبداع عطاءً فهي نموذج للمرأة اليمنية التي تحطم أصفاد التخلف والجهل وتكتب بحروف من نار ونور، تحرق الجهل والظلام وتضيء مشروع التحديث الحضاري لليمن.. واصفاً إياها بأنها تخاطب الناس جميعاً في كتاباتها الإبداعية بأحرف ملتهبة قلقة لا تتوجس من كل المشاريع التي تحاول أن تجعل المرأة مجرد سلعة لا تقل عن تلك المعروضات في فاترينات المعارض المزخرفة.وبهذه الكلمات البسيطة والمتواضعة حاولت جاهداً تلمس هذه القيم الإنسانية والحضارية التي كانت تدعو إليها الراحلة الكبيرة د. رؤوفة حسن في التحديث والثقافة العربية المعاصرة التي من خلالها تحددت فيها رؤاها المستقبلية المعرفية الواعية والمتجددة في مسار حركة الفكر والوعي المعرفي ورصدت الواقع بشكل واع فكراً ومنهجاً وسلوكاً وغلب عليها التفكير في القضايا العامة والهموم والمشاكل التي تهم حياة وواقع الناس والمجتمع والأمة بشكل عام.حيث سجلت بتلك الرؤى والمعاناة الإرهاصات المتكاملة للواقع المعاش من وحي الثقافة التي تمتلكها والروح الإنسانية التي تنطلق منها في تعاملها مع نفسها ومع الآخرين.وتمكنت من العمل الجاد منذ بروزها على الساحة الإعلامية والثقافية في السبعينيات من القرن المنصرم كإعلامية رائدة وشخصية نسائية بارزة شغلت العديد من المناصب في جامعة صنعاء والمؤسسات الإعلامية والأكاديمية والثقافية والأدبية والإبداعية الأخرى. حيث ترأست العديد من المؤتمرات المحلية والدولية فكانت بحق رائدة في مجالها الإعلامي وذلك عند التحاقها في أوائل السبعينات بالعمل في إذاعة صنعاء كمذيعة ومقدمة لبرامج المرأة (1970 ـ 1975م) إلى جانب إعدادها لهذا البرنامج في تلفزيون صنعاء (1975 ـ 1980م). ومكافحتها في مواصلة الدراسة الجامعية والأكاديمية ونيلها درجة الدكتوراه في فرنسا عام 91م.بالإضافة إلى هذه البدايات الإعلامية والثقافية والفكرية والمشاركات في الفعاليات المختلفة الفاعلة أسهمت في الدفع بدور العجلة التنموية للمرأة والدفاع عن حقوقها ودورها في المشاركة في الحياة السياسية والتحرر النسائي.إلى جانب أدوارها المتعددة في المجالات الحيوية المهمة للنهوض بالمرأة والاهتمام بالأمومة والطفولة واحترام الإنسانية.وخلال تلك المشاركات في العديد من المحافل العربية والدولية داخل الوطن وخارجه كانت موضع احترام وتقدير الجميع.وهو ما كانت تسعى إلى تحقيقه الناشطة الاجتماعية والباحثة الأكاديمية الراحلة الكبيرة د. رؤوفة حسن الشرفي، بالعمل على تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وتوسيع نشاطاتها ومشاركاتها في المجتمع والحياة الإنسانية.وباعتبارهامن المهتمين بالتراث والموروث الشعبي فقد أسهمت في هذا الجانب إسهاماً إيجابياً في طرح آرائها وأفكارها بكل جرأة وشجاعة ووضوح وبلورة الكثير من المعاني الفلسفية والنظرية كمفهوم عملي ونظري في إطار الثقافة العربية المعاصرة والرؤية الحداثية والحضارة والإنسانية.