مخاض عسير تمر به وتعانيه بلادنا “السعيدة” كما وصفوها قديماً، وآلام الطلق بدأت فإما أن يولد جنيناً قوياً صحيحاً والبسمة تملأ وجهه البريء، وإما يكون طفلاً مشوهاً قبيحاً بيد واحدة وعدة أرجل، وهناك من يرى أن الوطن بعد المخاض سيلد أسداً مخيفاً يرعب كل حيوانات الغابة.ولا نستطيع تحديد الإجابة الواضحة الدقيقة وإن حاولنا ستكون تكهنات لكن الإنسان السوي في كل الحالات لا يعدم أن يكون التفاؤل رفيقه.التكوينات المؤتمرية النائمة أو المستكينة التي قدمتها ظروف والإقصاء من القيادات الانتهازية والمريضة أهاب بها الرئيس أن تصحو من النوم وتطرد من سمائها الغيوم الملبدة بالهموم وتحافظ على الأمن والاستقرار، وأن تتصدى لكل المحاولات المسيئة للحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية للناس وأن تقف في وجه أشكال التخريب والنهب والتكسير، ولا ندري هل ستحاول؟! أم ستبقى على نومتها وانزوائها عن تفاعلات المشهد السياسي؟!.وبلادنا فيها أشياء غريبة، ومن المفارقات أن الأقلية تفرض رأيها على الأغلبية، وتمرر شروطها، وتروج لخطابها كاسبة أنصاراً في كل يوم ومحدثة تشويشاً على أفراد المعسكر الوحدوي مستندة على الأذرعة الإعلامية الضخمة التي تتعامل معها محلياً وخارجيا، فراجت أكاذيب واضحة وغلبت حقائق ناصعة، وسمعنا تبريرات “ناعمة” لجرائم خطيرة أو انتهاكات فظيعة.مطبخ (المشترك) “شغال عمال على بطال” بتعبير إخواننا المصريين ويفرز في كل دقيقة مقولات ساخنة وشعارات لا هبة وعبارات لاذعة وتهكمات صارخة وبيانات مخيفة.التراخي والتأهل وتمييع القضايا وتقريب الشلة أو الشلل الفاسدة، أثر سلباً على أداء المؤتمر وتراجع دوره القيادي حتى صار البعض يخجل من انتمائه إلى هذا الحزب الوحدوي الكبير.ونعرف أن المرحلة الحالية الدقيقة لا تتطلب العقاب والمساءلة لكن لابد من بعض التنبيهات والتوجيهات الشفوية لأصحاب الشرائح الثلاث.المرحلة تتطلب استنفار أقصى الطاقات والحرص على توحيد الرؤى، ولا ضير من الاستفادة من بعض تكتيكات المعارضة التي تتحرك في التصعيد على وفق خطوات محسوبة بالدقيقة والثانية بينما أصحابنا يتخبطون.. كثر المنظرون الفاشلون وازداد المتلونون المزايدون على حساب الطاقات الوحدوية الشابة وعلى قول المثل الشعبي “أذا كثر الديوك عطل الصبح”.الأغلبية الصامتة يجب تحريكها وإعادتها إلى التشغيل، وتسخير كل قدرات البذل والعطاء حتى نجنب البلد الوصول إلى المنزلق الخطير والهاوية السحيقة.وإذا حضرت النوايا الصادقة والإمكانات المسخرة والاعتذارات المهذبة سيتحرك الكسول وينشط الخامل ويتجرأ الصامت ويقول المحايد رأيه بكل صراحة وشجاعة.. سيتلاشى الشعور بالظلم والضيم وإبعاد الكفاءات ورعاية وإحلال الإمعات على حسابهم ممن لا يساوون شروى نقير، وستكون الهبة قوية، والرد على الخطاب الآخر المغاير أكثر حدة وموضوعيةوالصحوة تنفع - وإن كانت متأخرة - في ترميم الفجوة، ورأب الصدع، وتضييق مساحات الاختلاف والاقتناع الراسخ أن الوطن اليمني الكبير يئن من جراح أزمة خطيرة مما يحفز على رص الجهود، وإطلاق الطاقات، والمصداقية في الولاءات، وطرح الآراء والمبادرات، وتفنيد المزاعم والتقولات المذكية للفتن والاضطرابات وتأجيج نيران الاحتربات ومحاولة المخاطبة الحكيمة والناضجة للعقلاء والشرفاء في المعسكر الآخر على أمل الوصول إلى القواسم المشتركة والتخفيف من حدة الاحتقانات وتذويب الحواجز والأسلاك الشائكة التي تغلق منافذ الحوار، وتئد مبادرات الخروج من الأزمة الراهنة، وإذا كان هناك إخفاق في المحاولة الأولى فليس عيباً تكرار المحاولات، وطرق الأبواب والمراهنة على صوت العقل وقد قال الشاعر قديماً عن فلاح ونجاح من يصبر ويكثر من محاولات قرع الأبواب الموصدة:[c1]أخلق بذي اللب أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا[/c][c1] قبل الختام [/c]ساحة التغيير صدق من وصفها بساحة التغرير، فقد غاب ويغيب عنها صائب التفكير، وحسن التدبير، ونقاوة الضمير، وصادق التعبير، وعقلانية القراءة لما بعد التغيير، وكره التدمير لمقومات الوطن الكبير، وعدم استيعاب إلى أين البلاد تسير! في ظل هذا الشر المستطير والاصطبار على هذا الحال المرير.[c1]إيماءة[/c]المسيرة المهيبة الضخمة لجمعة “الإخاء” أرغمت الثعابين على العودة إلى جحورها، والشياطين إلى قماقمها عدا قلة ما زالت مصدومة، وحقاً تحولت جمعة الخلاص إلى جمعة الإخلاص!.[c1]آخر الكلام رزين إذا القوم خفت حلومهم وقور إذا ما حادث الدهر أجلبا فتى لم يضيع وجه حزم ولم يبت يلاحظ أعجاز الأمور تعقبا البحتري في مديحه الفتح بن خاقان.[/c]
|
تقارير
من جمعة الخلاص إلى جمعة الإخلاص
أخبار متعلقة