إيمان علي يخفت النور، و من ثم يضيء .. كان هو يوسف و كانت هنالك بقعة ضوء أعلى الجب .لم يكن لديه أخوة، و لم يكن لديه قميص مضمخ بالدمٍ ..بل كان يرقب ضوءافي هذه الغياهب المعتمة .. و يسلي ليله بتراتيل كان يسمعها ..و ينتظر انبثاق الضوء تارة أخرى ..يتحسس جفنيه المبللين، فيتلمس تصدعات عميقة لا يعرف إلى أين تصل بعمقها ..ويستمر في القول لنفسه: حتام أنتظر الضوء، و حتام ينشق ذلك الأفق المظلم ..؟يحاول ركل الأرض بعصيين مدتا من أسفله، دونما فائدة . فهو يعرف بأن طريقه أكثر انزلاقاً و أكثر وعورة ..تمر الأيام، و ينسى يوسف خارطة الطريق .. و يغرق في سبات عميق ..و يفتح أعلى الجب، و تنفر السيول في التصدعات، و يكون الطريق أكثر انزلاقاً ليسحبه خارجاً دون أن يدري أنه قد غادر مكانه للأبد ..يخرج، ليكون لديه أخوة، و يكون له قميص مضمخ بالدمِ ..ولدتْ كما هي صباحا هنا .