إعداد/ بشير الحزمي[c1]وفيات الأطفال الرضع[/c]يقصد بمعدل وفيات الأطفال الرضع مجموع وفيات الأطفال منذ لحظة الولادة وقبل الوصول إلى عمر سنة وهو الأعلى في معدلات الوفاة على مستوى حياة المجتمع بشكل عام، ويختلف هذا المعدل من مجتمع إلى آخر حسب درجة تطور المجتمع ومستواه الثقافي والصحي والمعيشي فينخفض في المجتمعات المتقدمة ويكون مرتفعاً في المجتمعات النامية والفقيرة.ونجد أن معدل وفيات الأطفال الرضع في اليمن يعتبر من المعدلات العالية جداً بالمقارنة مع العديد من الدول على مستوى العالم حيث بلغ هذا المعدل حوالي 69.2 حالة وفاة لكل ألف مولود حي في السنة و لا يزيد هذا المعدل عن 18.9 حالة وفاة لكل ألف في السنة في سوريا و 36.9 حالة وفاة في مصر وفي السودان حوالي 72,6 وقد ينخفض إلى اقل من عشر وفيات لكل ألف مولود في الدول المتقدمة، ومن هنا يتضح الهوة الكبيرة بين معدل الوفيات في أوساط هذه الفئة من السكان بين بلادنا والبلدان الأخرى، والواقع أن معدل وفيات الأطفال بشكل عام ووفيات الأطفال الرضع المرتفعة يعود كما تبينه العديد من الدراسات والأبحاث العلمية إلى العديد من الأسباب من أهمها: نمط الولادات السائدة في المجتمع حيث يرتفع هذا المعدل عندما يكون معدل الولادات مرتفعاً وتكون الولادة متعاقبة في فترات زمنية قصيرة بين مولود وآخر بالنسبة للأم وكذلك يرتبط بالمستوى الثقافي والتعليمي للأم حيث ينخفض لدى الأمهات المتعلمات ويرتفع لدى الأمهات الأميات وكذلك يرتفع في أوساط الأسر الفقيرة وفي المجتمعات التي لا تتوفر لديها الخدمات الأساسية وبالذات الصحية .[c1]وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات[/c]يمثل هذا المعدل (المجموع التراكمي لوفيات الأطفال منذ لحظة الولادة حتى قبل الوصول الى عمر خمس سنوات) وينسب معدل الوفيات لكل ألف مولود حي من السكان لسنة معينة ومن خلال البيانات المتوفرة نجد أن معدل وفيات الأطفال اقل من خمس سنوات في اليمن يبلغ حوالي 95 حالة وفاة لكل ألف مولود حي وهو معدل مرتفع بالمقارنة مع العديد من الدول حيث نجد هذا المعدل يبلغ في مصر وسوريا 21.5،42 لكل ألف مولود حي على التوالي بينما يرتفع في السودان ليصل الى 118.3 حالة وفاة لكل ألف ما يشير إلى تدني مستوى الخدمات الصحية والمعيشية في هذا البلد، وفي اليمن يعتبر هذا المعدل محصلة للعديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية كما هو في معدل وفيات الأطفال الرضع. وهو ما يحتاج الى بذل جهود كبرى لتحسين الظروف الصحية والمعيشية لهذه الفئة السكانية.[c1]وفيات الأمهات[/c]يعتبر هذا المؤشر من أهم المؤشرات التي تعكس مدى الاهتمام بصحة الأم وتحسين الوضع الصحي والاقتصادي والمعيشي للمجتمع، ويقصد بوفيات الأمهات (الوفاة الحاصلة أثناء الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة أي وفاة الأم التي تحصل بسبب الحمل والولادة). إن معدلات الوفيات بلغت على التوالي 365 حالة وفاة أم لكل مائة ألف مولود حي في اليمن بينما نجدها في مصر 84 حالة وفاة وفي سوريا 160 حالة وفاة ولا زالت في السودان مرتفعة جداً، حيث بلغت حوالي 590 حالة.وتبين الدراسات والأبحاث أن ارتفاع وفيات الأمهات في أي مجتمع ومنها في اليمن يعود إلى أسباب صحية واجتماعية وثقافية واقتصادية ويرتبط ارتفاع هذا المعدل بشكل ملحوظ بارتفاع متوسط عدد المواليد الذين تنجبهم المرأة خلال فترة حياتها الإنجابية (15 - 49) وكذلك يرتفع في أوساط الأمهات اللاتي ينجبن في سن مبكرة قبل بلوغهن 18 سنة، وبشكل متكرر ومتقارب دون فواصل زمنية كافية بين كل مولود وآخر وكذلك في أوساط الأمهات اللاتي ينجبن في سن متأخرة بعد عمر 35 سنة، بالإضافة إلى توفر أو عدم توفر الخدمات الصحية خاصة خدمات الصحة الإنجابية، حيث تمثل رعاية الأمهات أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة من أهم العوامل التي يمكن أن تخفض من معدل وفيات الأمهات والأطفال بشكل عام وهنا يؤدي وعي الأسرة والمجتمع دوراً مهماً في طلب الخدمة والاستفادة من الخدمات المتوفرة في الوقت المناسب قبل حصول المضاعفات الخطيرة التي تهدد حياة الأم.[c1]الخصوبة الكلية[/c]من أهم المؤشرات التي تبين الأوضاع السكانية معدل الخصوبة الكلية ويعرف هذا المعدل (بأنه متوسط عدد الأطفال الذين يمكن أن تنجبه المرأة خلال فترة حياتها الإنجابية الواقعة مابين العمر (15 ـ 49) سنة، وهو متغير أساسي من المتغيرات السكانية التي تؤثر على حاضر ومستقبل الأوضاع السكانية لأي بلد، ومعدل الخصوبة في اليمن من المعدلات العالية أن لم يكن الأعلى على مستوى دول المنطقة بل ودول العالم، حيث بلغ هذا المعدل(6) مواليد بالمتوسط للمرأة في اليمن مقابل 3.2 مولود في مصر و3.5 مولود في سوريا 4.8 مولود في السودان وهذا يعكس انخفاض الوعي الصحي لدى الأزواج وضعف الاهتمام بالصحة الإنجابية بما في ذلك تدني نسبة النساء اللاتي يستخدمن وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة التي لا تتعدى 23% (حسب نتائج مسح صحة الأسرة) ، ولا تزيد نسبة من يستخدمن الوسائل الحديثة على 14 % فقط (مسح صحة الأسرة 2003م)، وهذا المعدل منخفض إذا ما تم مقارنته بالعديد من الدول ومنها الدول العربية حيث يتراوح معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة في اغلب البلدان العربية بين 45 % و 65 % في أوساط النساء المتزوجات في سن الإنجاب، وهذا ما يجعل اليمن من أكثر دول المنطقة المرشحة لاستمرار النمو السكاني بشكل كبير حتى وإن بدأ معدل الخصوبة في الانخفاض حيث من المؤكد أن انخفاض هذا المعدل يتم بشكل بطيء خاصة في المجتمعات التي لا تزال فيها الأمية منتشرة بين النساء بشكل كبير ولا تتوفر فيها خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بدرجة كافية كما هو الحال في اليمن في الوقت الحالي حيث لا تزال نسبة الأمية بين النساء حوالي 71.7 % في الريف حسب تعداد 2004م.
مؤشرات سكانية
أخبار متعلقة