فايزة أحمد مشورة أصبح وضع الشباب الحالي في هذه الفترة التي تشهدها بلادنا صراعات في جوانب كثيرة من الحياة وهذه الصراعات الحادثة في فترة مهمة من الحياة ليست إلا تحولاً إلى صراعات تدعى بالصراعات النفسية الداخلية بمعنى أن رغبات الشباب الناشئة من عدم الموافقة ( الأنا الأعلى) أي الشعور بالذنب الناشئ نتيجة للمبادرة التي لا يجد تقبلاً لها من العالم الخارجي لذا فالشباب هم أكثر أحساساً بالسيادة والسيطرة كنتيجة للوسيط المنتظم لهم إذا ما أثر على شعورهم بسبب الرغبات والاحتياجات الداخلية أي أن الشباب يعيش هذه الصراعات في فترة حرجة من عمره .وهذه الفترة من حياتهم يمكن فيها إحداث الوعي في بيئة صحيحة تتجه بهم إلى المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية. إلى جانب إدماج طاقات الشباب في تنفيذ الخطط وصياغة الأهداف وتعلمهم المهارات..الخ، من أجل دفعهم للمشاركة الفاعلة في التنمية وللمساهمة في تطوير مجتمعهم لأنهم المسؤولون أولاً عن إدارة عجلة التنمية.والمعوقات التي يواجهها الشباب عديدة ومن أهمها تعزيز الإحساس الثابت بالهوية ، وهذه الهوية تأخذ تطورها من خلال فترة المراهقة ، بل إنها مهمة رئيسية في فترة المراهقة ففشل ترسيخ الهوية يترتب عليه العديد من الإشكاليات التي تتحول إلى ما يسمى بتشويش الدور الفعال والمشارك للشباب للمستقبل الواضح الملامح والشخصي . وبمعنى أن فترة الهوية فكرة معقدة من حيث الإحساس بالهوية الشخصية وعدم السير في إتباع الهويات والأفكار دون فمراً أو معرفة. وكذا الإحساس الداخلي بانتماء الفرد إلى الجماعة التي تناسب ثقافته وتنمي معتقداته الصحيحة والواضحة والمتوازنة والتي تعزز شعوره بالمسؤولية تجاه مجتمعة وأسرته ووطنه وهذا يعني أن يجد الشباب مكانتهم لنفسهم وضمن الأسرة والجماعة وهذا يتجه بالشباب إلى الخوض في تجارب عديدة وبأدوار مختلفة قبل أن تنصر هذه الأدوار ويتحول الشباب إلى تابع لأشخاص استطاعوا التحكم في أحاسيسهم ولم يستطيعوا الوصول إلى الحقيقة التي غابت عن أذهانهم وأعاقت وصولهم الشخصي إلى الرشد والاتزان بسبب التناقضات التي أفقدتهم القدرة على الاستقلال .إن القابلية للتغيير والاستقلال بالشخصية هي صفات متميزة في حالة تعلم الشباب المراهق المسؤولية واحترام القيم الاجتماعية فالشباب المراهق كما هو معروف يكون حساساً بشدة إلى درجة الإفراط ويستطيع مزاجه أن يتغير إلى الشعور بالإحباط وخيبة الأمل فالثبات في مشاعر الشباب مفقود وهذه التحولات المتناقضة لا يدركها الوالدان أو الكثيرون من الاختصاصيين.ويمكنني القول إن توجيه الشباب تجاه القضايا التي تواجههم سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية واستثمار طاقاتهم في خدمة الأهداف الاجتماعية السامية وخلق فرص العمل والمشاركة بروح الفريق الواحد إلى جانب منح الشباب الاستقلالية والحرية المتوازنة التي تمكنهم من السير على خطى التطور والتنمية المستدامة.
الشباب والتنمية
أخبار متعلقة