افتتح مؤتمر العدالة والديمقراطية واليمن الجديد .. مجور:
صنعاء / سبأ:دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي محمد مجور الجميع إلى تحكيم العقل والحكمة في التعاطي مع الأحداث التي تشهدها البلاد بعيدا عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة والتوافق على رؤية تجنب اليمن الفوضى والفتن ليكون معشر اليمانيين كما عرف عنهم أهل الحكمة والإيمان.وثمن الدكتور مجور لدى افتتاحه أمس بصنعاء أعمال مؤتمر العدالة والديمقراطية واليمن الجديد الذي نظمته عدد من منظمات المجتمع المدني دور هذه المنظمات الفاعل واهتمامها بالوضع في الساحة اليمنية بمداولة ومناقشة أبعاد الأزمة الراهنة وطرحها طرحا أكاديميا مدروسا للخروج برؤية منهجية مدروسة ليمن موحد قائم على أساس سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي قوي ومؤسسي، بما يتوافق مع الخصوصيات التي تتمتع بها بلادنا في جميع الجوانب. وحث بهذا الخصوص جميع فئات المجتمع المدني وأطيافه على اخذ مواقف ايجابية والعمل الدؤوب للخروج باليمن وطنا وإنسانا الى بر الأمان.ونقل رئيس حكومة تصريف الأعمال للمشاركين في المؤتمر تحيات فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وتمنياته لأعمال المؤتمر التوفيق والنجاح.. مشيرا الى ان الديمقراطية والعدالة واليمن الجديد هو ما تنشده جميع أطياف المجتمع المدني .. لافتا بهذا الصدد الى أهمية استلهام القيم والمبادئ العظيمة التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف من خلال الاحتكام الى كتاب الله وسنة نبيه الكريم.وعبر الدكتور مجور عن الثقة بان الجهود الخيرة لجميع أبناء الوطن والمخلصين من أشقاء وأصدقاء ستؤتي أكلها بالخروج بالوطن الى بر الأمان .. سائلا الله العلي القدير ان يجنب اليمن كل مكروه وان يحفظ أمنه واستقراره ووحدته. وكانت رميلة شاهر قد ألقت كلمة عن منظمي المؤتمر أكدت فيها أهمية هذا المؤتمر الذي يجتمع فيه عدد من منظمات المجتمع المدني بهدف الخروج برؤية منطقية وواقعية لنموذج يمن جديد يتسم بمزيد من الديمقراطية والحكم الرشيد.وقالت : لقد جاء هذا المؤتمر ليعبر عن رؤى وطموحات مؤسسات المجتمع المدني بكل أطيافة وأشكاله عن يمن يسعى إلى التغيير الأفضل الذي يعني المشاركة في الإصلاح والتطوير والتحسين وتعزيز الإيجابيات والقضاء على السلبيات.وتطرقت إلى الصراعات التي مر بها اليمن خلال الفترات الماضية والتي كبدتها خسائر فادحة، فضلا عن شحة ومحدودية مواردها ومشاكل الزيادة السكانية التي تعد أحد أسباب الفقر والمرض والبطالة في المجتمع اليمني.وأكدت أن الحديث عن اليمن الجديد يستوجب عدم إغفال حقيقة أن اليمن أمامه طريق طويل وشاق لتطوير وتحسين موارده وبناء الدولة المؤسساتية والحكم الرشيد، يمن يستوعب الحاضر والمستقبل ويحافظ على القيم والمعتقدات اليمنية الأصيلة، ويعزز مبادئ الديمقراطية ويحترم الرأي والرأي الآخر، ويحترم فيه الأقلية رغبة الأغلبية في اختيار هوية نظامه وقيادته، كما يحترم فيه شرعيته الدستورية والقوانين النافذة.وقالت : “لقد تعلمنا من تجارب الماضي وتجارب اليوم وخصوصا في ظل الأزمة الراهنة التي يعيشها اليمن ويواجه فيها أشرس أنواع المؤامرات والفتن التي كشفت عن قوى أسقطت أقنعتها لتظهر صورتها الحقيقية الساعية إلى تدمير الوطن من أجل تحقيق مصالح هي أبعد عن مصالح الوطن والشعب اليمني، فضلا عما كشفته من قوى أخرى لاتهتم كثيرا ولا تبالي بأن يستقر اليمن وإنما تهتم بتنفيذ برامجها التي شملتها خطتها الإستراتيجية فأربكت الأحداث موازنتها فما كان منها إلا أن باركت حركة التمرد والفوضى لتتنصل عن واجباتها ودعمها ومساندتها لبلد يحتاج إلى كل الدعم والمساندة».وأضافت :” كما كان الأهم أن كشفت لنا هذه الأزمة عن معدن الأصدقاء الأوفياء المحبين لليمن وشعبه وأرضه، وسجلت مواقفهم الوفية الداعمة لاستقرار اليمن وحماية وحدة أراضيه علامة مشرقة مضيئة لتكسبها حب جميع اليمنيين».وأكدت شاهر أن استقرار اليمن وحماية أمنة ووحدة أراضية هو استقرار لكل الدول العربية والإقليمية والدولية .. منوهة بأن اليمن الجديد لن يتحقق إلا في ظل بيئة آمنة مستقرة وشعب يحب الحياة.ويهدف المؤتمر إلى تقديم رؤية منظمات المجتمع المدني لنموذج اليمن الجديد وموقفها من الأزمة اليمنية الراهنة، وتسليط الضوء على الدور الإيجابي الذي من الممكن أن يلعبه المجتمع الإقليمي والدولي تجاه الأزمة اليمنية، وصياغة رؤية منطقية وواقعية لنموذج اليمن الجديد الذي ينشده الجميع.وناقش المؤتمرون في جلستي عمل عدداً من أوراق العمل قدمها أكاديميون ومختصون، بالإضافة إلى استعراض فيلم وثائقي حول التطورات التي عاشتها اليمن خلال الأعوام الـ 30 الماضية.وقدمت في المؤتمر ورقة عمل حول المبادرات السياسية ودورها في معالجة الأزمة اليمنية قدمها طه الهمداني استعرض فيها مسيرة الحوار بين القوى السياسية في الساحة اليمنية التي بدأت قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية في العام 2006م، حتى آخر مبادرة قدمها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.وتطرق الهمداني إلى نقاط الاتفاق والخلاف بين القوى السياسية، وعلاقة مبادرات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالتغيير وأهدافها في حل الأزمة الراهنة وتمهيد الطريق السلس والتدريجي لتداول السلطة والمحافظة على المكتسبات الدستورية وعلى الوحدة والديمقراطية ومسار التنمية في اليمن والمحافظة على الأمن والاستقرار والمساهمة بشكل مباشر في صد أي احتيال على الديمقراطية.. مبينا أهم المعوقات أمام تنفيذ المبادرات السياسية.كما قدمت ورقة حول دور الإعلام الخارجي في الأزمة اليمنية من عبد الحفيظ النهاري، تناولت الدور السلبي الذي لعبته القنوات الفضائية الخارجية في تأجيج الأزمة في اليمن.وأشار النهاري إلى تحول تلك القنوات عن وظيفتها الرئيسة من ناقل للحدث ومؤثر جزئي في صناعته إلى صانع للحدث باتجاه تحريض الشعوب ضد الأنظمة وتكريس ونشر ثقافة الفوضى والفتن، والتجرد عن المهنية والموضوعية في تغطيتها للأحداث.فيما تطرقت ورقة عمل حول الرؤية المنطقية والواقعية لنموذج اليمن الجديد من الجانب الثقافي ، قدمها الدكتور حسن الكحلاني إلى الأسباب الجوهرية للأزمة وآثارها والحلول الناجعة لمعالجة هذه الإختلالات.. مؤكدا ضرورة تحصين الوطن بتعميق روح الولاء بتنمية ثقافة وطنية وعربية تربي في النشء حب الوطن والاستعداد للذود عنه والعمل من أجل تقدمه وازدهاره.وتناولت ورقة العمل الخاصة بالرؤية المنطقية والواقعية لنموذج اليمن الجديد من خلال الجانب السياسي التي قدمها الدكتور سامي السياغي والدكتور عادل الشجاع، الرؤى والأفكار المحددة المتعلقة بشكل وبنية ومكونات اليمن الجديد من النواحي السياسية، والأسباب التي أدت إلى ظهور الأزمة الحالية، إلى جانب المعالم المأمول تحقيقها في اليمن الجديد.وناقش المؤتمر ورقة أخرى حول الرؤية المنطقية والواقعية لنموذج اليمن الجديد في الجانب الاقتصادي قدمتها الدكتورة نجاة جمعان تناولت مفهوم ونظريات التغيير كعملية يحتاج إليها الجميع، وأسباب المطالبة بالتغيير، وكذا توقعات في اقتصاد التغيير.وجرى مناقشة رؤى واتجاهات نحو المستقبل في الجانب الاجتماعي قدمها الدكتور عبد الحكيم الشرجبي وتناولت الأهداف والمنطلقات الدستورية والقانونية، والخطوات الإجرائية والمتطلبات لذلك.وقد أثرى المشاركون في المؤتمر اوراق العمل بالنقاش المستفيض، وأكدوا ضرورة صياغة رؤية لنموذج اليمن الجديد القائم على الديمقراطية والتعددية السياسية والحكم الرشيد من خلال تنفيذ الخطط الإستراتيجية التي تلبي احتياجات المجتمع والمساءلة والشفافية ومكافحة الفساد ومشاركة جميع أطياف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في بناء اليمن الجديد الذي يؤكد وحدة اليمن ومكتسباته وأمنه واستقراره.حضر المؤتمر عدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون في اليمن والأكاديميون والمختصون في الجهات ذات العلاقة.