باريس / غابريال غرينز:يلوث مياه البحر الأبيض المتوسط حوالي 250 مليار من نثر البلاستيك الشديدة الصغر وهي نفايات متناهية الصغر تبتلعها العوالق التي تلتهمها الأسماك بدورها وقد تنتهي في أطباقنا، على ما أفادت المعطيات الأولية لمهمة « المتوسط في خطر».ويفيد فرنسوا غالغاني من المعهد الفرنسي للبحث في استكشاف البحار «ايفريمير» أن «كميات النفايات البلاستيكية العائمة تبلغ 250 ملياراً من الأجزاء الشديدة الصغر في كل أرجاء البحر الأبيض المتوسط».وقد وضع المعهد الفرنسي وجامعة لياج (بلجيكا) تقييما أولياً لحجم الأضرار انطلاقا من عينات أخذها في يوليو 2010 أفراد من مهمة «المتوسط في خطر» (ميد) على الساحل الفرنسي وشواطئ شمال ايطاليا واسبانيا.وأوضح رئيس المهمة برونو دومنتيه « أخذنا أولى العينات من عمق 10 إلى 15 سنتمترا من المياه. إذ قمنا بعملية استنباط على نفايات شديدة الصغر عائمة والأمر لا يشمل تاليا كل المياه» إلا أن الأمر «مقلق جدا».المشروع يقف وراءه متطوعون استأجروا مركبا شراعيا من أموالهم الخاصة للحملة الأولى ويشارك فيه كذلك نحو عشرين باحثا من حوالي عشرة مختبرات جامعية أوروبية.ويوضح دومنتيه «خلال العام 2011 ننوي مواصلة اخذ العينات للتوصل إلى تحليل كامل لكل المتوسط وهو بحر مغلق نسبيا وليس بكبير وهذا أمر مثالي لدرس هذا النوع من التلوث» مشيرا إلى أن المهمة هي الأولى من نوعها في فرنسا وأوروبا.وجاء في تعليق خطي أولي للبروفسور غالغاني أن «90 % من العينات حوت نفايات شديدة الصغر ونظرا إلى الوزن الوسطي (1,8 ميلغرام) لـ4371 من النفايات هذه التي جمعت خلال المهمة يتبين لنا استنباطا أن ثمة 500 طن منها في المتوسط».وبالمقارنة فان «حلقة الاطلسي» وهي زوبعة هائلة مؤلفة من تيارات بحرية تحوي 1100 طن من هذه الأجزاء البلاستيكية الشديدة الصغر.واكتشف البروفسور جان هنري هيك من مختبر علم المحيطات في جامعة لياج والمشارك في المهمة كذلك أن «طحالب استوطنت هذه النفايات البلاستيكية الصغيرة» على ما تشير أولى النتائج.ويتوقع صدور تقرير شامل في مارس 2011.وبموازاة ذلك يقول برونو دومنتيه ان مهمة (ميد): «حققت سابقة عالمية حول قنديل البحر من نوع <بييا نتيلوكا> مع البروفسور غابريال غورسكي من مرصد علوم المحيطات في فيلفرانش سور مير من خلال تصوير صعود قناديل البحر الليلية بكاميرا تعمل بالأشعة دون الحمراء».قناديل البحر هذه التي تتسبب بطفح جلدي وبحروق للمستحمين تصعد ليلا إلى سطح البحر لتتغذى وتكون عندها في مهب الرياح والتيارات. وسمحت المهمة بفهم أفضل للفظ البحر لهذه النقاديل على الشواطئ.وحملة «ميد 2011» ستسمح «بأخذ عينات للمقارنة في الامكان نفسها التي أخذت منها عينات العام 2010 وللتقدم أكثر باتجاه اسبانيا وجبل طارق والجزائر وتونس ومن ثم جنوب ايطاليا وسردينيا وكورسيكا» على ما قال رئيس المهمة.
|
البيئة
(مهمة المتوسط في خطر) : نتخلص من النفايات في البحر.. فنجدها في أطباقنا!
أخبار متعلقة