دهاليز
بيروت / متابعات : صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون الترجمة العربية لرواية (طمأنينة) تأليف أحمد حمدي طانبنار، وترجمة عبدالقادر عبداللي، وتقع الرواية في 456 صفحة.ووفقاً للناشر يعد هذا العمل من أهم الروايات التي تحمل خصوصيات بداية مرحلة الجمهورية في تركيا، من تأليف الكاتب التركي أحمد حمدي طانبنار الذي يعد أحد رواد الأدب التركي المتعدد الأبعاد في سعيه الدائب إلى البحث عن خصوصية قومية، أو بمعنى آخر استعراض تجليات العالمي وتأثير فلسفة العصر على الفن بالتوازي مع تيار التغريب في القرن العشرين.مقولتان اثنتان تقولهما الرواية وتقرن بينهما وهما: حب الوطن والإنسان متجولة حول النفس البشرية ومكامنها الخفية. أما زمن الرواية فهو لحظة انفتاح الثقافة التركية إلى مجتمع أكثر حداثة، فجاءت الرواية ثمرة للبنية الاجتماعية السياسية للعصر الذي ولدت فيه، والأيديولوجيا المرتبطة بتلك البنية، حيث يتجول الراوي في أحياء اسطنبول مستطلعاً طبيعة العلاقات التي يحكمها ذلك الإطار الذي عكس الفترة الأولى من تمازج ثقافة الشرق بالغرب، وتأثير التغريب على مختلف أوجه الحياة. داخل هذا المنعطف التاريخي يقبع (ممتاز) بطل الرواية بين الواقع والذاكرة حيث تولد مأساته في سن مبكرة حين يفقد والديه قبل الأوان؛ فيقضي مرحلة مهمة من طفولته وحيداً، فقد كان يحب الحديث مع نفسه ويتساءل عن معنى وجوده. وبعد أن يصبح شاباً تأخذ حياته منعطفاً جديداً حين يقع في غرام ابنة عمه (نوران) فيظن أن حبه كافياً لخروجه من مأزقه النفسي.. إلا أن واقع الحال يصل بممتاز إلى الاستمتاع باليأس نفسه فكل ما يعرفه عن نفسه أن المصادفات الحزينة سترافقه دوماً.ما تريد أن تقوله الرواية أن الحب هو مزيج من الألم والسعادة، والتعاسة في بعض الأحيان، وهنا يكمن دور الأديب بكشفه لشبكة من العناصر والأحداث التي تتعايش معها شخوص الرواية فجميعهم كانوا يعيشون مع المرض، الموت، والأمزجة المتنوعة المغلفة بفلسفة جمالية حول النظرة عن الحياة أو طريقة العيش.