أضواء
د. هبا عبد العزيز المنيع المتابع للمشهد المحلي بكل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية يجد أن المرأة أصبحت هاجساً يشغل الجميع . البعض على قناعة بأهميتها وضرورة إعادة حقوقها لها بعد أن سلبت منها باسم القانون بينما الأمر لايخلو من هيمنة الفكر الاجتماعي لفئة معينة أرادت تغييب المرأة لقناعات شخصية ألبستها ثوب الدين..!الإشكال ليس في القبول والرفض فهذه حرية شخصية لابد من احترامها من قبل الجميع وإن اختلف مع الطرف الآخر، ولكن الإشكال في إلباس الرأي الآخر صبغة الخروج عن الجماعة أو الدين أو التآمر أو الخوف على مصالح خاصة، والتضييق على نصف المجتمع وتهميشه.تلك الحالة من المشهد الاجتماعي باتت جزءاً من المشهد العام لدرجة أن التعاطف ببعده المعنوي بات في صف المرأة بدرجة احيانا تخل بالموضوعية والعلمية في قراءة الموقف، ولكن يأتي السؤال بشموخ التحدي قائلا هل يصاحب ذلك التعاطف المعنوي خطوات إجرائية بمعنى أن يكون هناك خطوات نظامية وتنظيمية ومجموعة تشريعات قانونية تحول ذلك التعاطف من الحالة المعنوية إلى واقع تطبيقي يحتوي المرأة في غير موقف.....؟؟مثلا في الملتقى الأخير عن الخدمة الاجتماعية في محاكم وزارة العدل كان التعاطف المعنوي مع المرأة في أوجِه بل إن الكفة ثقلت لدرجة أنني اعتقدت أن الطلاق خطأ يقترفه الرجل فقط .. وإن المرأة ضحية دائما .. والرجل مذنب دائما.. وهنا نصل الى عمق الخلل وهو الخروج من أفق الموضوعية إلى مساحات التحيز والتعاطف ولأنها المرأة فكان التعاطف معها معنويا، ولأنه الرجل كان الوقوف معه عملياً... والنتيجة مازالت حواراً وجدلاً حول حقوق المرأة ... وواقعاً يزداد شموخا لصالح الرجل .من الموضوعية أن نعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي ونحدد مساحة الحقوق والواجبات وفق ثوابت الدين المتفق عليها دون الانشغال بالأعراف الاجتماعية خاصة...، وأن نعطي كل ذي حق حقه وفق رؤية شرعية وليست اجتماعية.وبالمناسبة أتوقع من القراء الكرام عموما والرجال منهم على وجه الخصوص أن يعذروا الكتاب والإعلاميين في كثرة تناولهم لقضايا المرأة وتكرارها ؛ حيث إنها ولسنوات كانت خارج نطاق الاهتمام الفعلي واعتقد البعض أن تعليمها ودخولها للجامعة قمة التكريم، وأنها درة لابد من صيانتها إلى درجة أنها غير قادرة على إدارة أموالها فأخذ الإخوة إرثها، وغير قادرة على اتخاذ قرار الزواج فتم عضلها تارة وتزويجها غصبا عنها تارة أخرى، وغير قادرة على تربية أبنائها فأعطيت حضانة الأبناء للأب رغم أن سبب الطلاق إدمانه.على العموم في الموضوع الصحفي وفي اللقاءات ذات الشأن الاجتماعي وفي الحوارات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر نجد أن الأغلبية يتعاطفون مع المرأة لدرجة أن المتلقي يعتقد أنه لن يسمع شكوى نسائية في المملكة العربية السعودية ولكن يبقى (الخلل) شاهداً بين التعاطف المعنوي والعمل الإجرائي أي التنفيذ والتطبيق... وحتى يتم ردم الفجوة إلى حد التوازن فعلى القارئ أن يتحمل تكرار تناول قضايا المرأة باعتبارها جزءاً من أسرته قبل أن تكون نصف مجتمعه. [c1] صحيفة ( الرياض ) السعودية