صنعاء / سبأ:أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي محمد مجور أن الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل الارتقاء بالتعليم وتحسين نوعيته كبيرة وحققت نتائج لايستهان بها سواء في الجوانب المادية أو البشرية.وأشار الدكتور مجور خلال حضوره حفل تكريم 750 معلما ومعلمة من مختلف محافظات الجمهورية بمناسبة الاحتفال بيوم المعلم إلى أن الواقع التعليمي مع تعدد الانجازات في هذا القطاع لا يزال يعكس أوجه قصور يجب الوقوف أمامها بجدية ومسؤولية من قبل الوزارة والسلطة المحلية.
وقال « يجب أن يعمل الجميع على معالجة هذه الاختلالات وعلى الأخص ما يتعلق بإعادة توزيع المعلمين وفق أسس علمية صحيحة تضمن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والقضاء على مختلف المظاهر السلبية المتعلقة بهذا الجانب بما في ذلك اتخاذ الإجراءات التأديبية والقانونية بحق الإدارات التعليمية والمدرسية التي يثبت تقصيرها في عملهـا أو الإساءة بأي شكل من الإشكال للعملية التربوية والتعليمية وقيمها النبيلة كما أن على الوزارة الاستمرار في برامجها لتجويد أداء المعلم وتطوير المناهج».
وأضاف « يطيب لي أن أشارككم هذه الفعالية الاحتفالية التي نحتفل من خلالها بواحدة من أهم المناسبات وبشريحة استثنائية من شرائح المجتمع اليمني بما يرتبط بها من دور علمي وثقافي هو بناء الأجيال وتأهيلها وبث قيم المحبة والولاء لهذا الوطن إنهم شريحة المعلمين» .وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال قائلا « إن الاحتفال بهذه المناسبة يكتسب أهميته في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها شعبنا في ظل تأزيم غير مسبوق يحاول طرف سياسي في هذا الوطن الوصول به إلى نهايات ومآلات لانتمناها لوطننا وبلدنا وفي هذه المرحلة إن كنا نستحضر شيئاً في مواجهة حالة التأزيم هذه فإن ما يجب أن نستحضره هو دوركم أيها التربويون، أيها المعلمون قادة هذا المجتمع وطليعته في بث روح الثبات والإصرار على المضي في مشوار بناء الوطن من خلال الأجيال الشابة التي تشرفون على تأهيلها وبنائها البناء العلمي والفكري والتربوي والوطني».
واستطرد قائلاً « كما تعلمون أن من يدفع الشباب اليوم إلى ساحات الاحتجاج قد وجهوا سهامهم للعملية التعليمية ومحاولة تعطيلها وبقاء أبنائنا وبناتنا خارج المدارس وهو ما يستهدف بوضوح العملية التعليمية والتعليم الذي يشكل احد أهم المكاسب الوطنية التي تحققت بفضل الثورة والجمهورية وبفضل نضالات شعبنا اليمني العظيم».
وخاطب الدكتور مجور المعلمين قائلا « إنكم أيها المعلمون أيها التربويون أمام استحقاق وطني مهم واستثنائي وعليكم أن تعبروا عن روح المسئولية الوطنية التي عهدناها بكم ، وتعلموا بإخلاص من اجل أن يبقى تلاميذ المدارس خارج سياق هذه الحالة من الاحتقان السياسي، وان تعملوا في الميدان وتبذلوا جهدكم.. من اجل الوقوف أمام أولئك الذين وضعوا تعطيل العملية التعليمية هدفاً من أهدافهم وعملوا ما بوسعهم لكي يدفعوا بالتلاميذ إلى خارج المدارس».
وأضاف« وليكن ذلك هدفاً مقدساً لنا جميعاً إذ أن التعليم ينبغي ألا يكون موضوعاً لأي خلاف وما عهدنا التعليم يتعطل في أي مكان في العالم.. ومهما كانت الظروف، فقد عملت الحكومة ما بوسعها لكي تتحقق مطالبكم التي كان آخرها انجاز فتاوى العلاوات السنوية للمعلمين والمعلمات للفترة 2005 - 2011م وقد كان ذلك جزء من سياسة اعتمدتها الحكومة في سياق التزامها المبدئي تجاه هذه الشريحة المهمة والمناضلة من شرائح المجتمع».وحث الدكتور مجور المعلمين على تجسيد ثقافة المحبة والوئام والحوار والاحترام وقبول الآخر وخلق روح الإبداع والتنافس العلمي الخلاق في أوساط الطلاب وترسيخ مبادئ الديمقراطية قولاً وعملاً وأن يكونوا قدوة حسنة للطلاب والطالبات في النظافة والمظهر والسلوك والجد والاجتهاد والمثابرة والالتزام بالأنظمة والقوانين فالقدوة الحسنة أشد وقعاً في النفس من النصيحة.
وعبر عن تطلعه إلى أن ينشئ القادة التربويون والمعلمون في مسيرتهم الوطنية الرائدة (معلمين ومربيين وموجهين) هذا الجيل الناشئ وإعداده الإعداد الجيد معرفياً ونفسياً ليكون جديرا باستلام زمام المبادرة من حيث أن هذا الجيل هو ذخيرة الحاضر وكل المستقبل.ونقل رئيس حكومة تصريف الأعمال في كلمته تحيات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتهانيه الحارة لجميع المعلمين والمعلمات الذين يحملون مشاعل العلم لإنارة دروب الأجيال والبانين لأولى مفاهيم الإدراك لعقول أبنائنا.
من جانبه استعرض وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالسلام الجوفي جهود الوزارة في الارتقاء بمستوى المعلم مهنياً عبر تنفيذ العديد من البرامج التأهيلية والتدريبية ومادياً من خلال تلبية استحقاقاتهم التي كان آخرها صرف بدل طبيعة العمل والمرحلة الثالثة لإستراتيجية المرتبات والأجور وإصدار فتاوى العلاوات والتسويات للفترة «2005 ـ 2011م».واعتبر الاحتفال بهذه المناسبة تكريماً لكافة العاملين في القطاع التربوي الحريصين على تأدية مهامهم وواجباتهم بتفان وبكل أمانة وإخلاص مستشعرين الأمانة الملقاة على عاتقهم و مسؤولياتهم .ولفت الوزير الجوفي إلى أن الوزارة تحتفي بهذه المناسبة سنوياً بتكريم المئات من المعلمين والمعلمات على المستوى المركزي والمحلي تقديراً وعرفاناً لدور المعلم في بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة وغرس قيم المحبة والتسامح ونبذ ثقافة الحقد والكراهية والتطرف بكل إشكاله.
وثمن جهود المعلمين الذين يؤدون مهامهم وواجباتهم بكل أمانة وإخلاص ويعملون على النأي بالمدرسة والعملية التعليمية عن كل الخلافات والصراعات الحزبية ، داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم الطلاب وعدم الزج بهم في المماحكات والصراعات. فيما أشار وكيل الوزارة لقطاع التعليم رئيس اللجنة العليا للاحتفال بيوم المعلم محمد هادي طواف إلى جهود اللجنة العليا واللجان المنبثقة منها من اجل تكريم المبرزين من المعلمين على مستوى المديريات والمحافظات والمستوى المركزي ، مؤكداً أن آلية اختيار المعلمين المكرمين تمت من خلال اللائحة التي أقرتها اللجنة العليا للاحتفال بيوم المعلم.ودعا الجميع إلى تكثيف الجهود وبذل المزيد من العطاء لما من شأنه الوفاء بالتزاماتهم تجاه الطلاب لضمان بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة بعيداً عن الصراعات والمناكفات السياسية والحزبية .
وأعربت كلمة المكرمين التي ألقتها نادرة مهيوب سلطان عن الشكر والتقدير للحكومة والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على ما بذلوه ويبذلونه للارتقاء بمستوى المعلم خاصة في تحسين مستواه المعيشي والمهني، داعيةً كافة المعلمين إلى بذل المزيد من العطاء ونبذ ثقافة العنف والتطرف وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.