مايزال شارع الشهيد البطل عبدالنبي مدرم، الأسد الهمام والثائر الشهير بمدينة عدن أثناء الاحتلال البريطاني الذي ضحى بحياته ودمه في سبيل صنع فجر الحرية والانعتاق، مايزال هذا الشارع الجميل والمهم بمدينة المعلا مغلقا من أوله الى آخره، منذ اجتياح قوة مكافحة الشغب للشارع وقتل عدد من الشباب الأبرياء، وضابط يعتقد انه قتل من قبل المتظاهرين، حسب الرواية الرسمية، بينما تم نفي ذلك بالمطلق.الذي صار في عدن ليس قليلا، لكن بعد مفاوضات عديدة تم فتح الشوارع في المدن المختلفة الا المعلا التي استعصى فتح شارعها الرئيسي وكذا بعض الشوارع الفرعية المؤدية الى احياء المدينة، ما جعل الحياة صعبة للناس بسبب بعد النقاط الخاصة بالمواصلات والتموين والمشافي، وصار الشارع للعبث والتحطيم والتخريب، بل صار قرية يلعب بساحتها الصغار فيحفرون ويبنون ويكسرون ويلعبون الكرة.. هكذا صار الشارع بعد ان انتزعت سياجه الحديدية، ثم تحول الامر الى نزع البلاط الجديد في ميناء الشارع المتوسط ما جعل الرمال تثير الحساسية وتقلق حياة السكان، اضافة الى عدم وعي مجموعة من الشباب وهم الذين يسيطرون على الشارع بالتهديد والصياح واعتراض السيارات وعدم السماح بمرورها.. وهذه اعمال تتنافى وسلوك أهل عدن الذين يعرفون ان ذلك سلوك خاطئ، وان كان لهم لدى الدولة دم او ثأر فبالقانون والمنطق يأخذونه، وليس بقطع الطريق وتكسيره وتخريبه وهو ما جعل الناس ينفرون من هؤلاء الشباب الذين لم يعد لهم من عقل راشد يفهمهم ان ذلك هو الخطأ بعينه!.نحن من البداية نبهنا الى ان تعي السلطة مهامها وان لا تقحم القمع والموت في امور المواطنين، ونبهنا الى ضرورة الا ينساق الشباب الى مقاومة السلطات بالعنف، بل بالمسيرات السلمية والاعتصامات المنظمة والهادفة الى اظهار المدينة والسلوك القويم، لكن لم يسمعنا احد من الطرفين وصارت الكارثة وجنينا قتلى هم شهداء عند الله، ثم دمارا وتخريبا واظهرنا سلوكا شاذا لم يعد المجتمع قادرا على اصلاحه او حتى تحمله البتة.السلطة غابت والمسؤولون ولوا الادبار والناس اكتفوا بالمكوث في البيوت خشية ان ينالهم طيش الشباب وجبروت السلطة، وقد بلغ العبث بتبادل اطلاق الرصاص والحجارة من قبل السلطة والمتظاهرين حد الخسائر للمواطنين في منازلهم وممتلكاتهم، وهذه كارثة لا حل لها الا بالعقل والمنطق والجلوس مع هؤلاء الناس لمعرفة ما لحق بهم ومحاكمة الجناة من الطرفين حتى يتم رأب الصدع وتعود السكينة العامة للجميع في عدن وبقية المحافظات.
أخبار متعلقة