نصوص سينما اسودعنوان رئيسي اولعندما أراد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه القيام بثورة ضد فساد الدولة الأموية التي كان يتربع على قمتها أبناء عمه بدأ بنفسه وأهل بيته فجرد زوجته وبناته من حليهن ومجوهراتهن وأعادها مع كافة الأموال التي حصل عليها كمنح وهدايا إلى بيت مال المسلمين وقرر الانتقال من حياة الرفاهية والترف التي كان يعيشها هو وبقية أفراد أسرته إلى حياة الفقر والكفاف، لذلك نجحت ثورته وسيقت إليه السلطة دون أن يطلبها أو يسعى إليها، فملأ الأرض عدلاً وانتشر الرخاء في عهده إلى درجة أن الدولة كانت تبحث في أرجائها عن الفقراء كي تمنحهم الصدقات فلا تجد فقيراًً واحداً يستحق الصدقة. ذلك هو الثائر الحق وتلك هي الثورة الناجحة التي عم خيرها كافة أقطار الدولة الإسلامية.. فأين ثوار اليوم أو بالأصح الذين يزعمون أنهم ثوار من الثائر عمر بن عبد العزيز ؟!فالذين سارعوا بتقديم استقالاتهم من الحزب الحاكم معلنين انضمامهم إلى صفوف المعتصمين المناوئين للسلطة الشرعية الحاكمة المطالبين بإسقاط النظام السياسي القائم وحتى تلك الشخصيات الاجتماعية التي تحاول التسلق على أكتاف الشباب المعتصمين وأقصد هنا حميد الأحمر وإخوانه ومن على شاكلتهم كان يجب عليهم جميعاً قبل أن يعلنوا دعمهم ومساندتهم ومباركتهم للاعتصامات والمعتصمين المناوئين القيام بإعادة كافة الأموال والممتلكات التي حازوها واكتسبوها في عهد السلطة الراهنة وبطرق غير مشروعة إلى الخزينة العامة للدولة وإعلان توبتهم عما اقترفوه من جرائم بحق الشعب والوطن ثم بعد ذلك يعلنون انضمامهم إلى صفوف المعتصمين المناوئين للنظام السياسي الحاكم، وحينها فقط سينالون حب واحترام وتقدير كافة أبناء الوطن من أقصاه إلى أقصاه بمن فيهم المتربعون على قمة النظام السياسي الحاكم وسيتمكنون كذلك من النجاح في ثورتهم ويصبحون ثواراً بحق وحقيقة ، أما قيامهم بالتدافع على ساحات الاعتصامات المناوئة وإعلان براءتهم من السلطة الحاكمة ومباركتهم للاعتصامات وأموال البلاد والعباد في أرصدتهم وكروشهم المتضخمة فكل ذلك ليس سوى ضحك على الذقون لا أقل ولا أكثر، ومابراءتهم من السلطة الحاكمة بعد أن جعلوها مطية للكسب غير المشروع وانضمامهم لصفوف المعتصمين المناوئين إلا نوع من أنواع المكر والخداع الهدف من ورائه هو حماية ثرواتهم والهروب من الحساب والعقاب في حالة إذا ما نجح المعتصمون في تحقيق مبتغاهم، والدليل القاطع على ذلك هو أن الهاربين من سفينة السلطة إلى ساحات الاعتصامات المناوئة معظمهم، إن لم يكن جميعهم هم الذين قاموا في السابق بالانسلاخ من الأحزاب والتنظيمات السياسية التي نشأوا وترعرعوا فيها والتحقوا بصفوف الحزب السياسي الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) ليتمكنوا من سلب ونهب ثروات البلاد والعباد، ويعلنون بعد ذلك تخليهم عنه في أول اختبار حقيقي يواجهونه متقمصين دور التقاة الزاهدين الورعين وصدق المولى جل وعلا القائل في محكم كتابه العزيز “ مثلهم كمثل الشيطان إذا قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين” صدق الله العظيم وهو من وراء القصد.[c1]الحبيشي معدن أصيل[/c]معادن الرجال لا تظهر إلا عند الشدائد الجسام وفي الوقت الذي تساقطت فيه أوراق الخريف بطريقة تشبه تساقط المؤتمريين الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرض فوق أمراضهم أثبت الأستاذ أحمد محمد الحبيشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة “14 أكتوبر” للصحافة والطباعة والنشر رئيس التحرير أصالة معدنه الوطني وأنه رجل مواقف وصاحب مبادئ غير قابلة للطرق والسحب والمساومة.. فمن أعماق قلبي أحييك يا أستاذ أحمد على صمودك وموقفك الوطني الشجاع.
|
تقارير
ثوار فالصو..!!
أخبار متعلقة