وفق تقرير حكومي – أممي حول تحقيق التعليم الأساسي للجميع في اليمن بحلول 2015م
صنعاء / بشير الحزمياوضح تقرير حكومي - أممي أن الحكومة اليمنية اولت هدف تحقيق التعليم الاساسي للجميع اهتماماً عالياً ضمن توجهاتها التنموية وأولويات الانفاق العام حيث يصل معدل بناء المدارس حالياً الى ثلاث مدارس يومياً. ولفت التقرير الى انه بتقييم مستوى التقدم المحرز في معدلات الالتحاق بالتعليم الاساسي تشير البيانات الى ارتفاع معدل الالتحاق الصافي بالتعليم الاساسي من (52.7 %) عام 1990م الى ( 62.5 %) عام 2004م. واشار التقرير الى ان الحكومة نفذت الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم الاساسي منذ عام 2004م وذلك بهدف رفع معدل الالتحاق بالتعليم الاساسي. ولفت التقرير الى أن وزارة التربية والتعليم تسعى لتسريع تنفيذ اهداف استراتيجية التعليم العام من خلال ثلاثة برامج متكاملة تتمثل في برنامج الحوافز الاسرية وبرنامج التطوير الشامل للمدرسة وبرنامج توفير البنى التحتية.واستجابة لتلك الجهـود ارتفع معدل الالتحاق الصافـي بصـورة اسرع ليصـل الى ( 69.8 %) عام 2008م وبالنسبة للاناث بلغ معدل الالتحاق 61.5 %). وذكر التقرير أن مستوى الانجاز المتحقق لا يزال بعيداً عن الاستهداف المرسوم ومع ذلك فإن وتيرة التقدم المحرز خلال السنوات الاربع الاخيرة تبعث على الامل بامكانية الاقتراب من الاستهداف الخاص بمؤشر الالتحاق بالتعليم الاساسي للجميع بحلول عام 2015م وبالنسبة للالتحاق بالتعليم الابتدائي ( 6-1) اوضح التقرير انه ارتفع مقارنة بالتعليم الاساسـي (9-1) حيث بلغ معدل الالتحاق الصافي للصفوف (1-6) حوالي (75.3 %) عام 2008م ، ( 82.3% للذكور و67.9 % للاناث). واشار التقرير الى ان تسريع مستوى الانجاز نحو الهدف المطلوب يتطلب معالجة التحاق التلاميذ بالتعليم الاساسي ومنها احتياج الاسر لعمل الاطفال معها من اجل تغطية النفقات المعيشية، وقصور في توفير مدرسين ومدرسات اضافة الى صعوبة المواصلات الى المدارس وتدني مستوى الوعي بأهمية التعليم عند بعض الاسر وعدم الاقتناع بجدواه مما ينعكس سلباً على الرغبة في التعليم وللتغلب على تلك الاسباب ينبغي توسيع البرامج الحالية للحوافز الاسرية وتوفير البنى التحتية وتطوير الادارة المدرسية مع اعطاء اولوية للمديريات الاكثر احتياجاً ذات المستويات التعليمية المتدنية. وفيما يتعلق بنسبة التلاميذ الذين يصلون الى الصف الخامس اوضح التقرير أن نسبة هؤلاء قد ارتفعت بصورة متواضعة من ( 65.3%) لكلا الجنسين عام 1990م الـى ( 68.7%) عام 2004م ثم الى ( 70.7 %) عام 2008م وبلغت نسبة التلاميذ الذين يصلون الى الصف الخامس من الاناث ( 64.7 %) مقابل (75.5 %) للذكور مما يشير الى الفجوة بين الذكور والاناث والتي تبلغ (10.8) نقطة مئوية. وبين التقرير أن اليمن يظل خارج مسار الوصول الى الاستهداف المرجو خاصة في ظل استمرار مشكلتي التسرب والاعادة في التعليم الاساسي فرغم تراجع معدل التسرب خلال الفترة الماضية الا انه يظل تحدياً قائماً يصعب تجاهله حيث بلغ معدل التسرب (7%) وهو في صفوف الذكور اعلى منه في صفوف الاناث والبالغ (7.8 %) و ( 5.8 %) على التوالي عام 2008م الامر الذي يتطلب اتخاذ اجراءات اكثر فاعلية لوقفه. وذكر التقرير أن البيانات تشيـر الى ان نسبة الاعادة في التعليـم الاساسي بلغت ( 19.4 %) لكلا الجنسين منها ( 11.2 %) للاناث مقابل (8.2 %) للذكور ما يعني أن الطالب يقضي 13 سنة لاكمال مرحلة التعليم الاساسي بدلاً من 9 سنوات بزيادة قدرها 4 سنوات عن المدة المقررة ولذلك تبرز هنا قضية كفاءة التعليم ، حيث يصل معدل اكمال الصف السادس الى ( 53.3 %) ويبلغ معدل اكمال الصف التاسع من التعليم الاساسي ( 35 %) وهو ما يشكل هدراً مالياً وبشرياً. ولفت التقرير بالنسبة لمعدل الالمام بالقراءة والكتابة لدى الفئة العمرية 15-24سنة الى ان الاحصاءات تشير الى انه قد ارتفع من ( 61.0 %) عام 1994م الى( 69.8 %) عام 2004م ما يظهر أن مستوى التقدم في معدل الالمام بالقراءة والكتابة لا يزال غير كاف للوصول الى المستوى المستهدف ويعود ذلك الى تدني مستويات المعيشة لفئة كبيرة من السكان ، وتبلغ نسبة الامية بين السكان في الفئة العمرية ( 24-15) سنة حوالي ( 21.6 %) من إجمالي الأميين و ( 6.85) من إجمالي السكان. وأشار التقرير الى أن مؤشرات التعليم تظهر انخفاض معدل الأمية بين الإسكان (+10) من ( 55.8% ) عام 1994م الى ( 45.3%) عام 2004م في حين بلغ معدل الامية لفئة العمرية ( 24-15) 31% عام 2004م ( 11 % في الحضر و20 % في الريف) مقارنة بـ ( 61 %) عام 1990م ووفقاً لهذه المؤشرات فإن اليمن لن تتمكن من محو الأمية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ( 24-15) سنة بحلول عام 2015م وهذا يستدعي بذل جهود حثيثة لرفع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة ومحو الأمية بين صفوف الشباب فالأمية تضعف قدرة الأسرة على المشاركة الفاعلة مع المدرسة في تعليم أبنائها. وعن التحديات التي تواجه تحقيق هدف التعليم الاساسي للجميع بحلول 2015م اوضح التقرير انه رغم ما تم تحقيقه من تطورات في معدلات الالتحاق فإن التعليم الاساسي لا يزال يواجه تحديات تبطئ تطوره وتحد من كفاءته وتضعف من جودة مخرجاته ولعل ابرز تلك التحديات هي ارتفاع النمو السكاني (3%) وكبر حجم الاسرة والهيكل الفني للسكان ما يزيد الطلب على الخدمات التعليمية بما يفوق القدرة الاستيعابية للنظام التعليمي التشتت السكاني الواسع الذي يصعب توفير المدارس المكتملة لكل التجمعات السكانية وخاصة في المناطق الريفية ، تفشي الامية في المجتمع ( 45.3%) وضعف مستوى الوعي بأهمية التعليم ، تدني مستويات الدخل لشريحة واسعة من المجتمع وهو ما ادى الى انتشار عمالة الاطفال واستمرار التسرب من التعليم عدم كفاية الموارد المالية لتأمين متطلبات التعليم من منشآت ومكتبات ومختبرات وتطوير مناهج وكذلك نفقات التشغيل والصيانة ما انعكس على ضعف كفاءة النظام التعليمي تدني مستوى تأهيل وتدريب المدرسين وتخلف الاساليب والوسائل التعليمية. وعن السياسات والبرامج المطلوبة للتغلب على تلك التحديات اشار التقرير الى أن توسيع نطاق تغطية الخدمات التعليمية بالتركيز على المناطق ذات الاولوية وتشجيع القطاع الخاص على توسيع استثماراته في مجال التعليم والقيام بحملات توعية اسرية لتحفيز اولياء الامور لتعليم ابنائهم واشراك المجتمع المدني والسلطات المحلية في تنفيذها والتوسع في برامج الحوافز الاسرية للتشجيع على رفع التحاق ابناء الاسر الفقيرة في المناطق الريفية بالمدارس والاستمرار فيها وتفعيل قانون منع تشغيل الاطفال التحضير والاعداد لحملة وطنية للقضاء على الامية وتأمين نفقات الصيانة والتشغيل ورفع كفاءة استغلال الموارد المتاحه للتعليم عبر تفعيل الرقابة على الانفاق وانضباط المدرسين تفعيل دور التوجيه والتفتيش وتحسين آليات ووسائل تقييم اداء المدرس وتحصيل الطلاب والاهتمام بتطوير الادارة المدرسية واعادة تأهيل المعلمين وتزويدهم بالمهارات اللازمة وخاصة ذوي المؤهلات الثانوية وتحسين اساليب التعليم وتطوير المناهج الدراسية والتوسع في ادخال معامل الحاسوب الى المدارس وبدء تدريس اللغة الانجليزية ابتداءً من الصف الرابع الاساسي هي ابرز السياسات والبرامج التي ينبغي تبنيها للتغلب على التحديات التي تواجه النظام التعليمي في اليمن.