غزو الفضاء (6 - 6)
تم إطلاق العديد من المركبات الفضائية لاستكشاف المجموعة الشمسية خاصة الكواكب البعيدة التى يتعذر رصد تفاصيل معالمها بواسطة المناظير الفلكية الأرضية . ومن أهم هذه المركبات بيونير 10 وبيونير 11 وفويجر 1 وفويجر 2 حيث أمدتنا هذه المركبات بمعطيات علمية غير مسبوقة عن الكواكب العملاقة وتركيبها والحلقات الممتدة حولها والدوامات العنيفة على أسطحها . وكشفت لنا هذه المركبات عن وجود أقمار إضافية لبعض هذه الكواكب لم نستطع رؤيتها في السابق بالمنظار الفلكي . وقد تغلغلت هذه المركبات في العمق الكوني خارج المجموعة الشمسية، حيث وصل بعدها عن الأرض آلاف الملايين من الكيلومترات حاملة معها رسائل عن طبيعة الحياة على الأرض والجنس البشرى واللغات السائدة ، عسى أن تتصادف مع مدنيات أخرى في الكون القريب منا نسبياً .[c1]مخاطـر السفـر في الفضاء [/c]يواجه رواد الفضاء العديد من المخاطر في الفضاء ابتداء من التهديد بوقوع حادث لسفينتهم إلى احتمال التعرض للإشعاع أو الاصطدام بالنيازك أو نفايات الفضاء الناجمة عن بقايا المركبات والأقمار الصناعية التي تم إطلاقها ويصل عددها إلى عدة آلاف وكذلك الإنفجارات الشمسية الضخمة التي تلقي إلى الفضاء بإشعاعات ممكن أن تكون مدمرة للحياة مثل الإشعاعات التي يتم اصطيادها بواسطة المجال المغناطيسي للأرض في حزام ( فان آلن ) وهى الجسيمات الناجمة عن الرياح الشمسية ذات النشاط الإشعاعي حيث تتجمع هذه الإشعاعات في مناطق حول خط الاستواء للأرض وهى تعرف باسم أحزمة ( فان آلن ) نسبة إلى العالم الذي اكتشفها . ويمكن حماية سفينة الفضاء من النيازك والنفايات الفضائية بغلاف مزدوج أو مضاد للنيازك عندما يصطدم أحدها بالسفينة يمتص الدرع الخارجي قوة الصدمة ، و يحمي درع النيازك أيضاً سفن الفضاء من حرارة الشمس كما يلجأ رواد الفضاء إلى قبو العواصف عندما تثور الانفجارات الشمسية.[c1]إقامة مدن في الفضاء [/c]يبدو هذا الأمر أشبه بالخيال العلمي ولكن معمل الفضاء الأمريكي وسفينة أبولو التي التحمت مع سفن سيوز الروسية في المدار كانت قد حملت معها إلى الفضاء المكونات والمعدات اللازمة لإنشاء محطة فضاء دولية في بداية القرن الحادي والعشرين . ويتجه التقليد لعمل بيوت فضائية تتسع لآلاف البشر حيث ستدور هذه المدن حول نفسها لتنتج جاذبية صناعية في مناطق المعيشة بها . ويتجه التفكير أيضاً إلى الاستغناء عن المنشآت الفضائية المدارية والاستعاضة عنها بإنشاء مستعمرات على القمر يعيش فيها الإنسان ليكدح ويعمل على سطح القمر في أمور شتى تتعلق بالاستفادة من ثروات القمر وتسخيرها لصالح البشرية والانطلاق من القمر إلى الكواكب البعيدة. واستخدام القمر كمرصد فلكي لدراسة الأعماق الكونية بعيداً عن التأثيرات غير المرغوب فيها للغلاف الجوي للأرض والتي تشوش الصور المأخوذة بالمناظير الفلكية الأرضية . وكذلك الاستفادة من القمر كمحطة للانطلاق منه إلى الأعماق الكونية البعيدة .