علوم
ادنبره /متابعات : أكد علماء سويسريون أنهم اكتشفوا سبب عدم استجابة خلايا الكبد والخلايا الدهنية في جسم الإنسان لهورمون الأنسولين مما يتسبب في الإصابة بالسكر من النوع 2 الذي يؤدي إلى عدم قدرة جسم المريض على إنتاج هذا الهرمون شديد الأهمية للحياة، غير أن العلماء من جامعة زيوريخ أكدوا في الوقت ذاته أن هذا الاكتشاف لا يعني قرب تطوير عقار ضد هذا النوع من السكر.ونشر الباحثون دراستهم في مجلة ( نيتشر) البريطانية ، وأكدوا أن الأشخاص الأصحاء يمتلكون حساسات على سطح الخلية تشعر بأن الجسم أفرز أنسولين في الدم ، ما يعد إشارة للخلايا الدهنية وخلايا الكبد عقب تناول وجبة على سبيل المثال إلى أن عليها أن تمتص الجلوكوز (سكر العنب)، الذي يعد بمثابة (وقود الجسم) في الدم ، غير أن خلايا الكثير من المصابين بالسكر تتوقف عن التفاعل مع إشارة الأنسولين ،ما يتسبب في عواقب وخيمة للجسم حيث تنتج خلايا البنكرياس المعروفة بخلايا لانجر هانس التي تصنع الأنسولين الكثير منه إلى أن تصاب بالإنهاك بعد إفرازه فترة طويلة.ورغم استمرار صدور إشارة الأنسولين بشكل كبير إلا أنها تصبح بدون تأثير ما يصفه العلماء السويسريون بـ(الاحتراق) الذي ينتهي بالإصابة بالسكر و الذي يؤدي إلى اختلال غير قابل للسيطرة في نسبة السكر بالدم لأن خلايا الجسم والكبد يتوقفان عن تخزين سكر الجلوكوز.وقد عثر الدكتور شتوفل المشرف على الدراسة وزملاؤه على أجزاء صغيرة من نوعين من بروتينات (مايكرو ار ان ايه) وهما بروتينا (ام أي ار ان ايه 103) و (ام أي ار ان ايه 107) اللذين يوجدان بأشكال كثيرة لدى الفئران المصابة بالسمنة ولدى الإنسان حيث يعتبر الارتفاع في نسبته مؤشرا على زيادة مقاومة الكبد والأنسجة الدهنية للأنسولين.وأكد العلماء أن السبب في ذلك هو أن هذين البروتينين يوقفان عمل جين يحتوي على الصفات الوراثية لبروتين كافيولين الذي يوجد في فقاعات صغيرة داخل الخلية يطلق عليها اسم (كافيولي) حسب العلماء، وتتصل هذه الفقاعات بحساسات أنسولين وتتصدر تأثير الأنسولين (فإذا تنقلت الكثير من نسخ بروتين (ام أي ار ان ايه) فإن هذه العملية تتوقف).وقد قام العلماء خلال التجارب بوقف عمل البروتينين المشار إليهما باستخدام حيلة حيوكيماوية يتم خلالها استخدام جزيئات من «ان ام أي ار ان أيه» يتم لصقها بالبروتينين المذكورين ما يؤدي إلى وقف عملهما، وأدى ذلك إلى جعل خلايا الكبد مستقبلة مرة أخرى للأنسولين الذي أدى إلى ارتفاع امتصاص الجلوكوز وأدى في الوقت نفسه إلى انخفاض نسبة الدهون والخلايا الدهنية التي تعتبر نتيجة مباشرة لاحتراق أفضل للدهون في الجسم حسبما أوضح شتوفل.ولأن الخلايا تتجاوب مرة أخرى مع الأنسولين فإن إجهاد خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين يتراجع ما يؤدي إلى تراجع إنتاجها القوي للأنسولين، ولا يعرف العلماء ما إذا كان من الممكن ترجمة كل هذه العمليات المخبرية يوما ما في عقار طبي ضد السكر، غير أن شتوفل أكد أن بروتينات «ام أي ار ان ايه أس» تلعب دوراً مهما ً في كثير من الأمراض من بينها السرطان أو العدوى .. مضيفا : ( لقد تبين لنا في المرحلة الثانية من التجارب وجود علاقة بين بروتين (ام أي ار ان ايه ) والإصابة بأمراض التهاب الكبد البائي(سي) وبعض أنواع السرطان والتليف.