نص
هشام المعلم( بورتاريه )ملامح وجهها تمنح تأشيرة دخول إلى الفرح، وتفاصيله تعطيك فرصة ذهبية للعيش في عالم الجمال.وجه يكسوه الحسن، جبين وضاء، عينان سوداوان واسعتان وبقية تفاصيل جميلة اعتدنا عليها والجديد ابتسامة حب وغمازتان ضاحكتان.كانت كبقية بناتِ جيلها تفرح حين تداعب أشرعة الريح خيوط جدائلها.وككل صباح تفتش في دولاب ملابسها عن قطعة جينز تغطي به خواء القلب قبل عري الفخذين.تتحرك كل نهار بين القطعِ المكتظة في البيت المزحومِ لتنتظر بعد ذلك نصف ساعة قبل الدوام أتوبيس المحطة حيث تغوص في أكوامِ اللحمِ المتراصة واقفة تتدافعها الأيدي و تحتك بها الأجساد.- نازل.- أيوه إن شاء الله.- ما تفتح يا أخينا.- حاسب.- هنا يا أسطى.موسيقى مضطربة تعشقها حيناً تلعنها أحياناً.والدها استسلم منذ سنين لفروضِ الفقرِ اليومي بل قد يكون استمرأ هذا الحال و أصبح يعشق فقره.محمود هو الركن المضيء في حياتها يشرق في قلبها الأمل عندما تراه، و هذا قليل ما يحدت لأنه انتقل إلى العمارةِ في الحي الخلفي، وهو لا يبالي كثيراً بالحضورِ لرؤيتها حتى أنها لم تصارحه بمشاعرها إلى الآن ، ويبدو أن همه الأساسي و الكبير هو الحصول على أي عملٍ بشهادةِ الدبلومِ التي حصلَ عليها من سنتين.لا بأس الأيام القادمة قد تكون أفضل و تصرح لهُ بحبها.لحظات الفرحِ التي تسرِقها هي لحظاتُ الوحدةِ بعد الفجرِ في استبشار يومٍ جميل وهي تستمع إلى أصوات العائدين من المساجد و تسابيح العمال ودعواتهم بيوم خير غزير الرزق، و أصوات العصافير، و تذمرات الأولاد حال استيقاظهم من النوم تحت ضغط آبائهم للذهاب إلى المدرسة.لم يعد ما يسليها حتى المسلسلات القديمة والأفلام الرومانسية .