قرأت في أحد الكتب أنه جاء في الأثر أن فأرا نحيلاً تافها تجرأ ودخل ( حانة شارع الصحافة ) التي يجلس الأسد فيها فشرب حتى أخذ منه السكر كل مأخذ فغامت عيناه ونسي نفسه وسار مترنحا إلى حيث الأسد الرابض على رأس الحانة وراح يصرخ في وجهه: ( قم .. هيا وعاركني .. قم .. قم .. فإن واحداً في هذه الحانة سيأكل ضرباً لم يأكله حمار في ( مطلع) من قبل) وظل الفأر يستفز الأسد إلى إن قام الأخير إليه وشقه نصفين، هنالك نطق المسكين بكلماته الأخيرة قبل أن يغادر الحياة قائلاً: الم أقل لكم إن واحداً هنا سوف يشبع ضرباً في هذه الليلة؟ ثم مات واجتمع الرفاق حول جثة الراحل العبيط وراحوا يتحاورون ويتناقشون ما الذي دفع الفأر الضعيف إلى هذه المواجهة اللامنطقية والدخول في معركة غير متكافئة بكل المعايير؟ هنا توجه الحمار إلى الأسد وقال: إنها الفوضى الخلاقة التي أغرت الفأر وأعمت عيون الفئران كلها وأنستهم حقيقية أنفسهم، فتطاولوا على أسيادهم. نظر إليه الأسد شزراً وصرخ فيه: اسكت يا حمار عندئذ هب سيد قشطة واقفاً يترنح من أثر الخمر وخرجت الكلمات متناثرة مبعثرة من فمه البشع وقال: اعذر الفأر يامولانا لقد أصابته نوبة شجاعة كاذبة فجأة فرغب في الاستشهاد، وهل هناك استشهاد أجمل من الموت بين فكي سيدنا ومولانا؟ ابتسم الأسد في كبرياء ساخر ونظر إلى القرد المحنك وقال: وأنت ما رأيك أيها العجوز؟ تنحنح القرد وهز كتفيه ثم قال: هل نسيت يا مولاي أننا في حانة والكل فيها سكارى، وتاهت المعايير واختلط الحابل بالنابل ثم إنك انت نفسك يا سيدي الأسد لم تعد تزأر كثيراً هذه الأيام فخرجت الفئران من حجورها. واختتم القرد الفصيح كلماته بالحكمة الشائعة: (إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم) وقبل أن يغادر الحانة نظر القرد إلى الجميع وهمس: يافئران حانة المشترك حذار من زئير الشعب حين يزأر. ولهذا نقول لنيرون الصغير ( حميد الأحمر ) إنه لن يكون أكثر من فأر مخمور عندما يستفز الشعب وإرادته وشرعيته الدستورية وإن أبناء اليمن أسود الله، حماة لوطنهم، إنهم سيزأرون ويكشرون عن أنيابهم من اجل أمن واستقرار الوطن، ومخالبهم ستطال العملاء والخونة ليعودوا إلى جحورهم، وعلى قادة أحزاب المشترك الاستفادة من سيد قشطة وتقديم أنفسهم إلى أقرب قسم شرطة للتحقيق في ما اقترفوه من جرائم بحق الشباب والضحايا الأبرياء في مغامرة مجنونة قادوها لإثارة الفتنة للوصول إلى حرب أهلية. والأهم أن عليهم تحديد الأدوار التي لعبها كل منهم وتسببت بسفك دماء الشباب المغرر بهم، ودور من دفع بهم لاغتيال الوطن والشعب وشرعيته الدستورية وتجاوز النظام والقانون والدستور، وعلى القيادة السياسية الكف عن قرارات العفو العام لأن أرواحاً بريئة أزهقت في عمليات غادرة وجبانة ويجب الابتعاد عن سياسة المراضاة وخصوصاً لمن تساقطوا كالقرود الخائبة من مواقعهم الوظيفية فالوطن لن يقبل لهم عذراً حتى وإن قالوا كما قال القرد لقد تاهت المعايير واختلط الحابل بالنابل ولكن الشعب أحصى أنفاسهم كونهم أول المستفيدين من النظام وأول الهاربين تحت أقدام المشترك وأصبحوا يذمون ويثرثرون بلا منطق حتى لا يحاسبوا على فسادهم والآن بعد ما اقترفوه تجاه اليمن يجب بل وضرورة حتمية على هيئة مكافحة الفساد والقضاء التعجيل بالنظر إليهم كمجرمين لوثوا الوطن بمفاسدهم الكثيرة بل يجب على القضاء أن يكشر عن أنيابه ضد الفساد مهما كان مصدره وكل المفسدين مهما كان موقعهم لأن اليمن أغلى.
|
تقارير
فئران (المشترك)
أخبار متعلقة